اليوم الاول من صرخة الغضب في رام الله لانهاء الانقسام
نشر بتاريخ: 15/03/2011 ( آخر تحديث: 16/03/2011 الساعة: 09:53 )
رام الله –تقرير معا- دعا عدد من أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح ، مساء اليوم، كافة المشاركين في الاعتصام الشبابي الذي مازال متواصلا على دوار المنارة الى الحفاظ على سلمية التحرك والظهور بمظهر حضاري وصوت نقي يعبر عن ارادة الشعب ودعمه لانهاء الانقسام، مشددين على اهمية وقف اية محاولات للجوء الى العنف مهما كان نوعه ومهما كان مصدره.
وجاء ذلك في وقت شهد فيه دوار المنارة بعض المشادات اللفظية والاشتباك بالايدي بين عدد من المشاركين في الاعتصام، حيث حرص عناصر الشرطة الى حماية المشاركين خاصة ان هناك تباين واضح في توجهات المشاركين من الشباب وتدخلت في بعض الاحيان للتفريق بين عدد من الشبان الذين وقعت بينهم مشادات كلامية.
وبينما تسربت بعض المعلومات عن وقوع جرحى بين عدد من الشبان بسبب تعرضهم للضرب والاعتداء من قبل ما يتم وصفهم بـ"عناصر امنية " ترتدي الزي المدني، اكدت مصادر رسمية في طواقم الاغاثة الطبية المرابطة بسيارة اسعاف على دوار المنارة لـ(معا)، بانه وصلها حالتين من الشبان الذين تعرضوا للاغماء بسبب اضرابهم عن الطعام بعد ان مضى ليلتين في البرد القارص، حيث اكد مدير برامج الإغاثة الطبية ، د.محمد اسكافي، امكانية ازدياد عدد الشبان الذين يتعرضوا للانهيار الجسدي خاصة انهم يواصلون اعتصامهم في ظل البرد القارص.
الى ذلك اكد عدد من المتواجدين من قيادات سياسية محسوبة على جهات يسارية وفتحاوي، عدم تعرض احد للجرح كما اشيع بل اشاروا في حديث خاص لـ(معا)، بان ذلك نتج عن بعض المشادات بالايدي.
الى ذلك كشفت مصادر ومقربة من صنع القرار في السلطة الوطنية، ان الرئيس محمود عباس اجتمع مع وزير الداخلية ، الليلة الماضية وقال له " حتى لو تم تمزيق صورتي وداسوا عليه باقدامهم لا اريد ان يضرب أي احد حتى لو بكف واحد"
في حين اكد الناطق الرسمي حركة فتح ، احمد عساف، ان تعليمات مشددة صدرت للاجهزة الامنية بعدم التعرض باي حال من الاحوال للمتظاهرين او المعتصمين بل يجب حمايتهم.
ودعا عضو اللجنة المركزية ورئيس كتلة فتح البرلمانية، عزام الأحمد، الذي وصل إلى دوار المنارة هو اعضاء اللجنة المركزية جمال محيسن، حسين الشيخ، محمد اشتيه، الى اهمية الحفاظ على هذا التحرك الشعبي الشبابي ومنع اية مظاهر عنف بين المشاركين وضرورة الحفاظ على مطلب الشعب الفلسطيني الموحد بانهاء الانقسام باعتباره حاجة وطنية ملحة ، في حين اكد د.اشتيه على اهمية الظهور بمظهر حضاري خلف صوت نقي موحد وصرخة فلسطينية صادقة لانهاء الانقسام رافضا اية محاولات لحرف هذه التوجه الشعبي العارم عن مساره .
الى ذلك اكد مصادر شبه رسمية في الهيئة المستقلة لحقوق المواطن ، بانها وثقت من خلال الباحث الميداني لها في رام الله تسع اصابات بحالات اغماء وجراء التدافع بين المشاركين، حيث اوضحت تلك المصادر بان عملية التوثيق تتم من خلال رصد كل حالة تتم نقلها للطواقم الطبية دون النظر الى سبب الاصابة سواء كانت جراء الضرب او الاغماء او غيرها من الاسباب
في حين اشار شهود عيان متواجدين في دوار المنارة انهم شاهدوا احد الشبان وهو يسير برفقة طواقم طبية وهو ينزف دما من وجهة بسبب تعرضه الى لكمة في وجهه من احد الاشخاص دون تحديد هويته.
