الاحتفال بافتتاح مركز دنيا للاورام النسائية
نشر بتاريخ: 07/03/2011 ( آخر تحديث: 07/03/2011 الساعة: 18:17 )
رام الله -معا- شهدت مدينة رام الله احتفالاً كبيراً لمناسبة افتتاح مركز صحي متخصص بأورام النساء وسط حضور رسمي وشعبي ومؤسساتي ودولي حاشد .
ومركز دنيا يعد المركز التخصصي الأول من نوعه والمختص بالاورام النسائية ومقره مدينة رام الله حيث يقع في الطابق الثاني من بناية البنك العربي في رام الله التحتا و جاء ثمرة جهود حثيثة استمرت لأعوام بين مؤسسة لجان العمل الصحي ومؤسسة ميدي بالستاين السويسرية.
وأختارت المؤسستان هذا التوقيت لاطلاق المركز تكريماً للنساء الفلسطينيات وهن يشاركن نساء العالم بالاحتفال بالثامن من آذار يوم المرأة العالمي.
وفي كلمتها أكدت الدكتورة ميسون العراقي المدير الطبي لمركز دنيا وممثلة مؤسسة ميدي بالستاين السويسرية إن هم المرأة الفلسطينية وما تعانيه تحت الاحتلال بقي هاجسها وهي ابنة حيفا حتى وهي تشغل مديرة قسم الأورام النسائية في أحد مشافي مدينة سورزي السويسرية فعملت مع عدد آخر من الأصدقاء على تأسيس مؤسسة مؤسسة ميدي بالستاين في سويسرا عام 2004.
وأضافت :"إن مؤسستنا غير ربحية وتهتم بالصحة للمجتمع العربي عموماً والفلسطيني خصوصاً، ومنذ ذلك الوقت بدأت العمل كمتطوعة مع مؤسسة لجان العمل الصحي في فلسطين وخاصة برنامج صحة المرأة ما مكنني من الإطلاع على ما تحتاجه المرأة الفلسطينية وما تعانيه من قهر وحرمان".
وقالت: في العام 2007 ولدت فكرة المشروع كاستجابة لا بد منها للتخفيف من آلام المرأة الفلسطينية وخاصة الصعوبات التي تعترضها في الحصول والوصول للخدمات الصحية في الضفة وغزة وهو أمر لطالما تحدثت عنه المؤسسات الصحية العالمية في تقاريرها بسب الاحتلال وسياسات الإغلاق والحواجز التي تقطع الأوصال في فلسطين إلى جانب التدهور المستمر في الواقع الاقتصادي أيضاً بسبب ممارسات الاحتلال، إضافةً إلى العجز والتراجع في مستوى الخدمات الصحية العلمية إذ جرت ملاحظة غياب وجود مشافي تعليمية جامعية.
وحول الأورام ومرض السرطان قالت العراقي إن أمراض سرطان الثدي والأورام النسائية في فلسطين أقل منها في الدول المجاورة بحسب الإحصاءات المتوفرة إلا أن نسب الوفيات أعلى منها في هذه الدول بسبب الكشف المتأخر لهذه الأورام وهو أمر يعود لعدة أسباب ليس أقلها الخوف والجهل والقيود الاجتماعية والاحتلال.
وعن أهداف المركز أوضحت العراقي إن الهدف الرئيس هو الخدمة التشخيصية بشكل أسرع والخدمة المختصة التي نتطلع لأن تؤدي إلى تقليل الوفيات ومنح فرص أكبر للشفاء للنساء المصابات بالاورام، مع زيادة إمكانيات الشفاء وتنظيم آليات الحياة للمصابات وكيف يتصرفن وإلى أين يذهبن وتسريع الخدمات والعلاجات التي تصل لهن.
