السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

جبهة التحرير الفلسطينية: حراك الشباب بداية الخروج من نفق الانقسام

نشر بتاريخ: 20/03/2011 ( آخر تحديث: 20/03/2011 الساعة: 12:28 )
بيروت -معا- نظمت جبهة التحرير الفلسطينية ندوة حوارية للقاء الضوء على سيرة الشهيد المناضل ابو العباس، خلال لقاء العضو القيادي في جبهة التحرير الفلسطينية عباس الجمعة مع المنظمات الشعبية للجبهة في مركز الغد الثقافي ـ التربوي في مخيم البرج الشمالي حيث استهل اللقاء بتوجيه التحية للشهيد القائد الرمز ابو العباس الذي قدم حياته من اجل فلسطين، وحيا دور الشباب في فلسطين الداعي لانهاء الانقسام الداخلي ، ونوه لأهمية صناعة المستقبل المتحرر من قيود الاستبداد و القهر والعبودية "، وشددا على اهمية التحركات الشبابية الفلسطينية واصفاً اياها ببداية الخروج من نفق الانقسام .

وقال الجمعة:" ان فارس فلسطين الشهيد القائد ابو العباس الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية وعضو اللحنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية سابقا من الشخصيات المهمة في تاريخ فلسطين لطالما حلم بالعودة الى فلسطين التي لم ترها عيناه من قبل ، هو ابن 'طيرة حيفا' هذه البلدة التي كان يحلم وهو في رحم أمه ببحاراتها وساحاتها وبيادرها، كان يحلم ببحرها الجميل وكهوف جبل الكرمل الشامخ، بدأ أبو العباس أولى خطواته في الحياة في مخيم النيرب الواقع على أطراف مدينة حلب السورية ، وشق الشهيد القائد الامين العام أبو العباس طريقه في الحياة بعد اللجوء على اثر النكبة وهو في حضن والدته الى مخيمات سوريا ، فدرس في مدارس وكالة غوث اللاجئين الابتدائية والاعدادية في مخيم النيرب في مدينة حلب ، ومن ثم انتقل مع عائلته الى مخيم اليرموك في دمشق ، وفي هذه المرحلة بالتحديد انضم الى صفوف جبهة التحرير الفلسطينية عام 1965 وزاوج بين التزامه النضالي ومواصلة دراسته الثانوية والجامعية فيما بعد في جامعة دمشق ، لقد كان شاباً ملفتاً للانتباه مفعم بالحيوية والاندفاع والشجاعة ، وعند انعقاد المؤتمر الرابع للجبهة في صيف عام 1973 انتخب أبو العباس عضواً في المكتب السياسي وأصبح ناطقاً رسمياً باسم الجبهة فيما لم يتجاوز عمره الرابعة والعشرين عاما، ورغم عضويته في القيادة الأولى للجبهة فقد شغل عضوية اللجنة العسكرية العليا نظراً لخبراته المميزة في هذا المجال والدورات العسكرية المختلفة التي تلقاها في الاتحاد السوفيتي ومن خلال موقعه هذا بدأ أبو العباس التفكير والتأمل لاستنباط أنجح السبل لمواجهة العدو الصهيوني وأسس لمدرسة قتالية نوعية بدأها في عملية الخالصة في 13 نيسان عام 1974 تلك العملية التي أدت الى مقتل 28 اسرائيلياً واستشهاد أبطالها الثلاثة وتتالى هذا النوع من العمليات الموجعة وكانت عملية الزيب وعملية نهاريا التي قادها الاسير اللبناني العربي المحرر سمير القنطار ورفيقه الاسير المحرر احمد الابرص واستشهاد فيها رفيقين ونابلس وبريختا وديمونا وبذلك كان أبو العباس المؤسس لهذا النوع من العمل الفدائي المقاوم والذي نطلق عليه الأن بالعمليات الاستشهادية التي اشرف عليها مع المناضل القائد سعيد اليوسف عضو المكتب السياسي الذي فقد اثناء الاجتياح الصهيوني للبنان صيف عام 1982 في جبل لبنان الاشم وهو يقاوم مع مجموعة من رفاقه العدو الصهيوني ، ولقد طور أبو العباس أساليب القتال مع العدو الصهيوني فكان أول من استخدم الطيران الشراعي والمنطاد في عمليات عسكرية ضد الصهاينة نجح بعضها وفشل البعض الأخر ، لقد قاتل العدو بشراسة في البر والبحر والجو .

