الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

أما آن الأوان يا سيادة اللواء ...؟! * بقلم : جواد غنام

نشر بتاريخ: 19/03/2011 ( آخر تحديث: 19/03/2011 الساعة: 17:45 )
لقد أصاب كبد الحقيقة بل ووضع يده على الجرح الأخ هاني الحلبي في كلمته المنشورة يوم السبت في القدس الرياضي ، عندما قال انه لا بد من التغيير ، واضعا أول التغيير في رؤساء الاتحادات الذين أكل الدهر عليهم وشرب واتخذوها مملكة لذويهم ، وعندما يقول يجب استبدالهم بدماء جديدة واضعا شرطا مهما في هذه الدماء وهو أن تكون دماءً نقية ، واعتقد هنا أن الرجل يتحدث بمنطق استقاه من خلال خبرته الطويلة كمسئول لملف الاتحادات في اللجنة الاولمبية ، وما يعانيه من رؤساء الاتحادات بل ومن الاتحادات نفسها ، ولكن سأسمح لنفسي بتفسير الدماء النقية التي أرادها الحلبي ، فاعتقد أن الدماء المطلوبة هي التي لا تعاني من مرض الانقسام والتشرذم ، ولا تكون لمن يعانون من مرض إدمان الصحافة والبهرجة الإعلامية والمكاتب الإعلامية ، ولا تكون لمن عاشوا عمرهم في صومعة العزلة ومرض التوحد ، ليجدوا مناصبهم فرصة لشمات الهوى والخروج من صوامعهم إلى التحليق هنا وهناك على غير هدى كمن اصابه مس من الجنون ، ولا تكون دماءً لمن فقدوا البوصلة الوطنية واستبدلوها ببوصلة المصالح الشخصية الضيقة والجهوية النتنة والجغرافيا الاستعمارية المقيتة .

ولم يكتف الأخ الحلبي بذلك بل ذكر نقطة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها ، وهي نقطة المنشآت الرياضية ، وسأزيد هنا على ما قيل ، فحتى لو وجدنا رئيس الاتحاد الذي نريد ، ووجدنا كذلك مجلس الاتحاد الطموح والعملي ، فكيف لهذا المجلس أن يعمل دون أن يجد له موطئ قدم أو ارض صلبة يقف عليها ، وكيف لممارسي لعبة معينة أن يخرجوا ما لديهم من طاقات وإبداعات دون أن يجدوا الملعب النموذجي الذي يمارسون عليه لعبتهم ، وهنا فليسمح لي سيادة اللواء أبو رامي أن أقول له ما يختلج في نفسي دون تنميق للكلام أو تغليفه بكلمات المجاملة .

فأنت يا سيادة اللواء قدمت من جهدك وعرقك وصحتك للرياضة الفلسطينية ما لن تنسه الأجيال القادمة ، ولا داعي هنا لذكر الانجازات التي حققتها الرياضية الفلسطينية على يدك وفي عهدك لأنني لن أعطك حقك وسأظلمك ، ولكن ؟؟ اسمح لي أن أتساءل : أما آن يا سيادة اللواء أن تنظر بطرف عينك للرياضات الأخرى الموجودة في فلسطين غير كرة القدم ، فكلها في شوق لهذه النظرة ، واقصد هنا النظرة الجادة والعملية التي تبدأ من رئيس الاتحاد وتصويب مساره مرورا بمجلس الاتحاد وانتهاء بالمنشات الرياضية التي تقام عليها الأنشطة المختلفة .

فالمنشات الرياضية التي تقام الآن كلها تخص كرة القدم ، والدورات والبعثات التي تقام كلها كرة قدم ، حتى ضيوفك يا سيادة اللواء كلهم من أسرة كرة القدم ، ونحن نشد على يدك ونكبر فيك و لك ذلك لان كل ذلك في المصلحة الرياضية الفلسطينية ، ولكننا إلى جانب عشقنا لكرة القدم فإننا نهوى التغيير أيضا ، ونرغب في رؤية العاب أخرى في فلسطين تسير جنبا إلى جنب مع كرة القدم ، ونرغب أيضا أن نمثل فلسطين في ألوان أخرى من الرياضة ، واعتقد أنا شخصيا – إن جاز لي ذلك – انه آن الأوان أن نرى دعمك وجهودك لبناء صالات رياضية بمواصفات قانونية ولا أقول دولية ، علما أن الصالة الرياضية تحل مشكلة أكثر من لعبة في آن واحد ( كالطائرة واليد والسلة الريشة وحتى كرة القد الخماسية..).

في النهاية أقول جازما أن الرجل الذي عرّف العالم على الرياضة الفلسطينية من خلال كرة القدم ، بل واجبر الاحتلال على قبول واقع لم يكن ليقبله لولا صلابة حامل راية هذا الواقع ،لن يعجز عن رفد الجانب الآخر للرياضة الفلسطينية ، لذا اسمح لي سيادة اللواء أن أضع في يدك راية الرياضات الأخرى مع راية كرة القدم لتمضي بها جميعا ، لان أسرة كرة اليد والطائرة والسلة وغيرها من الألعاب تناشدك بلسان حالها القائل : أما آن الأوان يا سيادة اللواء ...؟؟؟!!! .