الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

القطاع الممزق...... اقتتال بين السلطة وحماس في غزة وحشودات للاجتياح في شمال القطاع

نشر بتاريخ: 15/07/2005 ( آخر تحديث: 15/07/2005 الساعة: 13:31 )
بيت لحم- معا- فيما يشهد قطاع غزة حالة تصعيد غير مسبوقة منذ بدء الهدنة قبل خمسة اشهر, يبدو المشهد اكثر قتامة في ظل الحشودات الاسرائيلية الكبيرة على مشارف القطاع الشمالي والاحداث المؤسفة التي تقع في مدينة غزة بين عناصر الامن الفلسطيني ونشطاء حماس والتي اسفرت حتى الان عن وقوع ضحيتين من المدنيين واصابة عدد آخر بجراح.

وتتعرض مستوطنة سديروت في جنوب اسرائيل والمستوطنات داخل القطاع الى وابل من صواريخ القسام وقذائف الهاون الامر الذي دفع الجيش الاسرائيلي لحشد قواته المدرعة على مشارف القطاع الشمالية, حيث يقول الجيش ان ما يقوم به هو قسم من التحضيرات لامكانية شن هجوم في شمال قطاع غزة, لمنع اطلاق الصورايخ محلية الصنع باتجاه سديروت في الشمال.

وبينما قتلت امس مستوطنة اسرائيلية من صاروخ اطلق باتجاه احد الكيبوتسات المجاورة لمدينة سديروت انطلق اليوم العشرات من سكان المستوطنة في تظاهرات تندد بالقصف وتهاجم رئيس الحكومة الاسرائيلية ارائيل شارون وتتهمه بالهروب امام الصواريخ التي باتت تقتل المستوطنين حتى داخل حدود الدولة العبرية.

ووصل خوف وغضب المستوطنين الى حد مطالبة رئيس الحكومة شارون عبر شعاراتهم الى القيام بترحيلهم في اشارة الى عدم القدرة على الاستمرار في ظل هذه الاوضاع التي دائما ما تتجدد في كل هزة تتعرض لها العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية.

ويبدو ان مظاهرات المستوطنين سواء الغاضبين من القصف أو الغاضبين على رئيس حكومتهم بسبب خطة الانسحاب ستدفع شارون الى عملية واسعة في القطاع سيحاول من خلالها اقناع هؤلاء المستوطنين بانه قادر على فعل اي شيء ولكي يبريء نفسه من عار الانسحاب الذي يصفه به المتطرفون اليهود.

وبينما يحشد الجيش الاسرائيلي قواته شمال القطاع لشن هجوم على البلدات الفلسطينية فانه ايضا يحشد الياته في الجنوب ليزيد من سيطرة قواته على الاوضاع هناك, خاصة في ظل مهمة منع المستوطنين من الوصول الى مستوطنات غزة لمعارضة الانسحاب.

واليوم اعرب ضابط اسرائيلي رفيع لم تذكر وسائل الاعلام الاسرائيلية اسمه عن قلقه من ان الجيش لن يتمكن من تنفيذ خطة الانسحاب اذا بلغ عدد المستوطنين الوافدين الى مستوطنات غوش قطيف خمسين الفا, وهذا يعيد الى الاذهان المواجهات العنيفة التي وقعت بين المستوطنين وقوات الجيش التي اقدمت في فترات سابقة على اخلاء بعض المستوطنات المعزولة هنا وهناك.

وعلى صعيد الاوضاع الداخلية في غزة فإن السلطة الفلسطينة سارعت الى محاولة ضبط الامور بمنع خلية من كتائب القسام من اطلاق صورايخ القسام باتجاه المستوطنات الاسرائيلية الا ان رد فعل حماس العنيف ورفضها اجراء السلطة اشعل مواجهة كانت فتيلا لاحداث تصاعدت في القطاع امس واليوم لتسفر عن سقوط قتيلين احدهما طفل واصابة عدد آخر من المشتبكين والمواطنين.

وفيما تستمر الاحداث دون قدرة احد على اخمادها يتبادل المسؤولون في السلطة وحماس الاتهامات حول المسؤولية عن اندلاعها, وترفض حماس التهدئة الا بعد ان يستقيل وزير الداخلية والامن الوطني الفلسطيني اللواء نصر يوسف الامر الذي ربما سيضع السلطة امام خيار ان تكون او لا تكون, وسيسهم في اطالة امد المواجهة غير المحمودة فلسطينيا.

حركة الجهاد الاسلامي سارعت الى التذكير بسوء العاقبة ودعت اطراف المواجهة الى التهدئة ورأب الصدع مرتأية ان شارون هو المستفيد الاول والاخير من هذه الاحداث, وطالبت حركة الجهاد بعقد اجتماع عاجل لبحث المسألة ووضع حد للمواجهة.

وبينما مدينة غزة تشهد اقتتال الاخوة فان مدن شمال القطاع تقف حابسة الانفاس ترقب عدونا قادما وقتلا جديدا تحت جنازير الدبابات, والسؤال الان هل صراع السلطة سينهي حالة الوفاق التي دائما ارساها وعي الشعب الفلسطيني الرافض لكل المؤامرات؟ ام ان هذا الصراع سيكون شكلا جديدا من اشكال التفاهم المستقلبي بين قوى ترى في نفسها حاميا للشعب وسلطة ترى في نفسها ممثلا منتخبا لمصالح نفس الشعب؟.