السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

مفكر فلسطيني: على القوى اليسارية المبادرة للالتحاق بالثورات الشعبية

نشر بتاريخ: 05/03/2011 ( آخر تحديث: 05/03/2011 الساعة: 17:45 )
غزة- معا- اعتبر المفكر الفلسطيني غازي الصوراني، مسؤول الدائرة الثقافية المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن الانتفاضات الشعبية في الوطن العربي تحمل في طياتها إمكانية تبلور البديل الشعبي الديمقراطي في العديد من البلدان العربية، القادر على المدى البعيد أن يضع نفسه في مسارٍ اشتراكي، داعياً القوى الماركسية العربية للتداعى على الفور لكي تناقش الأفكار الكفيلة بالتمهيد الجدي لوحدتها على المستوى القومي العربي، كخطوة ضرورية على طريق تنظيم وتأطير أوسع لشرائح العمال والفلاحين الفقراء.

وشدد الصوراني خلال مداخلته في اللقاء الفكري الحواري الذي نظمته لجنتي التنظيمية والثقافية للجبهة الشعبية في قطاع غزة وأداره عضو قيادة الجبهة في قطاع غزة، ومسؤولها الثقافي؛ الرفيق وسام الفقعاوي تحت عنوان "قراءة سياسية واجتماعية للحالة الثورية الشعبية العربية" على أن الجماهير حينما تقوم بانتفاضتها ضد هذه الانظمة ، فإن على القوى اليسارية المبادرة الفورية إلى الالتحاق بها وتنظيم صفوفها وقيادتها لئلأ يقطف الانتهازيون من أزلام النظام ومؤسساته ثمار الانتفاضة وتجييرها لانتاج نظام جديد شكلاً (ديمقراطي ليبرالي) ، لا يختلف في جوهره عن النظام المخلوع عبر قيادة الجيش من حيث تبعيته وخضوعه ، باعتبار أن الجيش مازال محدداً رئيسياً في رسم وتوجيه السياسات والأحداث في معظم البلدان العربية (إلى جانب جماعة الإخوان المسلمين)، والتأثير عبر دوره وما يملك من إمكانيات في غياب أو ضعف ورخاوة أو تفكك الأحزاب والقوى اليسارية والديمقراطية ، ومن ثم إعادة إنتاج كل أساليب القمع والاستبداد والفساد والإفقار من جديد، وهذا ما لا يقبله عقل أو منطق.

وقال الصوراني أمام عشرات من قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة الشعبية في مركز المغازي الثقافي أن "الانتفاضة الشعبية في تونس ومصر وليبيا.. افتتحت مشهداً عربياً جديداً يتجسد ويتبلور عبر هذه الحالة الثورية التي فجرها الشباب وجماهير الفقراء والكادحين وكل المضطهدين، وتطورت شعاراتها وأهدافها مع تطور الأحداث منذ أشعل البوعزيزي النار في نفسه لتنطلق بعدها الاحتجاجات وتتطور إلى حالة ثورية أسقطت النظام في تونس، ثم تمتد إلى مصر بادئة بشعارات ضد الاستبداد والقمع ومن أجل الحرية والكرامة، سرعان ما تطورت إلى المطالبة بإسقاط الرئيس، ثم المطالبة بإسقاط النظام كله، وها هي تشتعل اليوم في اليمن وليبيا –كما في العديد من الدول العربية- للمطالبة بإسقاط الرئيس والنظام في إطار حالة ثورية جماهيرية عربية غير مسبوقة في تاريخ العرب القديم والحديث والمعاصر.

وأبرز أن انتفاض جماهير الشباب وجماهير الكادحين والفقراء والبرجوازية الصغيرة جاء "ضد طغيان التحالف البيروقراطي الكومبرادوري الرأسمالي التابع للإمبريالية وفق رؤى وشعارات ليبرالية وديمقراطية، دون أفق في المدى القريب يؤكد على إزاحة هذا التحالف أو النظام بكل مؤسساته السياسية والاقتصادية، عبر البديل الاشتراكي الديمقراطي المنشود، ما يؤكد على اختلاف المضامين الأيديولوجية والطبقية للانتفاضة الثورية العربية عن غيرها من الثورات.

وأوضح الصوراني "أهمية وصول الانتفاضة، خاصة في كل من مصر وتونس إلى بناء نظام ديمقراطي برلماني يضمن تحقيق الحرية والعدل والمساواة والاستقرار، وأن تُهزم محاولات سرقة الثورة أو تكييفها لحساب مصالح الجيش أو جماعة الإخوان المسلمين، التي ستكرس كل جهودها للتوسع في صفوف الجماهير عبر استغلال الحالة الانفعالية الثورية المنتشرة في الشارع المصري خصوصاً والعربي عموماً.

هذا وتخلل اللقاء مدخلات وأسئلة واستفسارات لعدد من الاعضاء أثرت النقاش.