السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

فياض: نستثمر في التعليم لانه صناعة الإنسان والحياة

نشر بتاريخ: 12/03/2011 ( آخر تحديث: 13/03/2011 الساعة: 09:20 )
رام الله- معا- زار رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض اليوم السبت جامعة القدس المفتوحة في الحرم الجامعي الجديد في مدينة بيت جالا، وقد كان في استقباله أ.د. يونس عمرو رئيس الجامعة والدكتور إبراهيم الشاعر مدير منطقة بيت لحم التعليمية ونواب الرئيس اضافة للهيئتين الإدارية والأكاديمية في الجامعة، وقد اجتمع بحشد كبير من رئاسة الجامعة وموظفيها وطلبتها.

وفي بداية الاجتماع رحب الدكتور إبراهيم الشاعر بصفته مديراً لمنطقة بيت لحم التعليمية، برئيس الوزراء مثمناً هذه الزيارة لما تحمله من مدلولات وتعكسه من عناية رئيس الوزراء بمؤسسات الدولة وجامعاتها ولا سيما جامعة القدس المفتوحة، مشيداً بتواصل الدكتور فياض مع جماهير شعبه ومؤسساته الوطنية.

وأكد الدكتور الشاعر أن الجامعات في صلب معركة بناء المصير الفلسطيني، وأنه إذا أراد شعبنا بناء وطن فيه حضارة وتنمية وعدالة، وفيه وعي وطني يحارب الانقسام ويعزز الوحدة فعلينا أن نستثمر في التعليم أولاً وفي التعليم ثانياً وفي التعليم ثالثاً لأن التعليم هو صناعة الإنسان بل صناعة الحياة.

ثم تلاه الأستاذ الدكتور يونس عمرو رئيس الجامعة، فرحب برئيس الوزراء والضيوف وتحدث عن الجامعة بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيسها، فقال: إن هذه الجامعة تضم شرائح المجتمع الفلسطيني المختلفة ومن ضمن هذه الشرائح المرأة، ولولا هذه الجامعة لما تمكن الكثير من أبناء شعبنا من تحقيق طموحاتهم الأكاديمية وتحصيلهم العلمي وهي بهذا حققت مهمات 3: وفرّت فرص التعليم العالي محققة العدالة لأبناء الوطن في ذلك، ثم عقدت اتفاقات مختلفة مع قطاعات المجتمع وأجهزة الدولة لتقديم خدمات التدريب والتكنولوجيا، كما كرست الوحدة الوطنية بين مختلف الفصائل الفلسطينية في كل أماكن تواجد الجامعة ومراكزها الدراسية.

ثم أعلن الأستاذ الدكتور يونس عمرو التأييد التام للرئيس أبو مازن ولجهود رئيس الوزراء في سعيهما لإعلان الدولة الفلسطينية، وأردف قائلاً: إدارة هذه الجامعة وطلبتها يجندون أنفسهم بكل وفاء وإخلاص لتحقيق مشروعنا الوطني، وسيكون جميعنا في الميدان مع قيادتنا ومع رئيس وزرائنا ونحن رهن الإشارة منذ الآن.

وتحدث رئيس الوزراء سلام فياض، فحيّا الحضور ورئاسة الجامعة وترحم على روح الشهيد الرمز أبو عمار الذي أسس الجامعة، ونقل إلى الحضور تحيات الرئيس محمود عباس. وقال: إننا نسير الآن على درب الحرية والاستقلال لكل شعبنا": في الضفة وفي القدس وفي غزة، مشدداً على أن هذه الدولة ستقوم على كامل التراب الفلسطيني المحتل منذ عام 1967، وأن القدس ستكون عاصمتنا الأبدية.

وأكد في كلمته على أننا نوشك أن ننجز المراحل الأخيرة من مشروعنا الوطني، فنحن نكرس جهودنا لتحقيق هذا الهدف مدعومين من المجتمع الدولي الذي يصطف معنا ضد الاحتلال والاستيطان، ومن أجل إنهاء هذا الاحتلال: وأن دولتنا قائمة لا محال، وقال وسط تصفيق الحضور: لن تكون دولة بدون القدس وبدون غزة، وسنحقق الوحدة الوطنية قريباً.