وأكدت أن العمل في دنيا المركز التخصصي لأورام النساء سيرتكز على فكرة تقديم خدمات ذات جودة ونوعية بحيث يتحول المركز لعنوان تتوجه إليه النساء حيث سيجدن فيه طاقم إرشادي توجيهي كذلك، كما أن المركز سيكون له وظيفة تعليمية من خلال إنتداب طاقمه لدورات تدريبية تعليمية في الخارج والاستفادة واستقدام خبرات دولية ومحلية لتحسين الوضع الصحي للنساء الفلسطينيات، وأكدت كذلك على أن دنيا سيقوم بالعمل على نقل الفحوصات للخارج للاستفادة من آراء اخصائيين في التشخيص ووصف العلاج اللازم، لا سيما وأن المشروع برمته جاء بالتعاون مع خبراء ومختصين بعد ثلاث سنوات ونصف من العمل.
وبحسب العراقي فإن للمركز علاقات وطيدة مع مستشفى جامعة لوفن السويسرية، ومستشفى جامعة بازل، والجمعية العالمية لسرطان النساء، وغيرها من المؤسسات في الخارج في حين يرتكز عمله على مؤسستي لجان العمل الصحي وميدي بالستاين في الداخل.
وحول العلاقة مع مقدمي الخدمات الصحية في فلسطين أوضحت بأن العلاقة لن تكون تنافسية بل تكاملية مشيرة إلى إجتماعات عقدت بهذا الشأن مع وزارة الصحة الفلسطينية والمؤسسات الأهلية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين لهذا الغرض وحتى لا تتكرر الخدمات المقدمة.
وأشادت العراقي بدعم المجتمع المحلي لمركز دنيا وجهود المتطوعات والمتطوعين في العمل لإخراج هذه الفكرة إلى النور، مشددة على ضرورة تبني المركز من قبل الفلسطينيين حتى يستمر في العطاء والتطور، مشيرةً إلى أن دنيا لن يتوقف عند حدود تدريب عامليه فقط بل سيعمل على استجلاب أحدث الأجهزة التشخيصة.
وفي كلمة مؤسسة لجان العمل الصحي التي ألقاها وليد أبو راس المدير المالي والإداري للمؤسسة بالإنابة عن مدير عام المؤسسة الدكتور ابراهيم اللدعة تم التركيز على الدور الريادي للمرأة الفلسطينية وحقها بالخدمة الصحية النوعية.
وقال أبو راس إن المرأة الفلسطينية هي ركيزة المشروع الوطني التحرري ولذا فلا بد من حمايتها وتحقيق الخدمة الصحية الفضلى لها فصحة المرأة والأم الفلسطينية هي مقياس رئيس لصحة المجتمع وعند الحديث عن الاورام النسائية فانه يقفز للاذهان مرض سرطان الثدي الذي يعد الأكثر انتشاراً بين النساء في العالم وفلسطين جزء من ذلك، وبحسب الاحصاءات فان مرض السرطان هو المسبب الثالث للوفاة في فلسطين وسرطان الثدي واحد من هذه الامراض القاتلة والتي غالبا ما يكون السبب في إحداثه للوفاة إما جهل المرأة أو تحفظها على التوجه للجهة المختصة من الاطباء للكشف وعنه وعلاجه في مراحل مبكرة تقي المصابة من المضاعفات والوفاة.ولا يمكن أن نغفل عن التعقيدات التي تواجهها النساء من لحظة التشخيص وصولاً إلى مراكز العلاج والمتابعة.
وأكدت الصحي أنه لا يمكن التعامل مع كل كتلة تظهر في جسم المرأة على أنها ورم فكل إمرأة تستطيع أن تقوم بفحص ذاتي مرة كل شهر بعد الدورة الشهرية واذا ما أحست بوجود كتل في ثدييها فعليها المسارعة لاستشارة الطبيب فالصمت لا ينفع في هذه الحالة لما يمكن أن يترتب على ذلك من مشاكل اجتماعية قد تصل حد تهديد استقرار واستمرار الحياة الزوجية للنساء المتزوجات، ومن هنا نحن بادرنا لافتتاح هذا المركز لتلافي ذلك وللحفاظ على حياة المرأة الفلسطينية.
