الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

في حال انفجر الاضراب وثار الجوعى - اما ان تسقط السلطة او نذهب الى انتخابات برلمانية ورئاسية واسرائيل هي الخاسر الاكبر

نشر بتاريخ: 30/08/2006 ( آخر تحديث: 30/08/2006 الساعة: 17:12 )
بيت لحم -معا- - كتب ناصر اللحام - مع اقتراب الموعد المقرر للاضراب، يصبح الغضب سيد الموقف، ويبدو ان القيادة الفلسطينية ( الحكومة والرئاسة وقيادة التنظيمات ) لم تدرك بعد حجم الغضب المحتقن في صدور الموظفين الفقراء، وفيما يعتقد البعض ان اعصار الغضب سيكون موجها ضد الحكومة فقط، يؤكد اخرون ان هذا يطال القيادات التاريخية للمنظمة والفصائل التي اعتبرت نفسها حتى الان ضيف شرف على هذه المشكلة واكتفت بالادلاء بتصريحات الشجب او مقالات التوصيف.

ومثلها الرئاسة، فهي لم تعد بمنأى عن امواج الغضب، فالشعب الذي لم يتلق مستحقات العمل والدعم منذ سبعة اشهر، كان يمكن ان يتحمل لعدة ايام او اشهر اخرى لو كانت القيادة متعاضدة ومتّحدة.

ولكن الفلتان السياسي والاداري والسلوكي والتسلح والاجرام ينتشر في كل مكان وينهش كرامة المواطن .

احد الموظفين قال " الجوع كافر وعاهر، ونحن جوعى ودفعونا الى الزاوية، واذا لم تسارع القيادة - كل القيادات - لايجاد حلول فسوف نسير في الاضراب على طريقة عليّ وعلى اعدائي " .

وفي اول غيوم العاصفة القادمة وصل مئات الموظفين الحكوميين الى مقر الرئيس بمقاطعة رام الله - بعد ان كانوا امس هاجموا مقر البرلمان في غزة - فخرج الرئيس عباس من مكتبه في المقاطعة في رام الله، يخاطب الموظفين الحكوميين الذين خرجوا في اعتصام احتجاجا على عدم صرف رواتبهم المستحقة، مؤكدا لهم " ان الحصار لا يستهدف الحكومة الفلسطينية وحدها انما الشعب بأكمله، وان سياسة التجويع لن تركع شعبنا، مشددا على حق الشعب في التعبير عن ارائهم بكل الوسائل المتاحة لهم " .

فتح مرتبكة في تعاملها مع الاضراب، وهي محقّة في هذا الارتباك، فهي اذا تؤيده بقوة قد تسقط السلطة كلها وليس فقط حكومة حماس كما تريد، اما حماس فهي لا تستطيع لغاية الان سوى لعب دور الانكار وانه لا يوجد اصلا مشكلة تستحق كل هذا الاضراب مع انها لو كانت هي في المعارضة لقادت الاضراب.

اما القوى والفصائل الاخرى، فهي لم تحسم الموقف بعد، وتدرك تماما ان الاضراب النقابي لابد سيصل في مداه الى درجة خطيرة تفقد الواقع ديمومته التنظيمية على شاكلتها الحالية.

اما اسرائيل التي تجلس الان سعيدة بما انجزه الحصار، فيكفيها ان تتصور وقوع احد السيناريوهين المذكورين وستعرف انها هي الخاسر الاكبر من الحصار .