واضاف الجمعة خلال تلك المرحلة برز أبو العباس كواحد من أهم القيادات الفلسطينية الفاعلة في الساحة الفلسطينية انتخب عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في المجلس الوطني السابع عشر المنعقد في عمان عام 1984 ، ومن ثم انتخب أميناً عاماً لجبهة التحرير الفلسطينية في المؤتمر السابع للجبهة عام 1985 ، وبعد تحمله المسؤولية الأولى في جبهة التحرير الفلسطينية وازدياد ثقل المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقه أصبح هاجسه أكبر بمواصلة تطوير وابتكار أساليب جديدة ومتجددة في المواجهة العسكرية مع الاحتلال فقد أصاب وأخطأ لكنه كان مثابراً الى أبعد الحدود أملاً في تحقيق حلمه بالعودة الى فلسطين مع ملايين اللاجئين من شعبه في مخيمات اللجوء والشتات ـ ورغم البعد الجغرافي عن الارض الفلسطينية ،ابتكر الشهيد القائد أبو العباس ومعه الشهيد القائد ابو العز وسيلة جديدة للوصول الى أرض الوطن رغم المسافات الشاسعة التي تفصله عنها فكانت عملية أسدود ' أكيلي لاورو ،وهنا ظهر النفاق الأمريكي والغربي عموماً بشكل جلي ، فقد اختطفت السفينة وعلى متنها أكثر من سبعمائة راكب من جنسيات أمريكية وأوروبية مما حدا بالحكومات الغربية الطلب من المصريين والتوسط لدى الشهيد ياسر عرفات لوضع حد لعملية الاختطاف وانقاذ أرواح الركاب السبعمائة وبالفعل فقد تدخل الرئيس أبو عمار شخصياً لدى أبو العباس وطلب منه انهاء عملية الاختطاف لوقف الهجوم العنيف الذي شنه الاعلام الغربي ضد الجبهة وضد منظمة التحرير الفلسطينية وعلى الفور توجه أبو العباس الى القاهرة ومن هناك الى بور سعيد وامتطى زورقاً صغيراً وأبحر حتى اقترب من السفينة حيث وجه أمراً للمقاتلين بوقف عملية الاختطاف واتفق مع الحكومة المصرية على انهاء العملية مقابل رسو السفينة في ميناء بور سعيد وتجهيز طائرة لنقل الفدائيين الأربعة وأبو العباس سوياً الى أي دولة يرغبون في التوجه اليها ، الا أن الولايات المتحدة الأمريكية وفي عملية قرصنة ارهابية فريدة من نوعها أجبرت الطائرة المصرية المقلة لأبو العباس ورفاقه من خلال طائراتها الحربية على الهبوط في قاعدة صقلية الأمريكية وحصل ما حصل.

وقال :"لقد أنقذ أبو العباس من خلال مبادرته الجريئة حياة سبعمائة راكب أمريكي وأوروبي انطلاقاً من موقف وطني ومبدئي وانساني عكس ماروج له الغرب واسرائيل حول أبو العباس ونعته بالارهاب هذا العداء الأمريكي المحكم لأبو العباس والذي استمر طيلة عشرين عاماً حتى اعتقل في بغداد وتم اغتياله في سجون الاحتلال الأمريكي ارضاءً لاسرائيل وانتقاماً من تاريخه الحافل في صراعه مع الاحتلال".

واشار انه في السادس عشر من نيسان عام1988 استشهد القائد الكبير أبو جهاد ' خليل الوزير ' على يد الموساد الاسرائيلي في تونس ولأبو العباس علاقة وثيقة مع الشهيد أبو جهاد فقد جمعتهما صداقة شخصية ونضالية وطيدة فمجال عملهما واحد والهدف مشترك والرؤية تجاه الصراع مع الاحتلال واحدة ومنذ لحظة استشهاد أبو جهاد بدأ أبو العباس يفكر بالطريقة المثلى للرد على هذا العمل الجبان الى أن توصل الى فكرة عملية القدس البحرية في الثلاثين من أيار عام 1990 والتي استغرق الاعداد لها أكثر من عام ، فقد اقتحمت ستة زوارق صغيرة مجهزة بالسلاح والعتاد الساحل الفلسطيني وعلى متنها ستة عشر مقاتلاً انتشرت على امتداد الساحل الجنوبي من تل أبيب حتى عسقلان واشتبكت مع قوات العدو في مواقع عسكرية مختلفة ضمن النقاط المحددة في مخطط العملية لمدة ثمانية عشر ساعة أدت الى مقتل عدد كبير من جنود العدو واستشهاد خمسة مقاتلين وأسر احدى عشر مقاتلاً.
واشار ان هذه العملية الكبرى قطعت الولايات المتحدة الأمريكية حوارها مع منظمة التحرير الفلسطينية ووضعت شروطاً لاستئناف هذا الحوار أهمها طرد أبو العباس من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وادانة صريحة من قبل ياسر عرفات لعملية القدس ، اضافة الى معاقبة جبهة التحرير الفلسطينية بسبب هذه العملية ، الا ان الرئيس الخالد ياسر عرفات رفض الاستجابة لهذه الشروط وبقي الحوار مع منظمة التحرير متوقفاً حتى انعقاد مؤتمر مدريد عام 1991.
وقال انه خلال انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في دورته العشرين عام 1991 في الجزائر قدم أبو العباس استقالته من اللجنة التنفيذية تسهيلاً لأي تطور سياسي يخدم القضية الوطنية الفلسطينية وتعقيباً على هذه الاستقالة قال ياسر عرفات في ختام أعمال المجلس وأمام جميع الحضور : أحيي باسمي واسم أعضاء المجلس الوطني أخي ورفيق دربي أبو العباس لأنه استقال من اللجنة التنفيذية من أجل شعبه ومن أجل فلسطين .

