السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اليوم الثاني من صرخة الغضب لانهاء الانقسام في رام الله

نشر بتاريخ: 16/03/2011 ( آخر تحديث: 17/03/2011 الساعة: 09:47 )
رام الله- معا- امضى المعتصمون ليلتهم الماضية على دوار المنارة وسط رام الله، بترديد الاغاني الوطنية وعزف العود حتى ساعات الفجر، في حين لجأ بعضهم للنوم على جانب الطريق باستخدام بعض "الاغطية الخفيفة" وبعضهم اضطر لمغادرة الساحة الى منازلهم لاخذ قسط من الراحة قبل ان يتم ايقاظ النيام منهم على جانب الطريق من قبل افراد الشرطة الذين سمحوا لهم بالنوم حتى الساعة السادسة صباحا.

فادي قرعان احد القادة الشبان الذين يشاركون في الاعتصام والاضراب عن الطعام، بدا عليه الارهاق الشديد حينما تحدث لـ (معا) التي التقته في ساعات الصباج للحديث عن الليلة التي امضوها وسط رام الله والتي شهدت على البرد القارص، فقال: "لقد امضينا ليلتنا بالسهر والغناء خاصة بعد ان احضر احد الشبان العود وبدأ يعزف عليه حتى ساعات الفجر"، موضحا ان عناصر الشرطة اخبرونا بانه يسمح لنا بالنوم على جانب الطريق حتى الساعة الرابعة فجرا، ولكن بعد تدخل بعض قيادات شبيبة فتح الليلة الماضية لدى الشرطة سمحوا لنا بالنوم حتى الساعة السادسة صباحا.

واضاف فادي الذي يكمل دراسة الماجستير في الحقوق بجامعة بيرزيت "نحن نسعى لتحقيق مطالبنا ونحاول التضامن مع الشباب في غزة الذين تعرض للقمع"، مؤكدا تمسك كافة الشباب المعتصمين والمضربين عن الطعام بمطالبهم باجراء انتخابات للمجلس الوطني باعتباره كمفتاح رئيسي لانهاء الانقسام واعادة التوازن في حياة النظام السياسي الفلسطيني بما يضمن تمثيل كافة الفلسطينيين اينما وجدوا.

وبينما كنا نتحدث مع قرعان، وإذ بزميل له يسأله هل ستتوجه الى المحاضرة في الجامعة فرد عليه قائلا "صدقا لا اعرف لغاية الان لانني انتظر عودة بعض الزملاء من منازلهم الى دوار المنارة".

عيون قرعان تظهر بانه لم يذق طعم النوم الليلة الماضية كونه يعتبر نفسه المسؤول عن ادارة اوضاع كافة الشبان المعتصمين والمضربين، في حين يتولى ادارة نقاشات وحوارات مع مختلف ممثلي الاجسام الشبابية خاصة الشبيبة الفتحاوية.

وردا على سؤالنا، انت تدرس ماجستير الحقوق وتسعى للتعبير عن حقوق الشباب فرد قائلا: "يمكنك قول ذلك"، مشيرا الى ان النية تتجه نحو رفع رسالة واضحة لاجتماع المجلس المركزي الذي كان يستعد للانعقاد في مقر المقاطعة لايصال صوت الشباب الى القيادة الفلسطينية حول اهمية الاستجابة الى مطلبنا باجراء الانتخابات للمجلس الوطني.

وبينما كان قرعان يتحدث الينا كان عدد من الشبان يفترشون الارض بدون اغطية وباتوا ليلتهم وهم مجردون من كل ما يقيهم البرد سوى من حقائبهم ووحدتهم وتضامنهم مع بعضهم البعض.

وقال قرعان "نعتقد ان مستوى التضامن معنا والانضمام لمجموعتنا سوف يزداد رويدا رويدا مع مرور الوقت"، مشيرا في الوقت ذاته الى ازدياد حجم الضغوطات على الشبان المشاركين في الاعتصام قائلا بلغة تظهر الاصرار: "نحن هدفنا ومطلبنا واضح ولذلك سوف نستمر".

ومن الواضح ان حركة الشبيبة الفتحاوية وحركات شبيبة تتبع لعدد من الفصائل تحاول فتح خطوط تواصل مع تلك المجموعة من الشبان الى حد ان احد القادة الشباب لحركة فتح، اكد لـ (معا)، حرص الحركة والشبيبة على حماية تلك المجموعة بل والتضامن معها في التعبير عن رايها الى حد ان العديد من شباب الحركة شاركوا في الاضراب عن الطعام تضامنا معهم.

وفي المقابل فان خلافات نشبت بين ممثلي الشبان المعتصمين والمضربين وممثلي الاطر الشبابية التابعة للفصائل والاحزاب بخصوص عقد المؤتمر الصحفي في اعقاب اعلان الرئيس محمود عباس بخصوص استعداده للتوجه الى غزة من اجل التوقيع على اتفاق المصالحة وانهاء الانقسام، واجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وللمجلس الوطني خلال ستة اشهر.

شبيبة الفصائل والاحزاب الذين اطلقوا على انفسهم "الحراك الشبابي من اجل انهاء الانقسام عبروا" عن دعمهم لموقف الرئيس واعلانه بخصوص هذه المبادرة، وقرروا عقد مؤتمر صحفي مشترك، لكن باقي ممثلي تلك المجموعة رفضوا المشاركة واعتبروا العديد من البيانات الصحافية التي وزعت بانها لا تعبر عن موقفهم بقدر ما تعبر عن الجهات التي اصدرتها رغم ان تلك البيانات لم تحمل توقيع اي جهة.

وبينما كان ممثلو الحراك الشبابي يعقدون المؤتمر الصحفي، كان شباب 15 اذار يهتفون على الجهة الاخرى الشعب يريد انهاء الانقسام والشعب يريد تشكيل مجلس وطني جديد".

واكد ممثلو الحراك الشبابي على دعمهم لانجاز الوحدة الوطنية وحمايتها باعتبار انها متطلب وحاجة وطنية لابد من انجازها، وردا على سؤالنا بخصوص امكانية تحقيق الوحدة الوطنية دون وحدة الحركة الشبابية قال احد ممثلي الحراك الشبابي: "هناك اتفاق شبابي مع المجموعات الشبايبة الاخرى على الاهداف العامة، لكن هناك خلافات على بعض التفاصيل"، دون ان يوضحها، مؤكدا في الوقت ذاته مواصلة الحراك الشبابي من اجل انهاء الانقسام للابد.

وفي ساعات المساء تجمع العشرات من الشبان على دوار المنارة حيث ظهر واضحا استمرار حالة التباين بين مواقف "الحراك الشبابي لانهاء الانقسام" و"شباب 15 اذار"، وقد لوحظ قيام العشرات من عناصر الشرطة وهم يصطفون الى جانب بعضهم البعض من اجل ضمان انتظام حركة سير المركبات وسط المنارة، في حين انشغل الشباب المضربين عن الطعام باقامة حلقة وسط المنارة وجلس العشرات منهم على الطريق وهم يرددون الاغاني والهتافات، وسط ترديد شعارات "الشعب يريد انهاء الانقسام"، وكانت مجموعة شبابية اخرى تهتف بالقول "الشعب يريد محمود عباس" ما فتح الطريق لترديد الشعارات في اطار المناكفات والتناقضات التي ما زالت قائمة على دوار المنارة.