الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحديث ذو شجون * بقلم : فايز نصار

نشر بتاريخ: 06/03/2011 ( آخر تحديث: 06/03/2011 الساعة: 21:55 )
السيادة الرياضية

ضمن المحطات الرياضية الهامة ، التي حرقها الشباب الفلسطيني ، منذ تولي الاخ ابو رامي المقاليد الرياضية ، نحن على موعد هذا الاربعاء مع المحطة الرياضية الأهم ، عندما تهب الجماهير الرياضية ، في يوم النفير الرياضي الكبير ، لانجاح اول موعد رسمي ، على حفاف عاصمتنا الأبية بيت المقدس .

ولا تقتصر اهمية الحدث على مباراة رياضية أولمبية ، يستضيف فيها منتخب المعذبين الفلسطينيين نظيره التايلندي ، بل يتعدى الأمر ذلك كثيرا ، ليتحول ضمن الفهم الفلسطيني الواعي الى تظاهرة فلسطينية كبرى ، تتوحد في فعالياتها كل السواعد الفلسطينية المؤمنة بعدالة القضية وعبقرية الانسان ، حول المشروع الوطني الرياضي ، الذي يقوده – بكفاءة ومهنية واقتدار- الاخ القائد جبريل الرجوب ، بتوجيهات داعمة من القيادة السياسية ، وعلى رأسها فخامة الاخ الرئيس محمود عباس .

ولعل مصدر اهتمام القيادة الفلسطينية بهذه الجزئية ، التي يراها البعض معزولة ، ويراها الفاهمون مفصلية ، أننا نخوض هذه الايبام أهم المعارك ، على جبهة الارادة والصبر والمثابرة ، وفرض الجلد الفلسطيني في مقاومة الصلف العبري على موائد المفاوضات ... وخاصة بعد اتضاح صور البديل الفلسطيني بالاعلان من جانب واحد عن الدولة الفلسطينية مستقلة على الأراضي المحتلة منذ سبعة وستين .

وفي خطوات يثمنها الفلسطينيون كثيرا ، استبقت دول امريكا اللاتينية ، وبعض الدول الاخرى الأمر بالاعلان مسبقا عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ، مع اعلان كثير من الدول - منها دول تنتمي للمجموعة الاوروبية المؤثرة - النية بأنها ستعترف بالدولة الموعودة .

ولللأسف الشديد لم نسمع بين الدول العربية ، وتلك التي تستعرض علينا عضلات النضال صباح مساء من اعلنت الاعتراف بالدولة ، وفي الأمر أكثر من لماذا ؟ وليت ؟ ولعل ؟

تبرز اهمية مباراة الاربعاء في انها أول استحقاق رسمي على ارض الوطن ، وفي الأمر اكثر من دلالة ، لأنه يشكل أعترافا دوليا رياضيا وأولمبيا بالدولة الفلسطينية ، وبعاصمتها القدس ، والا لما سمحت الفيفا ولا الاولمبية الدولية باقامة المباراة على البوابة الشمالية لأم العواصم .

صحيح أن حسابات الحقل والبيدر جعلت معظم الدول تتردد في الاعلان عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ، ولكن ها هي بشارات الاعتراف تأتي من الملاعب الرياضية ، التي تمثل ملايير الناس فوق هذه المعمورة ، لأن اللجنة الاولمبية الدولية ، تمثل ديمقراطيا الرياضة في كل القارات ، وتمثل الرياضيين المشاركين - باللعب أو المشاهدة .. أو بأي شكل آخر - في كل الرياضات .

والأمر ينسحب على الرياضة الأكثر شعبية كرة القدم ، لأن ايتو ودروغبا وتيري هنري وراموس سيعرفون بأن فلسطين لعبت مع تايلند في القدس ، وسيدعمون خطط اقامة الدولة بعاصمتها القدس ، ولأن كلا غوارديولا ومورينيو وفنغر والسير اليكس سيسمعون ولو بكلمات ، وربما بمشاهدات ، عن استقبال فلسطين لمنتخب تايلند على أرض القدس المحتلة ، وستكون لهم كلمة قد تجدي في زعزعة تعنت الاحتلال .

أزعم .. أن للرياضة تاثير أكثر كثيرا من السياسة تحت ظلال هذه العولمة ، لأننا نعلم حتى قياس حذاء كرستانيو رونالدو ، وقد لا نعلم حتى اسم رئيس وزراء البرتغال .. ولأننا قد نعلم كم دقيقة لعب ليونيل ميسي ، وكم هدفا سجل ، ولا نعلم اسم اي مسؤول ارجنتيني رفيع ، وهنا تبرز اهمية أن يتابع كرستانيو وميسي ولو دقيقة من مباراة فلسطين وتايلند غير المسبوقة على ارض القدس .

وازعم أيضا .. بأن قادة الحركة الرياضية الدولية يملكون تاثيرا في هذا العالم اكثر من رؤساء الدول ، ودليل ذلك أن الدول الافريقية قاطعت بقرار سياسي أولمبياد مونتريال سنة 1976 احتجاجا على مشاركة نظام الميز العنصري ، ونجح الأولمبياد .. وقاطعت الولايات المتحدة ومجموعة من الدول الغربية أولمبياد موسكو 1980 احتجاجا على الغزو الروسي لافغانستان ، ونجح الاولمبياد .. وردت موسكو وشركائها في حلف وارسو الصفعة بمقاطعة اولمبياد لوس انجلس 1984 ونجح الاولمبياد ... وفي مقابل ذلك كان بامكان الاولمبيادي الأول السابق سمارانش ، والحالي جاك روغ ايقاف اي فعالية رياضية بجرة قلم !

انه الاعتراف الدولي ، الذي نأمل أن يؤثر على الدول - وخاصة العربية – لانجاح المشروع الوطني الفلسطيني ، فنحن بحاجة الى اعتراف القذافي بدولتنا كما اعترف بها طارق التايب من خلال الملاعب ، ونحن بحاجة لاعتراف الدكتور بشار الاسد بدولتنا كما اعترف بها فاروق بوظو من خلال الصافرة ، ونحن بحاجة الى اعتراف فرنسا بحلمنا في الدولة كما اعترف بها بلاتيني في كل المحافل ، ونحن بحاجة الى اعتراف مصر الجديدة بحقنا في الدولة كما اعترف بها - جهارا نهارا - ابو تريكة .
انه المشروع الوطني الرياضي الفلسطيني الكبير ، الذي يقود جحافل زحفه لواء العز والاعتزاز جبريل الرجوب ، ومحطته الأهم يوم الاربعاء القادم ، وسيصل قطاره في النهاية الى الاستقلال والدولة ، فلا تتخلفوا عن قطار الاستقلال الرياضي ، ودعوا الخوالف يعلكون الكلمات ، ويعضون اصابعهم امام هذه النجاحات !
والحديث ذو شجون .