الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

لقاء حول دور الإتصالات والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي على الحريات

نشر بتاريخ: 09/03/2011 ( آخر تحديث: 09/03/2011 الساعة: 17:48 )
رام الله -معا- نظم مجتمع موبايل منداي فرع فلسطين لقاء هاماً وحيوياً لنقاش دور الإتصالات الخلوية والإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي مثل الفيسبوك وتوتر على الديموقراطية والحريات حيث حضر اللقاء مجموعة كبيرة من المتخصصين في مجال الإتصالات والإنترنت.

وشارك في اللقاء كل من د. مشهور أبو دقه، وزير الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، د. ناصر اللحام رئيس تحرير وكالة معا الإخبارية، وعمار العكر، المدير التنفيذي لمجموعة الإتصالات، وجاري تيمستو، المدير التنفيذي لفروع موبايل منداي في العالم، ونظم النقاش د. يحيى السلقان مؤسس فرع موبايل منداي في فلسطين.

وافتتح تيمستو اللقاء عبر الفيديو من فنلندا وركز حديثه على ثلاثة محاور: الأول ان التجارب الحالية بإستعمال الإتصالات الخليوية ومواقع التواصل الإجتماعي أكدت وجود ضرورة لبناء نموذج جديد من القيادة قائمة على أساس الشفافية والصراحة مع مجتمعاتها، والمحور الثاني، ان الدرس المستفيد من التجربة الحالية تفيد بأن شركات الإتصالات الخليوية تحديداً كانت تتعامل مع زبائنها مجرد زبائن ليس إلاّ. أما الآن فمن الضروري على هذه الشركات ان تعامل وتثقف المستعملين لهذه التكنولوجية ووضع الوسائل الفعاله نحو التغيير الإيجابي في المجتمع، أما المحور الثالث في مداخلة تيمستو فكانت تتمحور حول ان حدود هذه التكنولوجيا غير مقترنه بتوزيع موازين القوى، حيث أصبحت كينيا على سبيل المثال من أكثر الدول المطورة لتكنولوجيا وبرمجيات الخلويات بعد تغطية الأحداث عام 2007، كما أن مصر وتونس لعبتا دوراً أساسياً لقيادة العالم العربي في هذا السياق.

وأنهى كلامه بالتركيز على إهتمام مجتمع الموبايل منداي في العالم على زيادة وتشجيع الشفافية والتواصل عبر الوسائل التكنولوجية المتاحة، وكذلك الإهتمام بخلق التفاعل بين شركات الإتصالات ومزودي الإنترنت والمجتمع لخلق حالة عالية من التفاعل والتعلم والاستنادة نحو المزيد من الإبداعات والمزيد من وضع استراتيجية لتحقيق أهداف مجتمعية وان مجتمع موبايل منداي العالمي سيكون في مقدمة الداعمين لذلك.

أما د. مشهور أبو دقه وزير الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وفي معرض افتتاح حديثه فلقد أشار الى أن الوضع في فلسطين مطمئن حيث أن الحكومة الفلسطينية لا تمنع أي موقع على الإنترنت، مشيرا الى ان سياسة الحكومة الحالية قد أثبتت نجاعتها حيث أن استعمال الإنترنت في فلسطين قد تضاعف ما بين سنة 2009 إلى سنة 2010 ونتوقع المزيد، وكما وان دور الحكومة يأتي هنا لتنظيم هذا القطاع الحيوي ويجعل مسألة الوصول إلى الإنترنت قليلة التكلفة وفي متناول الجميع عبر تخفيض الأسعار، وأن وزارته تعمل بجد مع كافة الأطراف المعنية نحو تخفيض دائم لأسعار الإنترنت".

وأشار د. مشهور أبو دقه الى "أن الإنترنت جاءت كثورة على الإتصالات ووسائلها التقليدية وأصبحت الإنترنت في فلسطين في متناول الجميع، رغم ادراكنا بأن الإبداعات والتغيير يأتي من الناس والجماهير وهم أساس التغيير وليس الفيسبوك أو أدوات الإتصال".