وفي ختام الزيارة تفقّد د. فياض مبنى الجامعة ووعد بتلبية احتياجات منطقة بيت لحم التعليمية ولا سيما تجهيز مسرح المبنى الجامعي بكل ما يحتاجه، ثم تناول طعام الغداء بصحبة رئيس الجامعة والعديد من الضيوف والمرافقين الرسميين.

وكان رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، قد بدأ جولته في مدينة بيت جالا منذ الصباح، حيث وضع حجر الأساس لمبنى البلدية، وافتتح دار البلدية، والتي سيتم إنشاء مقر البلدية الجديد فوقها، وذلك بحضور رئيس بلدية بيرغش جلادباخ الألمانية والوفد المرافق له، وحشد من الأهالي والمسؤولين.

وأكد رئيس الوزراء خلال كلمته في حفل الافتتاح، على سعي شعبنا الحثيث للخلاص من ظلم الاحتلال وممارساته، وانجاز حقوقه المشروعة في العيش بحرية وكرامة من خلال خلق واقع ايجابي على الأرض والعمل الدؤوب ومراكمة الانجاز تلو الانجاز، واستكمال البنيان المؤسسي، والبنية التحتية لدولة فلسطين، وأيضاً من خلال ما تقوم به المؤسسات الرسمية والأهلية في توفير الاحتياجات الأساسية والخدمات وخاصة في المناطق المهددة والمتضررة من الاستيطان والجدار.

وعبر فياض عن اعتزازه بالعلاقات القوية مع ألمانيا، وقال "نحتفل هنا أيضاً بمناسبة توقيع اتفاقية توأمة ما بين بلدتي بيت جالا وبيرغش جلادباخ كما احتفلنا بمناسبات سابقة باتفاقيات توأمه بين مدن ومخيمات وقرى فلسطينية عديدة مع العالم".

وأضاف "نعتز بهذا الجهد الوطني الفلسطيني الذي بنى جسور الثقة والتعاون مع شعوب الأرض كافة، ونحن في خضم سعينا المشروع وعلى كافة المستويات الرسمية والأهلية للوصول بمشروعنا الوطني إلى نهاياته الحتمية والمتمثلة في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وقيام دولة فلسطين، والتي لابد أن تقوم مستفيدين من كل ما يبذل يومياً من جهد مثابر من قبل أبناء شعبنا لتحقيق الجاهزية الوطنية لقيام دولة فلسطين، عبر استكمال بناء مؤسسات الدولة القوية والقادرة على تقديم الخدمات لمواطنيها بعدالة وكفاءة واقتدار."

جدير بالذكر أن مشروع مبنى دار البلدية الجديد ممول من السلطة الوطنية بقيمة 250 ألف دولار.

وتفقد رئيس الوزراء خلال جولته، المعهد الاكليريكي، وجمعية دار الشيوخ، مبنى ملجأ نقولا للمسنين. كما تفقد مستشفى بيت جالا الحكومي، واطلع على تأهيل البنية التحتية للمستشفى، والبالغة تكلفتها 3 ملايين دولار منفذة من قبل مؤسسة أنيرا وبتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

وعقَّب رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض خلال كلمته على العملية التي نُفذت ليلة أمس في الشمال، وقال: "لا ينبغي أن يكون هناك شك بشأن موقفنا فيما يتعلق بالعنف، فنحن نرفضه بشكل قاطع ولطالما أدناه. نعم أقول هذا على خلفية ما حصل ليلة أمس في مستوطنة ايتمار، والذي ذهب ضحيته رضيعة وطفلان والأب والأم، بالضبط كما قلناه مراراً إزاء العنف ضد شعبنا، نحن نرفض هذا العنف وندينه. العنف لا يبرر العنف، ونحن نرفضه أياً كانت الأسباب أو المنفذون أو الأهداف أو الضحايا.

وشدد رئيس الوزراء على القوة الهائلة التي تملكها المقاومة اللاعنفية وقال "هناك قوة هائلة لبرنامج اللاعنف الذي نتبناه في سعي شعبنا المشروع للوصول بمشروعنا الوطني إلى نهايته الحتمية المتمثلة بتحرره من الاحتلال وقيام الدولة، فهذا موقفنا ولن نحيد عنه".