السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ما بين مذبحة ريشون لتسيون ولغز مستوطنة "ايتمار"!!

نشر بتاريخ: 14/03/2011 ( آخر تحديث: 14/03/2011 الساعة: 16:13 )
بيت لحم- معا- لا زال الغموض يكتنف حادثة مقتل 5 أفراد من عائلة واحدة في مستوطنة "ايتمار" جنوب شرق نابلس، في الوقت الذي صدر فيه الحكم منذ اللحظة الاولى من قبل كافة الأجهزة الامنية الاسرائيلية وكذلك المستوى السياسي الاسرائيلي على مختلف تناقضاته، بأن الفلسطينيين من يقف وراء العملية.

ولم يقتصر الأمر على اصدار الحكم "المسبق"، بل باشرت مجموعات من المستوطنين ممارسة هوايتها بالاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم، وقد تكون طبيعة الحدث خاصة مقتل الرضيعة البالغة من العمر شهرا واحدا وباقي أفراد أسرتها قد دفع البعض للتعبير عن غضبه الشديد لهذا الحدث.

ولكن قد يكون من المفيد تذكير الاسرائيليين حكومة واحزابا واجهزة امنية بمذبحة ريشون ليتسيون التي ارتكبت نهاية شهر اكتوبر عام 2009، حين وُجدت عائلة اسرائيلية مقتولة بعد تعرض أفرادها للطعن ومن ثم احراق الشقة.

ولا زالت تفاصيل عملية القتل ماثلة أمام الاسرائيليين خاصة أن منفذ الجريمة "ديميان كارلك" ما زال يخضع للمحاكمة بتهمة قتل 6 اسرائيليين في شقتهم طعنا بالسكين ومن ثم احرق الشقة لاخفاء جريمته، وقد كان من بين القتلى رضيع يبلغ من العمر 3 أشهر وطفلة 3 سنوات والاب والام وكذلك الجد والجدة.

هذا الربط ليس ميكانيكيا وانما لمحاولة لفهم الحملة الاعلامية "المسعورة" التي تشنها وسائل الاعلام الاسرائيلية بالاضافة للاحزاب السياسة والمستوطنيين، وتفسير القرارات التي اتخذتها الحكومة الاسرائيلية، امس الاحد، بتكثيف الاستيطان في الضفة الغربية ردا على هذه العملية، وأيضا الاتهامات للسلطة الفلسطينية بالتحريض الممنهج ضد اسرائيل، بالاضافة الى محاولة الربط بين قيادة حماس وحكومتها في غزة والعملية في مستوطنة "ايتمار".

وإلى جانب هذا كله تأتي تهديدات المستوطنين ببناء "حي سكني" جديد في مستوطنة "ايتمار" وهذا ما يتوافق مع تصريحات وزير الداخلية الاسرائيلي ايلي يشاي الذي طالب ببناء 1000 وحدة سكنية مقابل كل قتيل، واخيرا قرار الحكومة الاسرائيلية بنشر صور عملية القتل وتوزيعها على وسائل الاعلام العالمية، بهدف واضح لاستعطاف الموقف الدولي لصالح اسرائيل.

وإلى جانب تصعيد الاستيطان، لا يغيب المشهد السياسي العام، لا سيما ما استطاعت تحقيقه السلطة الفلسطينية على الصعيد العالمي وكسب مزيد من التأييد استعدادا لاستحقاق شهر ايلول/ ديسمبر القادم، والذي حسب الموقف الامريكي يجب خلاله الاعلان عن قيام دولة فلسطين، والذي بدوره أدى لمزيد من العزلة السياسية لاسرائيل وفقا لاستطلاع رأي عالمي نشر مؤخرا.

والذي بات واضحا أن هذه العملية تأتي وكأنها الفرصة الوحيدة لاسرائيل لخروجها من المأزق، وهذا ما يدفعنا للتشكيك في هذه العملية ومن يقف خلفها خاصة انه حتى الان لم يتبن هذه العملية أي طرف فلسطيني، وكذلك مداهمات الاحتلال واعتقالته لم تصل الى شيء يدين الجانب الفلسطيني، وقد يكون الحال ليس بعيدا بين ما حدث في ريشون ليتسيون وبين ما حدث في "ايتمار"، وحتى تنكشف حقيقة هذا اللغز سيدفع الجانب الفلسطيني الثمن من اعتداءات ومصادرات لمزيد من الاراضي وبناء العديد من الاحياء السكنية الجديدة في المستوطنات.