الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الطيبي في العبرية: اذا جربتم العيش بمدينة عربية فلن تصمدوا اسبوعا

نشر بتاريخ: 20/03/2011 ( آخر تحديث: 20/03/2011 الساعة: 13:58 )
القدس- معا- ألقى النائب احمد الطيبي، نائب رئيس الكنيست ورئيس كتلة القائمة الموحدة والعربية للتغيير، محاضرة مطولة تبعها نقاش مفتوح وأسئلة أمام طلاب الجامعة العبرية في القدس وذلك بدعوة من منتدى طلاب دراسات الشرق الأوسط، وامتلأت القاعة بعشرات الطلاب من مختلف التخصصات واستمرت نحو ثلاث ساعات.

كما ألقى محاضرة أمام طلاب جامعة تل أبيب امام طلاب كلية الطب ، و كذلك شارك في ندوة نقاش في المركز متعدد المجالات في هرتسليا مقابل اعضاء الكنيست ارييه الداد ويوحانان بلسنر في إطار فعاليات أسبوع من المواجهات السياسية حول الرواية التاريخية.

وسُئل د. الطيبي عن انشغال النواب العرب بالقضايا السياسية الخارجية على حساب قضايا المواطنين العرب في اسرائيل فأجاب من خلال استعراض لعدد من القضايا التي عمل عليها وأنجزها مثل قانون تمثيل عربي في لجنة مفوضية خدمات الدولة لتكافؤ فرص العمل، وعمل لجنة التحقيق البرلمانية التي يرأسها لدمج العرب في القطاع العام، وقانون المهن الطبية المساندة، وتناول المواضيع الاقتصادية والبيئية والصحية للمواطنين العرب آخرها المنطقة الصناعية في الطيبة، وتحصيل الدعم للملاعب الرياضية، والتربية والتعليم والاماكن المقدسة. وقال" بالإجمال 80% من عملنا هو على قضايا المواطنين العرب في البلاد، ولكن ما يخرج للإعلام ولا سيما العبري هو فقط خطابنا السياسي المتعلق بالقضايا السياسية الخارجية ".

وفيما يتعلق بالخدمة المدنية وماذا يقدم المواطنون العرب للدولة أجاب د. الطيبي: " ان ربط هذه الخدمة بوزارة الأمن والخدمة العسكرية يجعلها مرفوضة علينا، نحن ندعم روح التطوع وخدمة المجتمع لدى شبابنا وشاباتنا ولكن ليس في إطار خدمة مربوطة بالسياق الأمني او العسكري.

اما الربط بين الواجبات والحقوق التي يتلقاها العرب فهو أمر لا علاقة له بالديمقراطية وينافي مبادئها الأساسية، هل فرنسا، امريكا او الصين مثلاً تشترط الخدمة العسكرية لمنح الحقوق المدنية للسكان؟ بالإضافة الى ذلك عندما نرى مثال القرى الدرزية التي يخدم ابناؤها في الجيش نرى ان أكثر الأماكن المتطورة فيها هي المقابر العسكرية، عدا عن ذلك فإن وضعها لا يختلف عن أي قرية او مدينة عربية أخرى بما تعانيه من تمييز ".

وعن العنف دار الحديث بين الطلاب والنائب الطيبي فقال " نحن نريد ونطالب الشرطة بأن تأتي لتجمع السلاح في بلداتنا العربية، ولكنها لا تقوم بهذا الواجب".

ثم وجه له احد الطلاب سؤالاً : " من منطلق كونك طبيب نساء كيف تنظر الى كثرة عدد المواليد لدى العرب ولدى اليهود المتدينين ؟" فأجاب د. الطيبي " ان اعتبار مواليدنا خطراً ديمغرافياً على الدولة هو أمر غير اخلاقي وعنصري، لا توجد دولة اخرى مثل اسرائيل فيها مختصون يعدون مواليد الاقليات كل يوم للتأكد من عدم كثرتهم. وفي كل الأحوال ، قال الطيبي مازحاً ، " عضو كنيست يهودي متدين لديه عادة نحو عشرة أبناء وأنا عندي ابنتان، فأنا على الأقل لا أشكّل خطراً ديمغرافياً ! " ةسط ضحك الجمهور وتصفيقه.