وقالت إنه لا بد وبحسب بعض الدراسات المحلية فإن سرطان الثدي يشكل 30% من أمراض السرطان التي تصيب النساء في فلسطين وهذا يؤدي إلى وفاة 65% من المصابات بالمرض والسبب الرئيس في ذلك هو التأخر في الكشف والمعالجة .
وتحدثت الصحي عن دور الاحتلال في تخريب البيئة الفلسطينية وما ينتج عن ذلك من أمراض وأورام بالقول: "لا بد من الاشارة هنا ونحن نتحدث عن مركز دنيا التخصصي لاورام النساء الى ما يسببه الاحتلال من تخريب لبنية مجتمعنا واستهدافها بالتلويث فكثيرة هي المناطق التي حولها المحتل لمكب لنفاياته السامة ومخلفاته الصناعية.إذ لا يخفى عليكم ما أثارته التقارير العلمية والاثباتات الميدانية من اثار مدمرة لمفاعل ديمونا النووي على صحة المواطنين في منطقة جنوب الخليل وخاصة الظاهرية حيث ارتفعت نسب الاصابة بمرض السرطان بمختلف انواعه الى مستويات مرعبة فمن المسؤول عن ذلك؟"
وحول دور العمل الصحي في مركز دنيا قال ابو راس: "ونحن هنا إذ نؤكد بأن مركز دنيا ليس إلا ثمرة جهود حثية بذلها الكثيرون من المؤسستين فإننا نرنوا لبناء نماذج تنموية صحية في الوطن تعزز صمود المواطن وبقائه على أرضه وفق رؤيتنا الوطنية التنموية المستجيبة دوماً لاحتياجات المجتمع وهذه عادتنا منذ انطلاق اللجان الشعبية للخدمات الصحية في منتصف الثمانينات من القرن الماضي لبلسمة الجراح والتخفيف من الالام وحتى صارت جزءً رافداً لابطال الحجارة في الانتفاضة الاولى وصولاً الى الوضع الذي ترونه اليوم، ولا نبالغ إذا ما قلنا بان مؤسسة لجان العمل في الضفة الغربية وشقها الاخر اتحاد لجان العمل الصحي في قطاع غزة رقم مؤسس ورئيس في منظومة الخدمة الصحية في فلسطين. من خلال الجنود المجهولين الذين ما بخلوا يوماً عن العطاء في أحلك الظروف وأدقها فدفعوا من دمهم ضريبة للوطن والمواطن وقضى منهم الشهداء والجرحى في ميادين المواجهة وسلخ البعض منهم اجمل سني عمره في السجون ولم يكن هؤلاء تجاراً يتكسبون من آلم الناس وحاجتهم وهذا عهدنا في مؤسسة لجان العمل الصحي الذي نعمل ليكون عهداً أيضاً هنا في هذا المركز.
وبعد هذه الكلمات قدمت الفنانة ريم تلحمي وصلات فنية غنائية برفقة فرقتها الموسيقية أهدتها للمركز وللمرأة الفلسطينية لمناسبة يوم المرأة العالمي.
وتلى ذلك فتح مزاد علني على قطعتين فنيتين خصص ريعهما لصالح دعم صندوق مركز دنيا في بادرة لإطلاق 150 صندوق تبرعات للغاية ذاتها سيجري توزيعها في الوطن. كما تبرع الدكتور حسين الشيوخي باسم صندوق المرحومة هيام ناصر الدين والكلية العصرية بمبلغ 2000 دولار لصالح المركز.
وفي نهاية الحفل توجه الحضور إلى مقر المركز لافتتاحه بجولة في أقسامه المختلفة بهدف إطلاع الجمهور عن خدماته وهناك قالت الدكتورة نفوز المسلماني المدير التنفيذي للمركز إن الثلاثاء الثامن من آذار يوم مفتوح أمام الجمهور لزيارة المركز والتعرف على خدماته وأقسامه.
جدير بالذكر أن سونا العاروري ممثلة ميدي بالستاين في فلسطين تولت إدارة المزاد في قاعة الاحتفال.