مواطنو الأغوار الشمالية يحتفلون بيوم المياه العالمي
نشر بتاريخ: 22/03/2011 ( آخر تحديث: 22/03/2011 الساعة: 11:37 )
جنين- معا- أحتفل مواطنو المضارب البدوية في الأغوار الشمالية بيوم المياه العالمي، في ظل شبح العطش الذي يلاحقهم.
وشهد تجمع الفارسية الذي تعرض للهدم أكثر من مرة فعاليات أطلقتها وزارة الإعلام ومجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين.
واحتشد أهالي التجمعات البدوية المجاورة لخربة الفارسية لينقلوا صور معاناتهم اليومية وتعطشهم للمياه، التي يسحبها الاحتلال من تحت أقدامهم، ليروي مزروعاته ويوسع مستوطناته.
وقال رئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية عارف دراغمة، إن أهالي التجمعات البدوية يتكبدون أقسى أنواع الظلم، فلم يكتف الاحتلال بسرقة معظم أراضيهم، لكنه ضيّق عليهم الخناق، وسرق مياههم، وباتوا محرومين من الحد الأدنى في الحياة الكريمة.
وشرح دراغمة واقع المعاناة التي يعيشها المزارعون والمواطنون والأطفال والنساء الذين يجبرون على قضاء ساعات طويلة في رحلة البحث عن صهريج للمياه، ويحصلون عليه بأثمان مضاعفة كثيراً.
وذكر مدير الحكم المحلي في طوباس طارق عمير أن وزارته تعمل كل جهد ممكن لتثبيت صمود المواطنين، معتبراً أن الحال القائم في الأغوار وبخاصة العطش والافتقار إلى شبكات مياه منتظمة لا يطاق، في الوقت الذي عكفت فيه الوزارة على التخفيف من الأزمة، لكنها تصطدم بإجراءات الاحتلال ومنعه المتواصل لتنفيذ مشاريع البنية التحتية وشبكات المياه في المنطقة.
وشرحت دلال دراغمة معاناة المرأة في الأغوار، التي لا تستطيع القيام بواجباتها المنزلية دون وجود منتظم ودائم للمياه، في منطقة شديدة ارتفاع الحرارة، وبجانب ظروف عمل في الرعي والزراعة تتطلب عناية ونظافة دائمة.
وقالت دراغمة إن النساء والأطفال والرجال لا يستطيعون تحمل انعدام المياه، مشيرة إلى أن أصحاب الصهاريج دفعوا في العديد من المرات مبالغ تجاوزت الألفي شيقل، لأنهن مروا من شارع(90) بجراراتهم الزراعية التي حاولت توفير الماء.
وذكر رئيس مجلس كردلة غسان فقها أن قريته ،غير المعترف بها إسرائيليًا، تتعرض للنهب في مياهها، إذ لا يُسمح لها سوى بالحصول على 5 أمتار مكعبة من الماء للبلد كلها في الساعة الواحدة. أما المستعمرات فتحصل على 17 نقطة للتزود بالماء من تحت أقدام المواطنين.
وقدم المزارع علان لافي شرحاً عن حقله الذي جف عشر مرات، بسبب انعدام المياه، ومنع الاحتلال حفر آبار للجمع، فقد خسر أشجار البرتقال والزيتون والنخيل والعنب، وجفت بيوته البلاستيكية، في المقابل يروي المستوطنون مزروعاتهم وأشجارهم.
وتحدث نساء ورجال وأطفال من تجمع المالح عن صعوبة العيش بدون مياه وسط درجات حرارة مرتفعة، وقال المواطن على سلامة الفقير إنهم لا يستطيعون الصمود في العطش، فهم يتحدون الظروف الصعبة وانعدام المساكن والكهرباء وشبكات الطرق والخدمات لكن يعجزون عن تحدي العطش.
وأشار مدير فرع الشمال في مجموعة الهيدرولوجيين سامي داوود إلى أن الاحتفال بيوم المياه العالمي في الدول المختلفة يجري كل سنة تحت شعارات مختلفة، لكن أهالي الأغوار لا يمكنهم استذكار هذا اليوم، لأنهم يحرمون من كل حقوقهم الأساسية.
واستعرض داوود مساعي المجموعة التي سعت إلى تنفيذ مشروعات مائية تحفف من الضائقة التي يعانيها المواطنون، عبر إنشاء برك اسمنيتية ومد شبكات وحفر آبار جمع.
وذكر الكاتب الصحفي عبد الباسط خلف إن وزارة الإعلام تهدف من وراء تنظيم فعاليات في المضارب البدوية إلى تسليط الضوء على المعاناة المفتوحة للمواطنين، الذين يصمدون رغم القهر والجفاف والمصادرة والمضايقات.
وقال إن الوزارة تخطط لإنتاج فيلم وثائقي يظهر حقيقة الواقع الأسود في الأغوار، حيث جفف الاحتلال الينابيع وسطا على المياه وحرم المواطنين من الحصول على أبسط حقوقهم الإنسانية، ليصار إلى نشره في كافة المحافل الدولية، لإظهار حقيقة ما يجري في الأغوار.