مناقشة موضوع الأسرى في البرلمان الأوروبي في بروكسل

رام الله- معا- ألقى وزير الأسرى والمحررين عيسى قراقع كلمة أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل قبل ظهر اليوم، بحضور اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان في البرلمان ولجنة الصداقة مع المجلس التشريعي في جلسة مشتركة، وبحضور أعضاء البرلمان الأوروبي من مختلف الأطياف السياسية، وقد عقدت الجلسة في قاعة الجلسات العامة في البرلمان الأوروبي.

وتطرق الوزير في كلمته إلى الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال والاختراقات والانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال بشكل منهجي ضد الاسرى في السجون، في مخالفة واضحة و صريحة للقوانين و المواثيق والأعراف الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.

وأشار قراقع في كلمته إلى الانتهاكات التي فاقت كل تصور، وأن إسرائيل شرعت هذه الانتهاكات بقوانين صادرة عن الكنيست الإسرائيلي في إشارة واضحة إلى الاستهتار بالقانون الدولي و حقوق الإنسان و خصوصاً فيما يتعلق بطريقة تعامل إسرائيل مع الأسرى من الأطفال الفلسطينيين و الذين يخضعون لمحاكمات عسكرية في مخالفة واضحة لإعلان حقوق الطفل العالمي.

وتساءل قراقع عن آليات المحاسبة والملاحقة للمسئولين الإسرائيليين عن الانتهاكات بحق الأطفال و المرضى، و عن أساليب عمل البرلمان الأوروبي في تقييم الشراكة مع الجانب الإسرائيلي في لجان العمل المشتركة.

وطالب قراقع بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق من البرلمان الأوروبي، لزيارة الأراضي الفلسطينية المحتلة والاطلاع بشكل مباشر على الانتهاكات الإسرائيلية، و الالتقاء بعدد من الأسرى المحررين خصوصاً من الأطفال واستخلاص النتائج بنفسهم، ولاقى هذا الاقتراح ترحيباً كبيراً في أوساط أعضاء البرلمان و الذين أثنوا عليه و طالبوا بتشكيل اللجنة بشكل عاجل.

و ركز قراقع على تدويل قضية الأسرى من خلال التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، للطلب من محكمة العدل الدولية في لاهاي لاستصدار رأي استشاري فيما يختص بالمكانة القانونية للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، و طلب من البرلمان الأوروبي كل الدعم الممكن لهذا التوجه لضمان نجاح هذا التوجه.

وعبر قراقع عن استغرابه الشديد كيف تسمح أوروبا بمثل هذه التصرفات الإسرائيلية التي لا تليق بمستوى الإنسانية جمعاء وان على البرلمان الأوروبي أن يأخذ موقف واضح في هذا الموضوع وان لا يسمح لإسرائيل بالتطاول على حقوق الإنسان بهذه الطريقة مستخفة بالمجتمع الدولي بشكل صريح.

وفي لقاءه أمس مع رئيس البرلمان البلجيكي اندريه فلاهوت شرح قراقع الظروف التي يمر بها الأسرى الفلسطينيين وحجم المعاناة التي يعنون في سجون الاحتلال الإسرائيلي وان على العالم أن يتحرك لوقف هذه الغطرسة الإسرائيلية ، وان على برلمانات العالم ان تتحرك ضد اعتقال اثنا عشر نائبا فلسطينياً تعتقلهم دون مراعاة للحصانة التي يتمتعون بها ، وان هذا يعبر عن مدى تطرف إسرائيل في التعاطي مع القضية الفلسطينية.

بدوره عبر رئيس البرلمان البلجيكي عن شكره العميق لزيارة الوزير قراقع وقال إننا ندعم قضية الأسرى ونعتبرها قضية أساسية في حل الصراع واستنكر وبقوة ما تقوم به إسرائيل من تجاوزات لحقوق الإنسان وان عليها احترام قواعد القانون الدولي في تعاملها مع الأسرى الفلسطينيين.

والتقى الوزير قراقع أمس بمسؤولي ملف الشرق الأوسط وحقوق الإنسان لدى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية وتحديداً الأطفال حيث طالبهم بان يكون لهم دور واضح في التعاطي مع الانتهاكات الإسرائيلية ضد حقوق الإنسان التي تمارس يومياً ضد الأسرى الفلسطينيين في سجونها.

ونوه قراقع إلى أن على العالم أن يعرف المعاناة التي يعانيها أهالي الأسرى في سجون الاحتلال وان على أوروبا والعالم العمل على إحقاق الحق بإجبار إسرائيل على الالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني وانه يطالب بتحقيق ذلك من خلال وجوده في أوروبا مهد حقوق الإنسان والديمقراطية.

بدورهم عبر بمسؤولي ملف الشرق الأوسط وحقوق الإنسان انه سيكون هناك اهتمام اكبر من السابق وانه تم تشكيل لجنة لحقوق الإنسان لمتابعة تطبيق القانون الدولي وقوانين حقوق الإنسان وان هذا الموضوع سيتم متابعته من خلال هذه اللجنة.