الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

من الحياة خرج ولم يعد ..!!/ بقلم باسم ابو سمية

نشر بتاريخ: 30/08/2006 ( آخر تحديث: 30/08/2006 الساعة: 22:31 )
خرج المواطن " سين " قبل ايام من منزله تاركا رسالة يقول فها انه لن يعود ما لم تتغير احوال العباد وتستقر أوضاع البلاد ، وشرح في الرسالة التي عثرت عليها اجهزة مكافحة الجرائم الخطيرة ملقاة امام الباب اسباب مغادرته المنزل والمطالب التي وضعها كشروط لعودته ، فاذا تحققت فانه سيعود ولن يخرج ، واذا لم تتحقق فلن يعود من خروجه ، وسيتحول الى خارج على القانون فيسرق وينهب ويقتل ويرتكب الموبقات والفواحش لاستفزاز المعنيين فيستجيبون لمطالبه ، وفيما عدا ذلك فانه سيقدم على الانتحار في ميدان عام وامام كاميرات التلفزيون والناس ليلوي ذراع السلطة المسؤولة وتحميلها مسؤولية انتحار مواطن بسيط .

من الشروط التي وضعها سين الخارج تأجير البلاد لدولة أوروبية لمدة عشرين عاما ، وجلب مهاجرين من تلك الدولة لاسكانهم في التجمعات السكنية المتخلفة مع بقية الناس لينشروا تعاليم الحضارة والرقي والثقافة وحسن السير والسلوك والانضباط ، وتشكيل حكومة من الدهاقنةالفلسطينيين المقيمين في الخارج ومن الخبراء الاجانب ، ووضع قوانين وانظمة جديدة تضمن حق المواطن العادي من امثال سين وغيره في الاحتجاج على أخطاء وتجاوزات المسؤولين على كل المستويات والاصعدة ، وتكفل لأي شخص الاحتجاج على قول او فعل او سلوك غير ملائم للمسؤول وآله واتباعه ومقربيه ، والاعتراض على تعيين مسؤولين ومستشارين لا يتمتعون بالكفاءة في دوائر صناعة القرار ، وانتقاد ومقاضاة رئيس الدولة ورئيس الحكومة وأي مسؤول يحيد عن الطريق القويم ، وحرية تشكيل احزاب وطنية وتجمعات سياسية واجتماعية واتحادات نسوية وشبابية غير منتمية للفصائل المعروفة . وبما ان المواطن أغلى ما نملك ، وان السلطة لا تملك أغلى من المواطنين في السراء والضراء ، وبما ان افكار المواطن سين مثل الطين وتتعارض واتفاق اسلو وخارطة الطريق واتفاق باريس الاقتصادي ، وقرارات الدول الثماني ، وخطاب جورج بوش الخاص بالدولة ، والاعتراف المتبادل ، واسس حوار القاهرة ، ووثيقة الوفاق الوطني ، والمشاورات الخاصة بتشكيل حكومة وحدة وطنية.

ونظرا لخطورة الافكار التي يحملها المواطن المطلوب في رأسه ، وحتى لا تنتشر افكاره السوداء التخريبية بين العامة فتعكر صفو حياتهم الهادئة والمستكينة وتزعزع الامن والاستقرار وتسبب الفوضى والفلتان المفقودان في الوطن ، فقد استنفرت الاجهزة عن بكرة ابيها وتركت كل مهماتها ووزعت صور المطلوب على المراكز والمعابر ومحاور الطرق والاماكن العامة ورصدت مكافأة قيمة لكل من يدلي بمعلومات عن مكان وجوده ، وأمرت بجلبه حيا لمعرفة الجهة الاجنبية التي يعمل لصالحها ، وطلبت من مندوبيها في العالم القيام بحملة لتجنيد موقف دولي يطالب مجلس الامن باتخاذ قرار دولي يدين ما اقدم عليه المواطن سين ليكون عبرة لغيره من المارقين ..!!