وحدد الشهيد القائد ابو العباس رؤية الجبهة الى ما بعد اوسلوا وهو الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية والتمسك بالثوابت الوطنية وقرارات الاجماع الوطني وبخيار المقاومة والكفاح المسلح وتحشيد الجماهير الفلسطينية بدون استثناء وذلك استجابة لطبيعة ومهمات مرحلة التحرر الوطني ، وترابط العمل الوطني الفلسطيني مع العمل القومي العربي، والذي يعكس رؤية الجبهة لخصوصية الصراع وموازين القوى وللبعد القومي كحاضنة للبعد الوطني، والسعي الى حشد أوسع إطار دولي لنصرة القضية الفلسطينية إلى جانب بعديها الفلسطيني والعربي، ونتيجةً لهذا الخط شكلت الجبهة وعلى مدار سنوات عنواناً جاذباً فكانت مدرسة ثورية استطاعت إقامة شبكة علاقات تحالفية واسعة النطاق.

عاد إلى فلسطين مع قيام السلطة الوطنية الفلسطينية ليشارك في أعمال مؤتمر المجلس الوطني الفلسطيني 1996 في غزة واعلن رفضه التوصيات على الغاء الميثاق الوطني ،ثم غادر بعد المؤتمر أرض الوطن حيث منعت قوات الاحتلال الصهيوني بقاءه في فلسطين فأقام في العراق الشقيق.
وفي هذه الفترة قدم الرفيق علي اسحق استقالته من صفوف الجبهة ووزعها على وسائل الاعلام ورغم كل المحاولات لعودته عن الاستقالة تمسك برأيه ، ومن هنا عقدت اللجنة المركزية للجبهة اجتماعا طارئا وانتخبت الرفيق عمر شبلي " ابو احمد حلب" نائبا للامين العام واضفت عدد من الرفاق الى اللجنة المركزية واعادة انتخاب المكتب السياسي وذلك وفقا لتوسعها الجغرافي ، ورسمت رؤية سياسية جديدة .

وفي العام 2002 صعدت الجبهة كفاحها المسلح ضد العدو الصهيوني في انتفاضة الاقصى وكانت عملية القدس الاستشهادية في 12/ 4 / 2002 والعديد من العمليات البطولية التي نفذتها كتائب طلائع التحرير الفلسطينية الجناح العسكري للجبهة .

واشاد الجمعة في مبادرة الرئيس محمود عباس واعتبرها خطوة إيجابية وصحيحة وشجاعة على طريق تجاوز الأزمة الفلسطينية وتجاوز حالة الانقسام التي استمرت طيلة خمس سنوات وهي أيضاً مبادرة مهمة في هذا السياق، من اجل تجاوز الانقسام وهذا يتطلب من الجميع التنازل لصالح المصلحة الوطنية.

وأكد أن هذه الخطوة تشكل فرصة ذهبية في ضوء حركة الشباب الفلسطيني التي بدأت يوم 15 آذار وشعاره "الشعب يريد إنهاء الانقسام"، وأنه يجب علينا استثمار المناخ العربي في التغيير بالمنطقة عبر العمل على استغلال هذا الظرف المناسب وإظهار الإرادة الفلسطينية الخالصة في هذه المرحلة دون التدخلات الإقليمية أو الدولية لأنه في ظل التغيير الذي حصل في المنطقة ضعفت التدخلات الإقليمية والدولية، وعلى الجانب الفلسطيني أن يبرهن أنه قادر على تجاوز أزمته وتجاوز حالة الانقسام من خلال إرادته الوطنية الخالصة.

واستنكر استمرار الاعتداءات على الصحفيين والشباب الفلسطيني واقتحام مقرات الوكالات والمكاتب الصحفية في قطاع.

واعرب عن تضامن الجبهة وقيادتها مع وسائل الاعلام ورفض سياسة تكميم الأفواه ، ومنع حرية العمل الإعلامي بما يتعارض مع المواثيق والأعراف الإعلامية وقانون النشر الفلسطيني.

ودعا الجمعة جماهير الشعب الفلسطيني للانخراط بالتحركات الشبابية والشعبية السلمية لإنهاء الانقسام.