الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزة-مشاركون يطالبون بتفعيل دور القيادات النسوية للضغط لإنهاء الانقسام

نشر بتاريخ: 18/03/2011 ( آخر تحديث: 18/03/2011 الساعة: 13:05 )
غزة - معا- اجمع مشاركون ومشاركات على دور المؤسسات الأهلية والمجتمع المدني في تعزيز الوحدة ونبذ الانقسام والفرقة، مطالبين بتفعيل دور القيادات النسوية وعضوات المجلس التشريعي في الضغط على الحكومتين في غزة والضفة لإنهاء الانقسام وإعادة اللحمة الوطنية.

وطالبوا بتشكيل لجنة شبابية لمتابعة ما بعد ثورة 15 آذار ووضع خطة مرسومة لمتابعة الخطوات المستقبلية لتحقيق الوحدة، مشددين في ذات الوقت على دور الأسرة الرئيس في زرع بذور التسامح والحوار بين أبنائها، مؤكدين أن هناك تأثير للتربية الحزبية والفصائلية على البنية النفسية للنساء مطالبين بتعديل مسار التربية لدى تلك الأحزاب بما يعزز من نهج الوحدة والتلاحم ونبذ الفرقة والانقسام.

جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمتها جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية بعنوان" المرأة الفلسطينية إرادة التغيير وإنهاء الانقسام" بحضور المنسقة الميدانية للجمعية حنان صيام، والصحافية والباحثة ماجدة البلبيسي، وياسين أبو عودة من الجمعية وعشرات المشاركين من المثقفين وطلبة الجامعات والمهتمين من الجنسين وذلك في مقر جمعية بناة فلسطين في مخيم جباليا.

وتحدثت صيام عن دور المؤسسات الأهلية في نشر وتعزيز ثقافة المصالحة الوطنية، مشيرة أن قضية الانقسام والعنف الداخلي ونشر ثقافة التسامح لاسيما بعد ما شهده العالم من تجارب وثورات صنعت التغير بيد الشعوب تساءا ورجالاً شابات وشباب لا بيد الساسة.

وأكدت بان المنظمات الأهلية مكوناً أساسياً من مكونات المجتمع المدني في فلسطين، وتقوم بأدوار مختلفة تنموية وتوعوية ما يؤهلها بأن تلعب دورا محوريا لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وفي تعزيز السلم الاجتماعي بين مكونات المجتمع الفلسطيني.

وعزت ضعف دور المنظمات الأهلية الفلسطينية في الضغط على طرفي الصراع فتح وحماس من اجل تحقيق المصالحة الوطنية والتخفيف من حدة الانقسام الاجتماعي إلى عوامل ومنها تعقيد وتشابك ملفات المصالحة الوطنية الفلسطينية، التدخل الخارجي الذي يعطل تحقيق المصالحة؛ وتدخل الفصائل السياسية .

وتعتقد صيام أن المؤسسات الأهلية عملت ومازالت تعمل على دعم المصالحة الوطنية من خلال برامجها التي تضمنت تعزيز المصالحة وترسيخ قيم التسامح وقبول الآخر وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان والسلم الأهلي، مشيرة إلى دور هذه المؤسسات في عملية الانتخابات لعام 2006 حيث نظمت برامج لدعم المرشحات من النساء لعرض برامجهن الانتخابية وبتدريب المرشحات للمجالس المحلية وتطوير قدراتهن وتأهيلهن إلى الترشيح للانتخابات. موضحة في نفس الوقت الهبة الواسعة لهذه المؤسسات في الحراك الشعبي الذي دعا إليه شباب 15 آذار في غزة والضفة الغربية.

وبدوره وتحدثت الصحفية ماجدة البلبيسي عن دور النساء الفلسطينيات في عملية التحرر الوطني والمجتمعي الذي بدأ في العشرينات من القرن الماضي، حيث شكلت النساء أول اتحاد فلسطيني في مدينة القدس، وشاركت النساء في عملية النضال بدءا بمداواة الجرحى ومروراً برعاية المعاقين وانتهاء بالنضال العسكري داخل المعركة وهناك أمثلة ونماذج من التاريخ الفلسطيني تدلل على ذلك.

وتطرقت البلبيسي لدور الإعلام في ترسيخ الوحدة الوطنية وتأصيل هذه القيم موضحة أن الإعلام النسوي رغم محدودية وجودة إلا أنه كامل دوماً يساهم في تعزيز عامل الوحدة وينبذ التطرف والتعصب فيما تورطت وسائل الإعلام الأخرى في توتير الساحة الفلسطينية ولعبت دورا سلبيا في زيادة مساحة الاختلاف والفرقة.

وأكدت البلبيسي أن الرسالة الإعلامية يجب أن تنطلق من المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، وتعزز الهوية الوطنية والثقافية ولكن الأعلام الحزبي ساهم في تشويه هذه الهوية لصالح المصالح الفئوية الضيقة، مشددة على ضرورة أن ينأي الإعلام المهني عن مصطلحات الإسفاف والتحريض ونهج التخوين والتكذيب والتفريق ويكون معول بناء لا هدم معول يؤلف ولا يؤلب.

وأوضحت البلبيسي أن المطلوب وضع استراتيجة إعلامية وطنية شاملة تسهم في توعية المواطن بشكل مستمر بالقضايا الجوهرية وتنشر قيم التسامح والوفاق عبر الأدوات المختلفة، داعية في ذات الوقت إلى ضرورة تطوير الأدوات الإعلامية كي تنسجم مع التطور التكنولوجي الهائل والثورة المعلوماتية التي غزت كل بيت وأن يرتقي الإعلام بدوره وبرسالته الإنسانية والتوعوية كي نقدم صورة تليق بحجم تضحيات شعبنا ونضاله الكبير.

وكان ياسين أبو عودة قد أدار اللقاء مرحبا بالمشاركين، موضحاً أن الورشة تأتي ضمن فعاليات مشروع تعزيز المصالحة الوطنية بالشراكة مع جمعية الكرامة ومركز الموارد العمالية وجمعية مسار للإغاثة والتنمية وملتقي النجد التنموي وبدعم من مؤسسة بال ثنيك للدراسات الإستراتيجية.