سامي صنوبر يروي لمعا كيف نجا من الموت على ايدي المستوطنين
نشر بتاريخ: 17/03/2011 ( آخر تحديث: 17/03/2011 الساعة: 19:23 )
رام الله – معا – على حين غرة، وبينما كان العامل الفلسطيني الشاب سامي عبد المعطي عودة صنوبر يعمل في احدى الوحدات الاستيطانية في مستوطنة شيلو الواقعة بين مدينتي رام الله ونابلس، فوجئ باعتداء ثمانية مستوطنين عليه بالالات الحداة والعصي وطوب البناء.
إصابات متوسطة تعرض لها سامي، وهو من قرية يتما، ويبلغ من العمر (31) عاماً، وهو يرقد الآن في مستشفى رام الله الحكومي، حيث أصيب في الرأس والأيدي والأرجل والظهر.
لا يعلم سامي من أي جاء المستوطنون، فهو فوجئ بتواجدهم في الطابق الثاني حيث يعمل، فبينما كان يقوم بعمله في البناء التفت على أصوات وهراوات المستوطنين، التي لم تمهله وقت لدفلع عن نفسه.
ويعمل سامي في المستوطنة منذ ثلاثة أشهر، ولكنه توقف عن التوجه إلى عمله في المستوطنة منذ أسبوع، في أعقاب مقتل خمسة مستوطنين إسرئيليين في مستوطنة ايتمار، خشية من اعتداءات المستوطنين، ولكن ضيق الحال دفعه إلى التوجه إلى عمله، يوم أمس الأربعاء ولم يتعرض لأي مكروه، كما توجه اليوم الخميس إلى عمله، فكاد يواجه حتفه.
وبينما كان سامي يعمل في البناية، فوجئ بثمانية مستوطنين يحملون أدوات بناء "عتلة" وعصي وبعض الالات الحادة، فاعتدوا عليه، وفشلت كل محاولات الشاب الدفاع عن نفسه أمام كثرة المستوطنين المسلحين.
وأمام صرخاته وحالة الهرج والمرج التي سادت المكان، تقدم أحد حراس المستوطنة لتوفير الحماية للشاب، إلا أن الحارس الطاعن في السن فشل في إبعاد قطعان المستوطنين، والتخفيف من حقدهم الدفين تجاه شاب يبحث عن مصدر رزقه.
ربع ساعة عاشها الشاب وهو يظن نه قد يلقى حتفه تحت عصي وآلات المستوطنين الحادة، الذين بدأوا بضربه بطوب البناء ورشوه بالغازات لجعله يفقد الوعي، في نية واضحة للقتل، وعبثاً حاول الشاب صد الهجوم، وحاول قدر الإمكان تفادي الضربات القاتلة.
وبعد أن ظن المستوطنون أن الشاب سامي بات قريباً من الموت، هرعوا وهربوا من المكان، فتدخل حراس المستوطنة، واتصلوا بالشرطة الإسرائيلية وسيارة إسعاف، وتم تقديم الإسعافات الولية للمصاب داخل المستشفى، ونقله إلى مفرق سنجل، حيث تم تسليمه إلى سيارة إسعاف فلسطينية، التي قامت بدورها بنقله إلى مستشفى رام الله الحكومي.
وزير الدولة لشؤون الجدار والاستيطان المهندس ماهر غنيم أدان الاعتداء على العامل الفلسطيني، وهو ما يؤكد أن ما يجري من عدوان مستمر ومتصاعد خلال الأيام الماضية، سواء من المستوطنين أو من قوات الاحتلال هي هجمة مبرمجة، ولا تحتاج إلى ذرائع وتبريرات، بما حدث في مستوطنة ايتمار.
وحمل غنيم، في حديث مع مراسل "معا" فراس طنينة، الاحتلال الاسرائيلي مسؤولية إفلات المستوطنين من عقالهم، والاعتداءات المتكررة على المواطنين العزل، الذين يتعرضون لأبشع أنواع التنكيل من هؤلاء المستوطنين برعاية قوات الاحتلال.
وقال غنيم إن تصاعد وتيرة اعتداءات المستوطنين بحجة قتل خمسة مستوطنين في مستوطنة ايتمار السبت الماضي، يترافق مع تصعيد خطير وكبير في اجراءات الاحتلال ومستوطنيه بشكل مستمر ومتواصل، سواء في التضييق على المواطنين والاعتداء عليهم.