وحرص المشاركون في الاعتصام على دوار المنارة الذي وصل عددهم الى قرابة 500 شابا ، على ترديد الهتافات الداعية لانهاء الانقسام، في حين جلس العشرات منهم على الارض على شكل دائرة ورددوا العديد من الاغاني الوطنية، في حين توافد العشرات من القادة السياسيين وقادة العمل النقابي الى دوار المنارة للاطمئنان على وضع الشبان المعتصمين حيث اكد رئيس نقابة الموظفين، بسام زكارنة لـ(معا)، بان قرار اتخذ بخصوص تزويد المعتصمين بخيام من اجل المبيت فيها خاصة في ظل البرد القارص، موضحا انه جرى اخبار الشبان المعتصمين بهذا القرار والطلب منهم نصب هذه الخيام بعيد من الشارع الرئيسي لضمان عدم عرقلة حركة سير المركبات.
وقام عناصر من حراسة الرئيس محمود عباس، بتوزيع الساندويشات والمياه على الشبان المعتصمين حيث اشاد زكارنة بهذه الخطوة واعتبرها تعكس المستوى الحضاري والمسؤول لاحترام ارادة الشعب وضمان وحماية حية التعبير.
وجاء ذلك في وقت كان الاف من المواطنين شاركوا في بداية الاعتصام الشعبي العارم الذي اقيم تحت العلم الفلسطيني وسط رام الله ، للمطالبة بانهاء الانقسام وانهاء الاحتلال، وسط نشر صورة مكبرة تضم صورة القادة الفلسطينيين في مقدمتهم صورة الرئيس الراحل ياسر عرفات، وصورة مؤسسة حرك حماس الشيخ احمد ياسين ، والقائد ابو على مصطفى وعمر القاسم وسمير غوشة وعدد من القادة الفلسطينيين الذين رحلوا ، الامر الذي عكس حالة التمسك الشعبي برموزه القيادية التاريخية بل واستنجداهم بهم من اجل تكريس الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام الحاصل.
وقد ردد المشاركون وهم يلوحون بالاعلام الفلسطينية وشعارات وحدوية مكتوبة على لافتات مثل" وحدة وطنية حماس وفتح وشعبية"، نعم للمصالحة ولا للانقسام"، "مجلس وطني واحد يمثل الفلسطينين في كل اماكن تواجده"، " الانقسام مش هوية .. طعنة في ظهر القضية"،" نفسي اشوف بحر يافا"،" في غزة ورام الله دولة واحدة انشاء الله"، المستوطنين سرقوا ارضي".
وشارك الاف من الشبان وهم يرتدوا الكوفية الفلسطينية في هذا الاعتصام الذي يعتبر الاول من نوعه منذ سنوات طويلة، في حين هتفت حناجر قرابة 10 الاف مواطن بصوت واحد " الشعب يريد انهاء الانقسام"، في حين اطلقت الاغاني الوطنية التي كانت رائجة في الانتفاضة الفلسطينية الاولى مثل اغنية" فلسطينيين".
ولوحظ تواجد عدد عناصر وحتى بعض القيادات المحسوبة على حركة حماس في دوار المنارة في ساعات الظهر، وعند سؤال احدهم حول موقفهم من هذا التحرك ولماذا لا يشاركون فقال " لم يحن الموعد للمشاركة بعد"، في اشارة واضحة الى حالة انتظار تمارسها حركة حماس او حالة ترقب لتطورات الاوضاع وتفاعلها.
وقد شهدت مدينة رام الله منذ الساعة السابعة والنصف صباحا حركة بطيئة وشوهد عدد من الشبان المعتصمين والمضربين عن الطعام، وهم يقومون بكتابة بعض الشعارات على اللافتات تحضيرا لبدء الاعتصام الشعبي الشبابي وسط المنارة ، في حين شوهد العديد من طلاب المدارس خاصة في المرحلة الاعداية والثانوية وهم يغادرون مدارسهم منذ بدء ساعات الدوام المدرسي في بعض المدارس الخاصة ،من اجل المشاركة في الاعتصام .
وحسب مصادر مقربة من الشبان المعتصمين والمضربين عن الطعام فان الاعتصام سوف ينتهي يوم غد من خلال تنظيم مسيرة باتجاه مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله الذي سوف يشهد انعقاد جلسة المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطيني في اطار الخطوات الداعية لاعلاء صوت الشباب والضغط الشعبي من اجل انهاء الانقسام.