بالنسبة لعدم دخول الأحزاب العربية الى الائتلاف الحكومي وضح د. الطيبي : " لا نستطيع ان نكون شركاء في حكومة تشن الحرب على غزة، وتبني المستوطنات بدون هوادة، وتهدم منازل المواطنين العرب وتنتهج سياسة تمييز ضدنا..انها مسئوللية جماعية.. "

وفيما يتعلق بالحل للصراع الاسرائيلي الفلسطيني أجاب د. الطيبي: " لا أرى حلاً في السنوات القريبة، إن أقصى ما تعرضه الحكومة الاسرائيلية لا يصل إلى أدنى ما تقبل به السلطة الفلسطينية التي لا يمكن ان تتخلى عن الثوابت الوطنية".

وعن العنصرية والفاشية قال " انها متفشية في المجتمع الاسرائيلي وفي الكنيست ولا يخجل منها نواب اليمين ، هذه اكثر الدورات عنصرية وعداء للعرب، وإن كانت بدأت تجاهنا كعرب إلا انها ستتواصل لتشمل كل ما هو مختلف، وستصل الى فئات الاثيوبيين ثم المتدينين، وحتى اولئك الذين لا يوافقون الفاشيين على رأيهم من نفس حزبهم. هذا هو سيناريو تطور الفاشية الذي نشهده ويتطلب تعاوناً عربياً والقوى الديمقراطية في المجتمع اليهودي لإيقافه".

ثم توجه النائب الطيبي للطلاب اليهود في القاعة قائلاً :" اذا جربتم العيش في قرية او مدينة عربية مثل الطيبة بلدي فإنكم لن تصمدوا اسبوعاً واحداً بسبب تردي البنية التحتية والحواجز ومداهمات الشرطة وهدم المنازل. نطلب منكم ان تتفهموا الضائقة التي يعيش فيها المواطنون العرب ، لديهم شعور بالظلم وانعدام المساواة. أما على الصعيد القومي، فإن نضال العرب في إسرائيل ضد الاحتلال لا يلزم هجرتهم او طردهم من أراضيهم الى مناطق السلطة الفلسطينية. إنهم يجمعون بين العنصر القومي السياسي والعنصر المدني كونهم مواطنين يطالبون بالمساواة".

كما تطرق النائب الطيبي في سياق النقاشات الى المستوطنات بأنها تشكل عقبة في وجه أي تقدم في المفاوضات، وإن كان الحديث يدور حالياً عن تجميدها فهذا أمر مرحلي والقصد هو الوصول الى تفكيكها كلياً وإقامة الدولة الفلسطينية في حدود 67.

ووصف د. الطيبي الوضع الذي يعيش فيه الفلسطينيون حالياً بوجود المستوطنات والجدار الفاصل بأنه فصل عنصري بكل معنى الكلمة، الى درجة منع الفلسطينيين من استعمال الشوارع التي يتم شقها خصيصاً لخدمة المستوطنين بعد مصاردة اراضي الفلسطينيين.

وفيما يتعلق بالعرب في اسرائيل قال ان المطلب هو الاعتراف بهم كأقلية قومية وضمان حقوقهم بالمساواة على هذا الأساس. وعندما حاول احد الحضور استفزازه بأن وضع العرب في اسرائيل أفضل بكثير من الوضع في الدول العربية ، أجاب الطيبي: "انتم تقارنوننا بالعالم العربي وتقارنون اسرائيل بأوروبا ، وهذه ازدواجية في المعايير. ما دام الأمر كذلك فلتتم مقارنتنا أيضاً بالوضع في أوروبا. انا اقارن الطيبة ببلدة كوخاب يئير المجاورة وسخنين وعرابة بكرمئيل المجاورة وهذه هي المقارنة الصحيحة".

اما في القاسمي فقد شارك النائب الطيبي في يوم دراسي حول صحة المرأة واجاب على اسئلة الطلاب بهذا الخصوص وبالقوانين الطبية التي نجح في سنها.