بطاقة قد تصل .. كأس الشهداء في منتصف الليل على ابواب مستشفى رام الله **بقلم محمد اللحام **
نشر بتاريخ: 03/09/2006 ( آخر تحديث: 03/09/2006 الساعة: 17:05 )
بيت لحم - معا - كتب محمد عبد النبي اللحام -
على هامش الايام الجميلة التي احتضنتها سرية رام الله الاولى عبر السهرات السلوية التي شكلت محجا ليس للاعبين او عشاق السلة فقط بل لكل الهاربين من زحمة الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي .
فكنت تجد اعضاء من المجلس التشريعي وكوادر تنظيمات فلسطينية ومؤسسات مجتمعية ورجال اعمال.
الشباب والصبايا حدث ولا حرج فقد علقت عدسة الزميل بسام ابو عرة نحو الوجوه الجميلة حتى طالت تلك المسنة وذلك الرضيع.
وفي السياق استوقفتني العديد من المحطات والملاحظات... منها انني شعرة بتعاطف واضح من الجمهور الحيادي مع فريق ابداع الدهيشة ولم اعرف ما سر هذا التعاطف والذي لربما يكون مرده ان الفريق غير مصنف وبعيد عن الدرجة الممتازة ويحقق نتائج كبيرة.
وقد اعجبني بأنه الفريق الاقل عصبية رغم مروره في محطات عصيبة وهو الذي لعب المباريات الاكثر سخونة واثارة وقوة من اي فريق اخر ..فمع دي لاسال وحطين وعيبال واهلي القدس وارثوذكسي رام الله وفي النهائي ولم نشاهد عصبيتة على لاعبي الخصم ولا على بعضهم البعض او على المدرب والحكام رغم ان الفريق كان على حافة الخسارة في اكثر من مناسبة الا ان تمالك الاعصاب يبقي التركيز ويدفع للمثابرة لا لليأس .
بصراحة تطور نوعي على ما كان عليه ابداع في البدايات قبل اعوام حين ارتبط ادائه بالعصبية وحتى الفلتان احيانا مما ادى لخسارته اكثر من نهائي مهم في حينه.
خارج الملعب كانت الاخلاق حاضرة بالرغم من ان منتصف الليل والطريق من رام الله الى بيت لحم ليست بالامر السهل اضافة لانتظار الاهل في المخيم والمحافظة للكأس ونجومه الا ان لاعبي ابداع وادارته انتظروا امام مستشفى رام الله حوالي الساعة ونصف في انتظار خروج اللاعب الخلوق والمبدع ابراهيم حبش للاطمئنان عليه بعد اصابته اثناء المباراة حين سبح برجولة اتجاه الكرة لقطعها مرتطما بأرض الملعب مما تسبب بضرر في ذراعه.
وبعد ان ابلغ الاطباء عن عدم امكانية الحديث معه بعد العملية لأنه تحت تأثير المخدر تحدث الاستاذ خالد الصيفي رئيس مؤسسة ابداع مع ادارة السرية متمنيا الشفاء لحبش ومبديا الاستعداد لأهداء كأس البطولة للاعب الخلوق فما كان من ادرة السرية سوى تثمين هذا الموقف مباركة بالكأس.
وفي الصباح كانت باقة زهور جميلة بجانب سرير حبش تحمل تمنيات ابداع له بالسلامة.
وفي اعتقادي المتواضع ان المواقف النبيلة هي الباقية وما عداها من امور فهي بالية, وكثيرة هي المواقف الاخلاقية التي عايشناها في هذه البطولة والتي كانت مناسبة لبروز اسماء ليس على مستوى الفرق فحسب ...فهناك الحكم الممتع حقا ضراغمة ورغم حداثته في التحكيم المحلي الا ان حركاته كانت تدل على جراءته وتفاعله مع الصافرة وترجمتها بحركات انفعالية وبكل جوارحه تبشر بمستقبل باهر لهذا القائد الذي ولا شك انه لفت نظر رئيس لجنة الحكام الدولي بدر ساوي الذي اشركه معه في اصعب المواجهات وخاصة في مباراة السرية والارثوذكسي والسرية وابداع.
ولا تفوتني الاشارة بالتقدم الحاصل لدى فريق اهلي القدس والذي لم ينال المركز الثالث بعفوية, او صدفة بل استحقه عن جدارة واستحقاق رغم الهجرة التي حدثت في صفوفه على مدار العام الماضي الا انه يحقق تقدم ومطلوب منه تعزيز صفوفه ببعض الاحتياط المناسب.
اما ارثوذكسي رام الله والذي كان احد اركان المربع الذهبي فأن تهليله باللاعب الامريكي لم يكن في محله كثيرا لأنه لم يكن له اثر مركزي ولم يأتي بجديد للارثوذكسي واعتقد ان استقطاب لاعب ارتكاز محلي قد يكون له جدوى اكثر منه حسب ما شاهدناه وفي اكهر من مباراة فهو باختصار ليس كما سمعنا بأنه سوبر.
اما قمة المفاجئات باعتقادي كانت في القرعة التي لم ترحم دي لاسال في المجموعة الحديدية واعتقد ان دي لاسال لو كان في المربع الذهبي لكسبت البطولة اثارة اكثر وجمهور اخر رغم ان البعض قال لي ان الاثارة ان تصل فرق جديدة ..وما المانع ...لعلى القادم خير.