أما د. ناصر اللحام فلقد أشار الى أن التواصل الإجتماعي هو أساس في الثقافة العربية، فليس من المفاجئ أن نرى حجم القبول على وسائل التواصل الإجتماعي بازدياد في الوطن العربي وان ما يحدث الآن في الوطن العربي يؤكد ضرورة تحديث وتعريف الكثير من الأشياء غير المعرفه، فمثلاً حدود الأمن ومتى يتدخل الأمن غير معرف وهذا بحاجة لتوضيح لحماية وصون الحريات سواءاً كانت على الإنترنت أو الفيسبوك أو غيرها. كما ووجه انتقاده للأحزاب التقليدية العاملة وأشار ان لم تحدث هذه الأحزاب نفسها فتصبح جزءاً أو جزءاً من الأنظمة التقليدية".

وأشار د. اللحام الى أن الصحافة تعاني أيضاً وعلينا أن نرتقي بمستوى المحتوى الموجود على الإنترنت وعلينا جميعاً ان نشجع الإستعمال البناء والمفيد لهذه الأدوات وعدم الإقتصار لاستعمالها لمضيعة الوقت. وللحقيقة فقد أثبتت التجارب الأخيرة بأن الديكتاتوريات في الوطن العربي تخاف من الشباب وأفكارهم كما وان دولة اسرائيل هي أول دولة تمنع الإتصالات حيث منعت اسرائيل ولغاية دخول السلطة عام 1996 من انتشار الهاتف البيتي إلى حد كبير جداً .... لكن الأمر الآن تغير والقوة يمتلكها الجمهور.

وقد وجه انتقادا إلى اسلوب القيادة العربية الحالية والقائمة على اللاديموقراطية وأشار الى أن التحول إلى مجتمعات ديموقراطية بحاجة إلى مزيد من الوعي وان الأسس الإجتماعية هي أساس التغيير وستكون الأدوات الإفتراضية والإنترنت أدوات للمساعدة".

أما عمار العكر فقد أشار الى الدور الذي تلعبه شركات الإتصالات الفلسطينية بتوفير الإمكانيات للوصول للانترنت مشيرا الى قدرة شركة الإتصالات فد تضاعفت أربع أضعاف في العام الماضي لتستجيب لطلب المتواجدين في فلسطين.

وبين ان نسبة ازدياد واستعمالات موقع الفيسبوك في العالم العربي وصلت إلى 66% خلال السنتين الآخيرتين وهي أعلى نسبة ازدياد في العالم.
وان المبادرة التي قامت بها جوال على الفيسبوك قد استجاب لها أكثر من 200,000 مشترك وان صفحة الجوال على الفيسبوك على سبيل المثال تتابع من قبل 155,000 مشترك. وهذا أمر فاق كل توقعاتنا لدرجة أن شبكة الجوال قد تأثرت ونعمل حالياً لزيادة امكانيات الشبكة بشكل سريع جداً".
وفي الختام فلقد أشار د. يحيى السلقان "بأن هذا اللقاء يأتي في فترة حساسة من تاريخ المنطقة حيث تلعب الإتصالات وخاصة الخلوية منها وكذلك مواقع التواصل الإجتماعي على الإنترنت مثل الفيسبوك وتوتر ويوتيوب أهمية قصوى تفوق التوقعات، وان ما حدث في العديد من الدول التي هبت فيها حركات الشباب وثوراتها وذلك بقيام الدكتاتوريات بقطع الإتصالات والإنترنت الأمر الذي أدى إلى المزيد من العزلة لهذه الدكتاتوريات".

وركز الحضور عبر الأسئلة والنقاش الذي دار حول أهمية عدم التدخل بحق الموان للوصول إلى الإنترنت والإتصالات من اية جهه كانت.

وفي هذا السياق أشار الوزير أبو دقه الى أن سياسة الحكومة لن تقوم بهذا العمل وان من يفكر بقطع الإتصالات أو الإنترنت يعيش في عالم غير واقعي ويلحق بسراب.

وقد اشار الجميع الى ضرورة استعمال وسائل تكنولوجيا المعلومات والتواصل الإجتماعي لخلق مجتمع أكثر ديموقراطية ويعمل على توحيد شطري الوطن وانهاء الإنقسام.