لجان العمل الصحي تحذر من واقع صحي مأساوي في عورتا
نشر بتاريخ: 15/03/2011 ( آخر تحديث: 15/03/2011 الساعة: 11:55 )
بيت لحم- معا- منعت قوات الاحتلال التي تحاصر بلدة عورتا منذ عدة أيام الطاقم الصحي التابع لمؤسسة لجان العمل الصحي والعامل في مركز عورتا الصحي جنوبي شرق نابلس من الوصول إلى مركز عملهم بحسب ما أفاد الدكتور ناجح النمور مدير المركز.
وقال النمور مررنا نحن طاقم المركز عن حاجز حوارة العسكري باتجاه بلدة عورتا إلا أن جنود الاحتلال الذين نصبوا حاجزاً عسكريا عند مفرق بئر الماء على مفترق أودلا أمرونا ومن بعد 500 متر العودة من حيث أتينا ومنعونا من مواصلة طريقنا علماً أننا نحمل بطاقات تبين طبيعة عملنا ومع إصرار الجنود وتهديدهم لنا إضطررنا لدخول البلدة من طريق ترابي وعر وعند وصولنا إلى مركز عملنا لاحظنا أن معظم منازل البلدة قد تحولت أسطحها لنقاط مراقبة وسط منع مشدد للتجوال ودهم متواصل للمنازل، ولفت كذلك إلى أن جنود الاحتلال يمنعون الحركة في الشوارع مشيراً إلى النقص الحاد في الغذاء والدواء محذراً من الانعكاسات الخطيرة على صحة المرضى والاطفال والشيوخ.
وأضاف فجأة ظهرت سيارتان عسكريتان تمركزتا أمام المركز الصحي وأمرونا بالخروج من القرية حيث لم يفلح النقاش معهم في إقناعهم بأهمية وجودنا وعملنا، وتمت متابعتنا من قبل دورية حرس الحدود حتى وصلنا إلى الحاجز الأول المقام أول البلدة، وبعد تدقيق الهويات الشخصية للطاقم والذي استغرق أكثر من ثلث ساعة، وبعدها جاء قائد الفرقة وأمرنا أن نخرج من القرية بدون رجوع، وفعلا خرجنا من الحاجز وفوجئنا بوجود حاجز آخر قبل الوصول إلى قرية حواره، وتم إيقافنا مرة أخرى وبعد التدقيق والسؤال من وإلى أين، وبعدما تبين لهم أننا طاقم صحي سمحوا لنا بالمغادرة، وبعد ذلك توجهنا إلى مدينة نابلس، ومن خلال الاتصال الهاتفي مع بعض المواطنين من داخل القرية تبين أن الوضع إزداد سوءً وأن حشود الجيش في ازدياد والإغلاق شديد وصارم، حيث تم اعتقال أكثر من 20 شخصا وتم اقتحام عدة منازل وتدمير محتوياتها.
وفي اليوم الثاني لاقتحام عورتا قال النمور توجهنا إلى البلدة أنا وطاقم مركز عورتا الصحي بواسطة سيارة إسعاف المؤسسة وعند الحاجز الشمالي للقرية رفض جنود الاحتلال السماح لنا بالمرور وانتقلنا إلى حاجز أودلا وهناك انتظرنا حوالي النصف ساعة إلى أن أذن لنا بالمرور بشرط أن تلازمنا سيارة الإدارة المدنية وفعلاً ظلت تراقبنا ماذا نفعل والى أين نذهب.
وقام الطاقم بالعمل الميداني خارج المركز بالتنقل في القرية وتفقد أحوالها ونواقصها حيث طلب أهالي القرية حليب الأطفال وبعض المواد التموينية والأدوية وخاصة للأمراض المزمنة وبعدها تم التوجه إلى مركزنا التابع للجان العمل الصحي في القرية وتم معالجة بعض الحالات ومن ثم تم التوجه إلى بعض الحالات لعلاجها مثل مرضى السكري والضغط، والأطفال والحالات الطارئة في البيوت وتم عمل اللازم لهم حيث بلغ عدد الحالات المعالجة أكثر من ثلاثين حالة بين غيار ومعالجة وصرف أدوية، وفي نهاية اليوم تم نقل حالة طارئة ( نوبة حصوة كلوية للجهة اليسرى) إلى المستشفى.
وعن المشاهدات التي رصدها الطاقم الصحي في زياراته المنزلية قال إن أستمرار الأمر على حاله سيؤدي إلى كارثة صحية تنعكس سلباً على حياة المواطن بسبب عمليات الدهم والتفتيش والاعتداءات التي يمارسها الجنود على السكان عدا عن اعتداءات المستوطنين على الأطراف الشرقية للبلدة والتي تتم تحت سمع وبصر جنود الاحتلال.
أهالي بلدة عورتا بدورهم عبروا عن شكرهم وأمتنانهم للجهود التي تبذلها مؤسسة لجان العمل الصحي في مؤازرتهم والتخفيف من آلامهم تحت الحصار ومنع التجوال وقالوا إن المؤسسة باتت ملاذهم الوحيد الذي يخفف من واقعهم الصعب.