كتب المحرر السياسي : اذا جاء صلح "حماس" و"فتح"؟!!
نشر بتاريخ: 21/03/2011 ( آخر تحديث: 22/03/2011 الساعة: 00:00 )
بيت لحم- معا- كتب ابراهيم ملحم - مع مرور اسبوع ، على اعلان الرئيس محمود عباس،استعداده التوجه الى غزة،لانهاء الانقسام، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، لم يتبين حتى اللحظة، الخيط الابيض من الخيط الاسود، من فجر ذلك اليوم المنشود ،الذي ينتظره الفلسطينيون،ليغادروا فيه عتمة الانقسام، التي دخلت عامها الخامس،بكل ما حملته لياليها الثقيلة،من مختلف انواع الهموم... هموم.... وضعت الشعب الفلسطيني،وقضيته العادلة ،امام ابتلاءات، لاسابق لمرارتها ،وحراجتها، في تاريخ النضال الفلسطيني.
وما من شك،ان اعلان الرئيس ،المحمول على ارادة الشعب الراغب في انهاء حالة الانقسام ، يجعل من مهمته النبيلة فرصة ،لاينبغي تفويتها، سيما وانها تاتي بعد اربع سنوات عجاف،ظلت خلالها المصالحة تراوح مكانها بين الاجندات،والتقاطعات ،والضغوطات، والاستدراكات .
ردود الفعل الصادرة عن حماس ،ان بالتصعيد العسكري المفاجيء باطلاق عشرات الصواريخ ،والذي تبنته كتائب القسام رسميا، وهي التي طالما عابت على الفصائل ممارسته لا بل وتوعدتها بالعقاب ،او تلك التصريحات الصادرة عن قيادييها في دمشق تقدم اشارات لا تخطئها العين، بوجود تباينات عميقة ،بين المستويين السياسي والعسكري في الحركة، وبين الداخل والخارج ، وهي تباينات تبدت علاماتها بالارتباك الذي بلغ حد الذعر من قبل بعض مسؤولي الحركة في دمشق ازاء مبادرة الرئيس التي جاءت استجابة لنداءات الشباب ،وردا على تحية باحسن منها قدمها السيد اسماعيل هنية .
ولعل اكثر ما يخشاه المعترضون من حماس على انهاء الانقسام هو خوفهم من النتائج التي قد تترتب على تلك الخطوة ،ليس اقلها الذهاب الى صناديق الاقتراع خلال بضعة اشهر ،صناديق تدرك الحركة انها لن تضحك لها كما ضحكت من قبل، بعد ان بان للخاضعين تحت حكمها، تغول سلطتها ،واتساع سطوتها، وضيق صدرها بالمعارضين لها، والمنتقدين لسياساتها،وهو ما عكسته الاعتداءات على المسيرات الداعية لانهاء الانقسام ، وما تخللها من ضرب للصحفيين، وكسر ايدي بعضهم، ومصادرة كاميراتهم .
تردد حماس، وارتباكها، ليس له سوى تفسير واحد ،هو عدم رغبتها بالزيارة اصلا،ومحاولتها تسميم الاجواء ،امام صاحبها، ليتراجع هو بنفسه عنها ، وهي ان ارادتها فلا باس ان تكون ،" زيارة دولة " او" زيارة عمل" تستمر ساعات او اياما يبرم خلالها الزائر اتفاقيات ،بهدف تعزيز التعاون المشترك وفق الاعراف الدبلوماسية المعمول بها بين الدول الشقيقة والصديقة ؟؟!!!! والا فما الذي يمنع الحركة من التقاط اللحظة التاريخية مستجيبة، لارادة الشعب ،دون تحفظات او اشتراطات،واستقبال الرئيس في غزة،باعتباره رئيسا للشعب الفلسطيني ،يتفقد رفح، كما يتفقد نابلس ،او جنين، ويستقبل في المنتدى ضيوف فلسطين .
فنجاح المبادرة يعني انتصار الوحدة على الانقسام ،والوطن على الاحتلال، والاجندة الوطنية الخالصة، على سواها من الاجندات الخارجية.
نجاج المبادرة يعني،ان نغمس اصابعنا في حبر الانتخابات، ونخرج ممثلينا من صناديق الاقتراع، في ربيع الثورات المتنقلة، في عواصم الامجاد العربية.
نجاح المبادرة ،يعني ،تصليب الموقف الفلسطيني امام الضغوطات، وتحصينه امام الاختراقات، وجعله عصيا على الاملاءات،وسحب الذرائع الاسرائيلية ، بعدم وجود شريك في المفاوضات.
نجاح المبادرة يعني عودة القطاع الى الوطن، وعودة الوطن اليه ،واقامة الدولة المستقلة،دولة الحرية، والكرامة، والعدالة الاجتماعية ،دولة فيها الجميع متساوون امام القانون ،يحتكمون الى الدستور ،فيما شجر بينهم ،ويلوذون اليه كلما ابهم بهم امر ،او دجا بهم خطب، او استبد بهم رأي.
واذا ما بقيت حماس على ترددها،فان الرئيس الذي لا مطمح له في التمديد ،ولا مطمع له في التوريث ، يحسن صنعا ان هو فاجأ شعبه بالقطاع هاتفا،معهم لانهاء الانقسام، وهادفا لطي صفحته الى الابد ،فارضا ذلك بهيبة الحضور ،فصاحب البيت لا يحتاج اذنا لدخول بيته.. "فاذا لم يات الجبل الى موسى فليذهب موسى اليه".