الجمعة: 27/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

محامي نادي الأسير يلتقي الأسير درابية في سجن شطة

نشر بتاريخ: 07/03/2011 ( آخر تحديث: 07/03/2011 الساعة: 11:41 )
بيت لحم- معا- التقى محامي نادي الأسير محمد صفية الأسير درابية يوم الخميس الماضي، وأعد هذا الحديث معها، حيث رصد معاناة الأسير منذ اعتقاله.

بطل هذا التقرير يعاني الكثير وتنوعت معاناته من ظلمة سجنه ومن اشتداد المرض عليه وبعده عن أهله في غزة وزوجته وطفله في الضفة، وهو الأسير رائد درابيه والمعتقل منذ عام 2002 وهو واحد من أولئك الذين يعانون الأمرين في سجون الاحتلال.

رائد محمد جمال رزق درابيه البالغ من العمر 38 اعتقل بتاريخ 18 نيسان (أبريل) 2002 على حاجز حوارة العسكري في الضفة الغربية خلال تنقله من قطاع غزة إلى الضفة، إذ قضت محكمة إسرائيل بحبسه مدى الحياة بذريعة قتل إسرائيلي في تل ابيب قبل اتفاق أوسلو, وهو الان متواجد في سجن شطه.

ولأكثر من خمس سنوات لم يسمح للأسير من رؤية أي من أفراد أسرته، سواء أهله في غزة أو زوجته وطفله في نابلس، كغيره من أسرى قطاع غزة المحرومين من الزيارة.

أما معناته مع المرض فهي قصة أخرى والتي بدأت عام 2005 لدى ظهور أعراض مرض حصى الكلى، وقد اجرت له ادارة السجون سبع عمليات جراحية متتالية في مستشفيات السجون الإسرائيلية، لم تفشل كلها فحسب بل أنها تركت عدة فتحات واضحة لم تلتئم وتنزف دماً بشكل متواصل في محيط عموده الفقري بشكل جعل عظامه تبرز خارج جسده، وهذا الشيء تأكدت منه شخصيا عند مشاهدتي للجرح في ظهر الاسير عند زيارتي له.

واخبرني الأسير بقصته كامله حيث قال: "إن وضعه ازداد سوءا وتدهورا وان الجروح ازدادت والتهبت بشكل أكبرحيث تم إجراء عدة فحوصات لي ولا أعرف ما هي الفحوصات التي تمت بالتحديد حيث لم أكن واعي كل الوقت أثناء إجراء الفحوصات على أثرها تم إعلامي من قبل الأطباء بأن حالتي نادرة ولم تمر عليهم من السابق وأن العملية التي سيتم إجرائها قد تؤدي إلى شللي أو موتي".

ويذكر أن السبب في خطورة العملية هو انه كما تم إعلامه أنه سيتم تغيير ثلاث شرايين بالظهر وهي تقع بالقرب من النخاع الشوكي مما قد يؤدي إلى إصابته بالشلل.

في حين قامت إدارة معتقل ريمون بالطلب من الأسير التوقيع على أوراق بأن تتم العملية على مسئوليته الشخصية وقد رفض التوقيع كونه لديه علم عن مدى خطورة العملية، حيث قام بفحص الأسير طبيب خاص والاطلاع على ملفه الطبي وجلس معه حوالي 3 ساعات وأخبره أن وضعه خطير وأنه لو بقي على هذا الحال وبدون متابعة فأنه سيؤدي ذلك إلى موته، وكذلك أعلمه أن العملية التي يجب إجرائها خطيرة جدا كونها قرب النخاع الشوكي وان من الأفضل إجراء العملية خارج البلاد.

وفي أثناء وجود الأسير في سجن ايشل احتج الأسرى بالقسم على وضع الأسير وتم التهديد بالإضراب وذلك لكون وضعه كان يتفاقم والجروح تتوسع وتزداد، بناء على ذلك تقرر نقل الأسير مباشرة إلى المستشفى حيث بقي هناك 6 أيام وبعدها أرجع إلى سجن ايشل.

وبعد إرجاع الأسير إلى القسم حضر المدير ومعه أطباء إلى القسم وأخبروه أنهم في مصلحة السجون لا يستطيعوا عمل شيء وأن وضعه سيء جدا، وتم إعلام الأسير أنه سيتم نقله إلى سجن عسقلان أو مستشفى الرملة.

