بيتسيلم تتهم قوات الاحتلال باعدام حمادة اشتيوي من نابلس بدم بارد بعد اعتقاله
نشر بتاريخ: 02/09/2006 ( آخر تحديث: 02/09/2006 الساعة: 15:07 )
نابلس- معا- كشفت دراسة اعدتها إحدى الهيئات الحقوقية الإسرائيلية, تفاصيل جديدة حول ملابسات إعدام الشهيد حمادة اشتيوي بدم بارد بعد اعتقاله على ايدي قوات الاحتلال الاسرائيلي.
وتعود الحادثه الاخيره إلى السادس والعشرين من تموز الماضي حين أطلق جنود الاحتلال النار على الشاب الفلسطيني حمادة اشتيوي ( 18 عاما) وسط قرية كفر قدوم قرب نابلس حيث أصيب بجراح بالغة.
وكمحاوله لتبرئة أنفسهم من عملية القتل ادعت سلطات الاحتلال أنها قامت بمعالجة اشتيوي ونقله في سيارة إسعاف عسكريه إلى مشفى بلنسون الإسرائيلي حيث استشهد متأثرا بجراحه, حسب ما ادعت المصادر.
وزعمت إسرائيل كما نشرت وسائل الإعلام العبرية أن اشتيوي كان مشتبها في نيته الدخول إلى داخل الخط الأخضر لتنفيذ عمليه استشهاديه, وان الجيش حاصر البيت الذي تواجد فيه وانه حاول الهرب وأطلقوا عليه النار.
ولكن التحقيق الذي أجراه مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية "ببتسيلم" تبين منه صورة مختلفة تماما لرواية جيش الاحتلال وحسب المنظمه, فقد اعتقل أفراد الوحدة العسكريه التي دخلت قرية كفر قدوم في ساعات المغرب المبكرة من ذلك اليوم تسعة شبان من القرية من ضمنهم اشتيوي واقتيد المعتقلون إلى مبنى وسط القرية, حيث تم التحقيق معهم, بعد أن تم تقييد أيدي بعض المعتقلين وعصب أعينهم, ولسبب ما لم يتم تقيد أيدي اشتيوي ولم يتم عصب عيونه.
في حوالي الساعة الحادية عشر ليلا, رأى شهود عيان- استناداً إلى تحقيق بتسيلم- اشتيوي وهو يخرج من المبنى الذي احتجز فيه ويمشي في الشارع, ووصف احد شهود العيان ما حدث قائلا: رأيت حمادة شاكر اشتيوي يخرج من باب المعصرة وهو محاط بالجنود ثم رأيت جنديا يحرك يده وكأنه يشير لحمادة أن يذهب, حينها بدأ حمادة في المشي باتجاه الجنوب من الدوار, بعد حوالي دقيقه واحده لم استطع رؤيته وقتها سمعت صوت إطلاق نار 4 - 6 رصاصات وعندها انبطحت على الأرض فورا".
وأكد شاهد عيان آخر إن اشتيوي لم يهرب وان ما من احد أمره بالتوقف وعندما وصل على بعد حوالي 30 مترا من الجنود أطلقت باتجاهه النار, فأصيب اشتيوي في رأسه وفي يده ورجله وسقط على الفور.
وكما قيل قدم الجنود لشتيوي الإسعاف الأولي وبعد ذلك تم نقله بواسطة سيارة إسعاف إلى احد المشافي الاسرائيلية حيث استشهد متأثرا بجراحه.
وقالت بيتسيلم:" إن الفرق الشاسع بين القصه التي نشرت في وسائل الإعلام العبرية على لسان مصادر عسكريه وإفادات سكان القرية يثير التساؤلات, فحسب الإفادات فان اشتيوي لم يكن في البيت, وإنما اعتقل في الشارع, ولم يهرب إنما خرج من المبنى الذي احتجز فيه ماشيا أمام الجنود".
وتساءلت المنظمه الحقوقية ما إذا كان اشتيوي موقوفا للاشتباه في نيته تنفيذ عمليه استشهادية, فلماذا لم يتم تقييد يديه كغيره من المعتقلين الاخرين؟.
مشيرة إلى إن ظروف الحادثه تثير اشتباها كبيرا في انه تم إعدام اشتيوي عن قصد وان الجنود المتورطين في الحدث اتاحوا له الخروج من المبنى الذي احتجز فيه بهدف إردائه قتيلا, وحتى يدعوا فيما بعد انه حاول الهرب.
ويذكر أن حالة الإعدام بعد الاعتقال هذه ليست الأولى, فحسب وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية فقد تعرض 72 أسيرا فلسطينيا للقتل العمد بعد اعتقالهم بنسبة 39,3 % من مجموع شهداء الحركة الاسيره الفلسطينية الذين بلغ عددهم ( 183 أسيرا ).