الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشجاعية تلملم جراحها بعد انسحاب دبابات الاحتلال.. ومواطنون يروون فظائع المحتلين

نشر بتاريخ: 31/08/2006 ( آخر تحديث: 31/08/2006 الساعة: 16:23 )
غزة- معا- نساء تقف على اطلال البيوت المدمرة, وأطفال يعبثون هنا وهناك في تلك الانقاض علهم يجدون ما ينفعهم وهم يستعدون لبدء عام دراسي جديد, وآخرون بدأوا يومهم الجديد بالاطمئنان على بعضهم البعض, بعد أن انسحبت الدبابات الاسرائيلية من حي الشجاعية شرق غزة, بعد ستة ايام من الدمار والخراب.

دبابات الاحتلال التي وقعت اسمها بالخراب والقتل, خلفت وراءها 21 شهيداً واكثر من 80 جريحا بعضهم يعاني من شظايا القذائف التي سقطت على البيوت والتجمعات المدنية الامنة, وفق ما أكدته مصادر طبية فلسطينية لـ "معا".

وتركزت العملية العسكرية الاسرائيلية في الاطراف الشرقية لحي الشجاعية, بالقرب من حي الكوربة والمنطار وقمة شارع الشعف والمنصورة.

وبدت الشجاعية بعد انسحاب الدبابات الاسرائيلية كمنطقة اجتاحها اعصار, كما اجتاح من قبلها شمال القطاع وجنوبه، فقد غادر المحتل بعد أن قتل 21 مواطناً بعضهم حسب رواية "أبو محمد" كان في منزله واخترق الرصاص قلبه ورأسه وقتله على الفور وتركه ينزف حتى الموت, وبعضهم الآخر لاحقته الدبابة الإسرائيلية في المنزل بعد تدمير كافة الأسوار ومن ثم اعتقلته وقيدت يديه بقيود حديدية صلبة نهشت لحمه وتركته معصوب العينين في أحد الأجران القريبة دون ان يعلم أين هو حتى غادرت المنطقة بعد خمسة ايام اشبعتها فيهم دماراً.

مشاهد بيوت مدمرة، وأطفال يبحثون بين بقايا المنازل عن بقية أثاث او عما ابتاعوه للعام الدراسي الذي سينطلق بعد يوم واحد، وفي الزوايا الرقيبة سقطت اغصان الزيتون والأشجار الباسقة وكافة ما يوحي بالحياة ليعود المشهد دوماً بعد كل رحيل للاحتلال.

"ام سعدي" من الشجاعية تقول:" مش عيب عليهم ياخذوا زوجي من البيت ويكتفوه وهو 60 سنة ويتركوه في الشارع طوال الليل"، متسائلة عن ذنب زوجها وعن السبب الذي دعاهم لفعل ذلك به:" هل حفر نفقاً أو اطلق صاروخاً فلماذا العذاب؟".

أحد العمال الذي كان يتفقد منزله المدمر قال:" استيقظنا الساعة 11 مساء السبت فوجدنا جرافة الاحتلال امام باب المنزل، وعدد من جنود الاحتلال تقدموا وأخذوا والدي المسن وعمي وانا واخوتي الستة الشباب، قيدوا ايدينا وقيدونا بقيود نهشت لحمي وسألوني ما اسمك واين تعمل وكم تاخذ أجراً، وسألوا اخي من يصنع الأنفاق وهل تعرف احداً، ومن ثم نقلونا إلى المدرعة وهناك لم نعرف اين نحن ووجدنا أنفسنا في حمامات لهم داخل الخط الأخضر، وفجر اليوم الخميس نقلونا إلى معبر "إيرز" وتركونا في الجانب الفلسطيني وعدنا إلى بيوتنا لنجدها مدمرة ومزارعنا تم تجريفها".

رجل مسن ( 60 عاماً) قال إنه لم ير أياماً أسوأ من الأيام الخمسة الماضية، من قتل وترويع وحصار للأهالي في غرفة واحدة وقلع لأشجار زيتون مضى عليها قرابة 150 عاماً.

"ام محمد" قالت غاضبة:" لماذا قتل الدواب والأبقار والأغنام وقلع أشجار الزيتون المعمرة, هل تحتها نفقاً ام هل وجدوا منصات لإطلاق صواريخ, فليرونا إياها إن كانونا صادقين".