الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

فياض: على العالم الإعتراف بمكانة الأسرى كأسرى حرب

نشر بتاريخ: 16/03/2011 ( آخر تحديث: 16/03/2011 الساعة: 17:21 )
رام الله-معا- شدد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض خلال حديثه الإذاعي الأسبوعي على أن المقاومة الشعبية السلمية شكلت تعبيراً واضحاً عن رفض شعبنا للاحتلال وطغيانه واستيطانه وجدرانه وكل ممارساته ضد تطلعاتنا نحو الحرية والانعتاق، وعكست في نفس الوقت القدرة الكبيرة لأبناء شعبنا على الصمود، ووفرت الحاضنة لأوسع مشاركة شعبية في النضال ضد الاحتلال.

وقال "لقد أعادت المقاومة الشعبية السلمية الاعتبار لنضالنا الوطني، وأسقطت محاولات إلصاق هذا النضال بالإرهاب، بهدف المس بعدالة قضيتنا ومشروعية حقوقنا الوطنية، وفي مقدمتها حق شعبنا في العودة وتقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة".

وأضاف فياض "لقد مثلت الانتفاضة الأولى ذروة الكفاح الشعبي السلمي ضد الاحتلال، حيث تميزت بطابعها الديمقراطي والمشاركة الشعبية الواسعة في فعالياتها، وتمكنت من فتح أبواب الرأي العام الدولي على أوسع نطاق أمام حقوقنا المشروعة، وتعزيز التعاطف مع قضيتنا العادلة".

وأوضح رئيس الوزراء أن المقاومة السلمية مثلت، وإلى جانب الجهد الوطني المبذول لتحقيق الجاهزية الوطنية لإقامة دولة فلسطين، مسارين متلازمين عضوياً يكملان النضال السياسي الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية في كافة المحافل الدولية لحشد الدعم لعدالة قضيتنا وحقوق شعبنا في نيل حريته واستقلاله وخلاصه التام من نير الاحتلال، وإقامة دولة فلسطين المستقلة على كامل أرضنا التي احتلت منذ عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف.

وقال "إن القوة الهائلة لبرنامج اللاعنف الذي نتبناه في سعي شعبنا المشروع للوصول بمشروعنا الوطني إلى نهايته الحتمية بتحرره من الاحتلال وقيام الدولة، كفيلٌ باستنهاض عناصر قوتنا الذاتية ويقربنا من لحظة الخلاص من الاحتلال"، وأضاف "ما حققته المقاومة الشعبية السلمية من انجازات ونجاحات ملموسة لم يقتصر على جذب الاهتمام والتأييد الدوليين لها فقط، بل أصبحت حالة شعبية يتسع الاهتمام بها ونطاق المشاركة فيها من قبل أبناء شعبنا، وكافة ألوان الطيف السياسي والاجتماعي، في تحدي ومقاومة الاحتلال ومناهضة الاستيطان والجدار. وقد باتت هذه المقاومة الشعبية السلمية حلقهً أساسية من حلقات النضال الوطني الفلسطيني، ومكوناً أساسياً من خطة عمل السلطة الوطنية، وتقع في صلبها".

وأكد فياض على أن هذه الإستراتيجية في أبعادها المختلفة تشكل قاعدة هامة لتعزيز الإجماع الشعبي حول منظمة التحرير الفلسطينية وبرنامجها الوطني وأدوات الكفاح الكفيلة بتحقيق هذا البرنامج. وأشار إلى إن ما يجري من ثورات شعبية في البلدان العربية الشقيقة زكت مرة أخرى قدرة النهج السلمي اللاعنفي في إحداث التغيير وتكريس الديمقراطية ونيل الحرية.

وأشاد رئيس الوزراء بالانجازات التي حققتها لجان المقاومة الشعبية في مناهضة الجدار والاستيطان، وتقدم بالتهنئة لأبناء شعبنا، ولأهالي بلعين، وعائلة أبو رحمة، بمناسبة الإفراج عن الأخ المناضل عبد الله أبو رحمة الذي تحرر من سجون الاحتلال يوم أمس الأول.

