السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

القدس المفتوحة تعقد ندوة حول التغيرات الاقليمية وتأثيرها على القضية

نشر بتاريخ: 04/03/2011 ( آخر تحديث: 04/03/2011 الساعة: 13:41 )
غزة- معا- عقدت جامعة القدس المفتوحة -منطقة شمال غزة التعليمية، ندوة سياسية بعنوان "التغيرات السياسية الاقليمية وتأثيرها على القضية الفلسطينية ".

وتم استضافة كل من: الدكتور عاطف ابو سيف الكاتب والمحلل السياسي، والدكتور سامي احمد مشرف متفرغ وأستاذ التاريخ في المنطقة، وأ. محمد دياب منسق العلاقات العامة في منطقة شمال غزة والباحث في شؤون الشرق الاوسط، وحضر الندوة الدكتور خالد عبد الدايم مدير المنطقة وجمع كبير من الدارسين والعاملين بالجامعة.

وقد افتتح الدكتور خالد الندوة، مرحباً بالضيوف والحضور، ناقلا ً لهم تحيات أ.د يونس عمرو رئيس الجامعة، ود. جهاد البطش نائب الرئيس لشؤون قطاع غزة.

وقد اكد عبد الدايم في افتتاحيته على أهمية عقد مثل هذه الندوات وورش العمل لما تقدمه من معلومات وآراء يستفيد منها الدارسين وتثري معارفهم في المجالات المختلفة، مشيرا الى أن الجامعة تسعى بشكل حثيث الى بناء منظومة من الوعي والثقافة العامة لدى جمهور الدارسين من خلال النشاطات اللامنهجية والتي منها الندوات وورش العمل والأيام الدراسية .

من جانبه تحدث الدكتور سامي احمد، عن آخر التطورات السياسية التي تشهدها المنطقة العربية، مستعرضا مسيرة التدخلات لا سيما الاميركية والغربية في الشأن العربي خدمة لمصالح الولايات المتحدة المتمثلة بالهيمنة على موارد هذه البلدان وكذلك تأمين وجود الكيان الصهيوني باعتباره كيانا وظيفيا يحقق أهداف الامبريالية الاميركية في المنطقة العربية.

وأكد أحمد ان هذه التغيرات في المنطقة لها آثار بالغة على القضية الفلسطينية باعتبارها قضية مركزية لكل العرب والمسلمين وأنها تؤثر وتتأثر وهذا ما تدلل عليه محطات كثيرة في التاريخ الحديث والمعاصر ، داعياً الى الرد على هذه التدخلات من خلال تعزيز التعاون الاقتصادي والانفتاح الثقافي على القوى الاقليمية الفاعلة في المنطقة على قاعدة تدعيم الموقف العربي والفلسطيني والحفاظ على استقلالية القرار الوطني .

من جهته اشار الدكتور عاطف ابو سيف، الى النتائج التي قد تكون سلبية لعملية التغيير الجذري التي لحقت ببعض الأنظمة العربية لاسيما في غياب دعائم الاستقرار الديمقراطي لاسيما التنمية الاقتصادية والثقافة السياسية التي تعزز ثقافة الديمقراطية في البلدان العربية.

ونوه الى الفرق بين الديمقراطية كثقافة وممارسة وبين الانتخابات التي هي اوجه لهذه الديمقراطية وهي قد لا تعبر عن حقيقة وجود ديمقراطية بالمعنى الفعلي، كما اكد على ان التغيير الذي حدث وحتى ان لم يؤد الى النتائج التي تطمح بها الشعوب العربية الا انه بالتأكيد لن يكون الوضع اسوأ مما كان سائدا ً في الماضي.

واضاف ابو سيف ان هذه التغيرات والتطورات الحاصلة في المحيط العربي بالتأكيد لها تداعيات كبيرة وخطيرة على القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني في ضوء الانقسام السياسي الفلسطيني وتفتت الوطن بين الضفة وغزة ، محذرا ً من أن استمرار هذا الانقسام في الوقت الذي يشهد العالم هذه التحولات الكبيرة قد يكلف الفلسطينيين ثمنا ً باهضا ً من خلال خسارة الانجاز الوطني والكيان الفلسطيني الوليد في ضوء مشاريع الربط والتقسيم التي تطرح في اروقة صنع القرار في اسرائيل واميريكا . وبين انه دون انهاء الانقسام لن نتمكن من التكيف مع هذه التغيرات وتطويعها لمساندة ودعم القضية الفلسطينية.

وقد اعتبر أ. محمد دياب، ما حدث من تغيرات في الواقع العربي يعود الى عوامل ذاتية لها علاقة بسوء ادارة الحكم والسلطة في العالم العربي وتغييب الديمقراطية والتعدي على القانون وحقوق الانسان، وهذا ما دفع الى حالة من السخط العام الذي تراكم عبر عشرات السنين في ظل وجود هذه الأنظمة التي استخفت بعقلية المواطن وامتهنت كرامته، بالإضافة الى وجود عوامل خارجية كان لها الدور الفعال في اشعال شرارة هذه الثورات عبر استخدام ادوات التدخل الناعم التي تمتلكها الولايات المتحدة تحت مسميات العولمة والانفتاح الحضاري وتسخير وسائل الاعلام المختلفة وتقنيات الاعلام التفاعلي في التأثير على المزاج والرأي العام في دول المنطقة العربية.

وأشار دياب ان مفهوم الشرق الاوسط الجديد الذي تطرحه الولايات المتحدة لا يهدف فقط الى تغيير أنظمة الحكم في المنطقة، بل الى تغيير الخارطة السياسية، منوهاً إلى أننا قد نشهد مزيداً من الانقسام في الاقطار العربية كما حدث في جنوب السودان،لافتاً إلى أن هذه الخارطة الجديدة ستشمل ولادة اقطار مصطنعة على أسس عرقية ومذهبية وطائفية.

وفي نهاية الندوة فُتح باب النقاش حيث تقدم عدد من الدارسين بمجموعة من الاسئلة التي عبرت عن مدى ادراك هؤلاء لخطورة ما يحدث في العالم العربي والذي القى بظلاله على القضية الفلسطينية.

وفي الختام تقدم أ. محمد دياب منسق العلاقات العامة بالشكر للضيوف وللحضور، واعدا ً بأن يتم تنظيم مزيد من هذه الندوات الهادفة والتي تنمي المعرفة والإدراك عند الجميع.