الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

ابتعدنا كثيرا..!!!

نشر بتاريخ: 15/03/2011 ( آخر تحديث: 15/03/2011 الساعة: 10:46 )
بقلم: خليل الرواشدة

ابتعدنا كثيرا بعد عرس فلسطين الرياضي الذي شهده التاسع من أيار وبدأت الألسنة تصب غضبها، والرياضيين يبرزوا قدراتهم والأقلام ترسوا على خسارة المنتخب الاولمبي ومن وراء ركلات الحظ ولماذا لم تحسم المباراة في خط سير شوطيها وأصبح المدرب واللاعب هو الذي افسد العرس وأطلق رصاصة الانهيار والخسارة التي تلقاها الاولمبي، ابتعدنا وتناسينا الكثير واتجهنا إلى زاوية ضيقة لنفرغ فيها اقل الانجازات ذلك اليوم بمفهوم الفوز أو الخسارة.

ابتعدنا عن الهدف بان فلسطين قادمة رياضيا وقادرة على استضافة الدول على أرضها وفي مختلف المنافسات، عادت ملاعبها من جديد بعد 77 عاما من العنصرية والاضطهاد، عادت بعد أن كنا سفراء في ملاعب الجيران والتي لها اثر بالتأكيد على سير المباريات ، ابتعدنا ونسينا أننا في القدس وعلى أعتاب الأقصى عشنا برئتي الوطن حلم لن ينساه أبناء هذا الوطن العظيم الذين تحولوا والحدث على انه مكانة فلسطين وأكثر من ركلات الترجيح أو غلطة مدرب في خسارة مباراة.

ابتعدنا عن طموح الغالي على قلوبنا وخليفة الياسر قائد المسيرة والكفاح الرئيس أبو مازن الذي لم يبخل للحظة في وضع اسم فلسطين على كل لسان بصرف النظر عن الأحرف التي ينطقها وفي شتى البلدان بدعم الشخصية الفذة التي نجحت في بسط معالم فلسطين رياضيا وجعلها في فترة قصيرة تشابه سنين طويلة للعديد من الدول في الانجازات، هي شخصية الرجوب التي إن استمرت سيكون هناك الكثير من الوقائع الأكبر بكثير من خسارة اولمبي.

ابتعدنا عن الزحف الجماهيري الذي قدر الحدث وتفهم واقع الهدف وزحف وكان باهتا للوهلة الأولى عندما وجد نفسه حول أسوار القدس بالآلاف واستمتع بعيون تملاها الدموع للسلام الوطني وسرحت الأنظار في ملعب الشهيد فيصل كانجاز تاريخي وكل ذلك وهو في أجواء البرد والمطر ، زحف من شتى أرجاء الوطن ليكون شريك في إنجاح الانجاز الأكبر من خطا لاعب ضاع ركلة حظ.

ابتعدنا عن الأداء الجميل للمنتخب كان الله في عون مدربه ولاعبيه فهم يعيشون أول مباراة على ارض فلسطين وسط حشد جماهيري كبير وزعامات الوطن والرياضة من ساسة ورئاسة وإعلام وعرض صوري على مستوى العالم، ومع ذلك كان الاولمبي حاضر وقدم أداء ممتع وتعامل مع المباراة برجولة وعاش لقاء مع الإضافي وكأنها البداية وحقق الفوز الذي استوعبه معظم الجماهير وأدى المدرب الذي أصبح شماعة الخسارة وحمل نتاج الحدث ما عليه طوال الأشواط الأربعة وكانت التشكيلة مثالية وزوايا الخطوط مغلقة ولم تشهد اختراقات والترجيح ليس عنوان خسارة ويتفهم العالم الرياضي بأنه فرصة إسقاط الكبار في مختلف المنافسات والميادين.

هنيئا لفلسطين قيادة وشعبا، لرئاسة الاتحاد وإدارته، هنيئا لك يا قدس انك في القلوب حتى آخر شبل فلسطيني. احترامنا للتليلي وعناصره الطيبة من توفيق إلى أبو حبيب حتى علي الخطيب وسنعود ونحقق المراد لانجاز أحلامنا سواء على ثرى هذه الأرض. لان الهدف المنشود كان أسمى من الفوز والخسارة وقد تحقق الحلم على ارض فلسطين وإنها لبداية ستكون لها عناوين كثيرة وسيرافقها الفوز مراد الجماهير وغاية كل منافسة.