كما وتم إعلامه أنه ولخطورة العملية التي يجب أن يتم إجرائها فانه يجب أن يكون حل سياسي بخصوص وضعه بحيث يتم الإفراج عنه ويقوم بإجراء العملية خارج البلاد، حيث أن هناك احتمال يصل إلى 75% لإصابة الأسير بالشلل والموت البطيء.

وقال لي الأسير أنهم يتعاملوا معه بحرب نفسية للضغط عليه للتوقيع لاجراء عمليه جراحيه على مسؤوليته، تم إعلامه أيضا أنه في حال وقع على إجراء العملية فإنه سيتم إجرائها من أطباء من الخارج ومستشفى خارجي وهؤلاء الأطباء غير متعاقدين مع مصلحة السجون وهذا يعفي مصلحة السجون من المسؤولية مما سيؤول إليه وضعه بعد العملية.

في احد الايام تم إعلام الأسير انه تقرر نقله إلى الرملة أو عسقلان ولدى إخراجه من القسم تفاجئ بأنه تم إدخاله إلى قسم العزل الانفرادي في إيشل.

فطلب الأسير إرجاعه إلى وهدد بالإضراب عن الطعام ولكنهم رفضوا طلبه وبناء عليه أضرب الأسير عن الطعام لمدة أسبوع وقام بالتهديد بالإضراب عن الماء في الأسبوع الثاني في حال بقي بالعزل الانفرادي، وعليه نقل إلى سجن ريمون بعد دخول الأسبوع الثاني، وأعلم أن سبب عدم نقله إلى المستشفى هو أنه لن يتم إعطائه علاجات أكثر مما يتم إعطائه بالسجن حيث أنه يتم توفير شاش وبلاستر له بالسجن.

اخبرني الاسير انه في احد الايام استيقظ من النوم ليجد نفسه في المستشفى وحوله أطباء وممرضين ووجد صدره أحمر وكأنه محروق ، وتم إخباره أنه حصل معه أعراض جلطة وهبوط بالضغط وهبوط بدقات القلب وأنه تم إجراء تنفس صناعي له والضغط على صدره ليتم إنقاذه وان هذا ما سبب احمرار صدره نتيجة الاحتكاك بين جلده واليد التي كانت تجري له الإسعافات الأولية.

ايضا اخبرني الاسير درابيه انه جلس مع اثنين من الاطباء المختصين من مدينتي تل ابيب وبئر السبع لكي يقوموا بتشخيص حالته المرضيه فقال لي الاسير: "قال لي احد الأطباء انني اعاني من مرض السرطان في النخاع الشوكي وهو في بداية انتشاره وفي حال لم تتم معالجته سيكون في طريقه للانتشار في جميع انحاء جسدي".

اما الطبيب المختص الاخر فقال لي: "يوجد لديك مرض خبيث لا اعلم ما هو وهذا المرض هو السبب الرئيسي في فشل جميع العمليات الجراحيه التي اجريت لك, وانه من بين 2500 حاله مرض كهذه تخرج حاله واحده من بين هذه الحالات بان لا يلتأم جرح العمليه وتنزف بشكل دائم".

وتابع درابيه فقال: "لقد تعمدت ادارة السجن على ان تجعل مني حقل تجارب طبي عن طريق اعطائي ادوية كيماوية لمعالجة السرطان الا انني قمت باكتشاف هذا الامر ولم اوافق على اعطائي مثل هذه الادويه لعدم اقتناعي بانني مصاب بمرض السرطان".

ايضا زار الاسير درابيه طبيبا إسرائيليا متخصصا أبلغه أن حالته تستدعي إجراء عملية في مستشفى خارج إطار المستشفيات التي تتعامل معها إدارة السجون وقام هو بإبلاغهم , بأن استمرار وضعه الراهن يهدد حياته بالموت البطيء, لكنهم لم يأبهوا كثيراً لكلامه إلى أن أوصله الإهمال الطبي إلى حافة الموت".

ويذكر ان الاسير ناشد عبر عدة مؤسسات انسانيه وحقوقيه لانقاذ حياته من موت محقق, ولكن للاسف لم تلق المناشدات المتكررة التي أطلقها الأسير الفلسطيني رائد درابيه وعائلته من مخيم جباليا شمال قطاع غزة آذاناً صاغية، بل ذهبت كل الصراخات والاستغاثات أدراج الرياح، إلى أن أوصله الإهمال الطبي الإسرائيلي إلى حد أصبحت حياته أقرب للموت منها إلى الحياة.