مرضى من الخليل: من حق الموظفين الاضراب عن العمل... ومن حقنا تلقي الرعاية الصحية اللآزمة والفورية

الخليل - معا - مع تصاعد وتيرة الاضراب لدى موظفي القطاع العام ، طالبت نساء من محافظة الخليل، الحكومة الفلسطينية وموظفيها للتصرف بعقلانية وعدم كيل الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، وطالبن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لبذل جهود مضاعفة من اجل حل مشكلة رواتب الموظفين والمشاكل التي يعاني منها الشعب الفلسطيني .

جاء ذلك خلال جولة ميدانية قامت بها وكالة معا، على بعض المراكز الصحية في الخليل، ففي مستشفى الخليل الحكومي "عالية" كان هناك بعض المرضى الذين حضروا على امل تلقي العلاج فيه ، على الرغم من معرفتهم السابقة بوجود الاضراب، فالحاجة ام زيد ذهبت كل توسلاتها ادراج الرياح وهي تطلب ممن تجده امامها المساعدة في علاجها، حيث قالوا لها : " يا حجة اليوم اضراب .." وهي ترد عليهم " بعرف بس الله يخليكم ساعدوني .."

ولدى سؤالنا ام زيد عن المرض الذي تشكو منه ؟ اجابت بانها تعاني من ألم شديد في ارجلها، ولا تستطيع المشي او الوقوف عليها ، وقد حضرت للمستشفى على أمل ان يتم علاجها ، وأضافت الحاجة أم زيد " اعلم بوجود الاضراب ، وانا مع الموظفين في ذلك ، ولكن عليهم ان يخافوا الله ويقدموا العلاج لنا ، اين سنذهب لتلقي العلاج ، ونحن لا نملك النقود لذلك ، هذا حرام عليهم ، وعلى الرئيس ابو مازن ان يسعى لحل مشكلتهم كما كان يفعل ابو عمار رحمه الله ."

حال ام زيد لم يختلف كثيراً عن حال السيدة شرين التي حملت طفلتها يارا المولودة حديثاً ، الى عيادة الكرنتينا لعمل فحص لها ، قالت لنا " اعلم بوجود الاضراب لكنني قلت في نفسي لعل الممرضين او الاطباء حينما يشاهدون الطفلة معي سيقدمون الخدمة الطبية لها ، لكن خابت آمالي ، وسأعود من حيث اتيت ."

ولدى سؤالنا السيدة شرين عن رأيها في الاضراب ، أجابت " اذا كان ذلك في مصلحتهم وتحصيل لحقوقهم ، فنحن معهم ، لكن عليهم ان يضعوا خططاً لمعالجة المرضى والمحتاجين ، فمن غير المعقول حرمان هذه الطفلة من الحصول على خدمة طبية لها ، بالاضافة الى الكثير من المرضى ، فلقد أغلقوا قسم العمليات في مستشفى الخليل ، وقسم الطوارئ لا يستقبل الا الحالات الطارئة جدا جدا ، وقسم العيادات الخارجية لا يعمل ، الصحة تدفعنا لتلقي العلاج في العيادات الخاصة ، زوجي لا يملك النقود الكافية لذلك، فمن اين يأتي موظفو السلطة بالنقود وهم لم يتلقونها منذ أشهر ..! ".

وناشدت شيرين، رئيس الحكومة ورئيس السلطة واعضاء التشريعي بالعمل معا لايجاد حل وبالسرعة الممكنة خوفا من تفاقم الامور .

وذكرت لنا السيدة الهام، بانها ذهبت بالامس لعيادة الصحة في عين سارة لتطعيم طفلها ، لكنها لم تستطيع ذلك بسبب الاضراب ، مضيفة " حملت طفلي وذهبت لعيادة الصحة وقالت لي الممرضة بأنه لا يوجد هناك ضرر اذا تاخر طفلي في أخذ التطعيم ، فحملته وتوجهت لمديرية الصحة، ووجدت جميع العاملين في الصحة على باب المديرية المغلق وذكروا لي ما قالته الممرضة لا ضرر على ابنك اذا تأخر في أخذ التطعيم ."

وأضافتا السيدة الهام " لا ضرر ولكن متى يتم تطعيمه ، فقال لها احدهم ، اسألي رئيس الحكومة ووزير الصحة ، فنحن لا نعلم متى ينتهي الاضراب ."

وحملت السيدة الهام موظفي الصحة ووزيرهم مسؤولية اي شيء يحدث لطفلها ، حيث قالت " في حال حدوث شيء لطفلي فان المسؤولية تقع على عاتق موظفي الصحة ووزيرهم ، وآمل من الله ان يتم حل الاضراب سريعاً ."