كما توجه فياض بالتحية إلى أسرى الحرية القابعين في سجون الاحتلال وقال "أتوجه أيضاً إلى أسرى الحرية القابعين في سجون الاحتلال، إلى الأطفال منهم والأسيرات، إلى المرضى والمعزولين، إلى الإداريين والمحكومين والموقوفين وأسرى الدوريات ومن كل الفصائل والشرائح كافة، وفي القلب منهم جميعا أسرى مدينة القدس، وفي مختلف السجون، في عسقلان والنقب، وفي نفحة وبئر السبع، وعوفر ومجدو وسالم وهداريم وجلبوع وتلموند، وفي الرملة والجلمة والمسكوبية وبيتاح تكفا وشطة والدامون وحوارة وعصيون وكل مراكز التحقيق والتوقيف ومصادرة الحرية"، وأضاف "لستم وحدكم، في معركتكم من أجل الحرية. فشعبكم يقف موحدا خلف قضيتكم".

وشدد رئيس الوزراء، على أن قضية الأسرى تحتل الأولويةً العليا في عمل السلطة الوطنية، وخاصة فيما يتصل بتأكيد المكانة القانونية لهم، وضرورة التعامل مع الأسرى كأسرى حرب وفقاً للمعاهدات الدولية.وقال "لقد تمكنت السلطة الوطنية، وبالتعاون والتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني، من إحداث تقدم في تدويل قضية الأسرى، وحشد المزيد من التأييد والدعم الدوليين لحقوقهم، كجزء من حقوق شعبنا ونضاله المشروع من اجل الحرية، وضرورة إطلاق سراحهم جميعاً دون تمييز أو شروط"، وأضاف "هذا هو عنوان هذه المرحلة، والتي نعمل على أن تتوج بالإقرار التام بالمركز القانوني للأسرى، وضمان حمايتهم وفق أحكام القانون الدولي".

واستكمل فياض حديثه بالقول "إن قضية الأسرى هي قضية وطنية تمس كل بيت فلسطيني. فعندما نتحدث عن هذه القضية فنحن نتحدث عن الآلاف من الأطفال والنساء والمرضى والشباب والشيوخ، ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال التي يقع معظمها داخل إسرائيل، الأمر الذي يشكل بحد ذاته انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي واتفاقيات جنيف".

وتابع رئيس الوزراء "كما أننا نتحدث عن أبناء وبنات شعبنا الذين ضحوا بحريتهم من أجل حرية الوطن والشعب. ولكل واحد منهم قصته الإنسانية وحكايته الخاصة، وهم ليسوا مجرد أرقام كما تسعى إسرائيل إلى تحويلهم، بل إنهم بشر طبيعيون لهم أحلامهم وتطلعاتهم الإنسانية للعيش مع عائلاتهم، والانخراط في بناء مجتمعهم ومستقبل شعبهم".

وأوضح فياض خلال حديثه إلى أنه ما يزال أكثر من ثلاثمئة أسير منهم معتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو، وهم "الأسرى القدامى"، وقد مضى على اعتقال العشرات منهم أكثر من عشرين عاماً، وباتوا يعرفون بعمداء الأسرى، وأن أكثر من اثني عشر أسيرا منهم أمضوا ما يزيد عن ربع قرن في سجون الاحتلال، وبعضهم محتجزة حريته منذ 33 عاماً. هذا بالإضافة إلى أكثر من ثلاثمئة طفل دون سن الثامنة عشر، وألف وخمسمائة حالة مرضية، العديد منهم في حالة خطيرة، حيث لا يتلقون العلاج المناسب، بل ويعانون من الإهمال الطبي، وقال "إن هذه الظروف اللإنسانية التي يعيشها الأسرى يجب أن تدفع المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان في العالم إلى التدخل الفوري لوضع حد لهذه المعاناة الإنسانية، والتحرك الجاد لإلزام إسرائيل بقواعد القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة، ليس فقط فيما يتعلق بأرضنا المحتلة، وضرورة وقف الانتهاكات التي تتعرض لها، بل وكذلك وقف ما يتعرض له الإنسان الفلسطيني من انتهاكات، وخاصة الأسرى منهم".

وختم رئيس الوزراء حديثه الإذاعي بالقول "إن الصمود البطولي الذي يسجله اسرانا،اسرى الحرية، رغم كل هذه الظروف اللإنسانية إنما يعكس الإرادة الصلبة لشعبنا وإصراره على الصمود، وضمان نيل حريته واستقلاله"، وأضاف "لأسرانا جميعاً أتوجه بالقول: إن يوم الحرية قريب، وإن حريتكم هي جزء لا يتجزأ من حرية الوطن والشعب. ولعائلاتهم أقول، نحن معكم، وسلطتكم الوطنية ستظل دوماً إلى جانبكم، وهذا أقل الوفاء الذي نقدمه لكم يا أسرى الحرية".