الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

محطات من دورينا...

نشر بتاريخ: 22/03/2011 ( آخر تحديث: 23/03/2011 الساعة: 13:09 )
بقلم: صادق الخضور

فرصة طيبة للتداول في عديد القضايا الرياضية وفرها اللقاء في الأمعري لعدد من الرياضيين والإعلاميين والإداريين حيث بدا واضحا أن هناك الكثير مما يمكن نقاشه وإبرازه.

الاستفتاء ..خطوة جيدة وجهد مبارك
في مستهل اللقاء الذي جمع نخبة من الرياضيين على هامش استفتاء وكالة معا مساء الثلاثاء استعرض الزميلان عمر الجعفري ومحمد اللحام وعدد من أعضاء لجنة الإشراف هدف الاستفتاء الذي تواصل الوكالة تنفيذه عبر لجنة متخصصة وعرضوا لمنهجياته، وآلياته، ومراحله، وقد بدا واضحا مدى الجهد المبذول للاستفتاء الرياضي الأكبر على مستوى الوطن في مراحله كافة تخطيطا وتنفيذا وصولا للإخراج النهائي والإعلان النهائي للنتائج في احتفالية مهيبة بإذن الله.

الاستفتاء ليس جديدا كفكرة، ولكنه نوعي من حيث الإجراءات والمضمون وإفراد حيّز لا بأس به لآراء الخبراء والمتابعين فعليا لدوري المحترفين،وهو نوعي من حيث محاكاته للإجراءات المتبعة في الاستفتاءات العالمية.

الاستفتاء فرصة لإعادة اكتشاف اللاعبين المبدعين في المراكز المختلفة،وفرصة للاحتفاء بالمواهب الكروية التي قد تكون متوافرة ولكنها تضيع في ظل تراجع نتائج الفرق التي يلعبون فيها،وهو فرصة لقراءة موضوعية لمستوى كل لاعب في دورينا،وخطوة في الاتجاه الصحيح .

وجود المدربين ضمن المستطلعة آراؤهم سيضمن وجود التخصصية وكذا وجود الإعلاميين،ومراعاة توفير ضمانات بأن يكون الرأي الاختصاصي حاضرا عبر مراحل الاستفتاء كفيل بالحد من المزاجية، فثمة مواهب كروية لا يختلف عليها اثنان، وثمّة لاعبون صنعوا الفارق لإبداعهم في شغل مراكز معينة،وهذه النقطة بالذات وأعني بها التخصص في بعض المراكز تفرض على المدربين والأجهزة الفنية توفير البديل المتخصص لا العشوائي وهو ما سيعكس ذاته على المستوى الفني للفرق في حال كانت هناك غيابات طارئة للاعبين معينين.

الاستفتاء بدأ وهو سيشكل حلقة من حلقات الحراك المعبّر عن الاحتفاء بالذائقة النقدية الكروية،وتجميع أكبر عدد ممكن من الرؤى الفنية المتخصصة،وكلنا أمل أن تعكس النتائج حالة من الوعي الكروي وتقدير المواهب في حدّ ذاتها بعيدا عن أية اعتبارات نادوية أو شخصية .

بقي أن نشير إن إشراك الجمهور في المرحلة التالية سيسهم في اتساع الأرضية التي تستند إليها الرؤى النهائية،فالجماهير المتابعة قادرة على رفد هذا الجهد،والمتابع للجماهير يلحظ أنها كثيرا ما تتمنى وجود لاعب ما في فريقها لإبداعه في مركز معين .

الاستفتاء كذلك إعادة اعتبار للاعبين في غير مركز الهجوم وهو يتجاوز النمطية السائدة التي تلقي الضوء فقط على المهاجمين والهدافين،فهو يتعامل مع المراكز جميعها في التشكيلة بالدرجة ذاتها من الاهتمام،ولهذا كان أقل ما يمكن التعبير عنه في هذه المرحلة التقدير الكبير للفكرة الرائدة التي تبنتها وكالة معا .

أبرز ما لفت الانتباه شمولية التخطيط للمراحل جميعها،والحرص على أن يكون الاستفتاء متناغما وحالة الحراك الكروي،والعزم على الإفادة منه لصالح تنظيم نشاطات أخرى مستقبلا.

على هامش الاستفتاء
نقاشات مختلفة بين ممثلي مختلف القطاعات الرياضية كانت على هامش اللقاء الذي احتضنه الأمعري، وأبرز ما تسيّد النقاشات تساؤلات عن غياب بعض الاتحادات، وأسئلة في الصميم عن دور وزارة الشباب والرياضة في المرحلة الحالية، وأثر توقف الدوري على زيادة مصاريف الأندية، ودور القطاع الخاص في دعم الحركة الرياضية في ظل القصور الواضح الفاضح على هذا الصعيد،ومستوى الأندية بين الثبات والطفرة ، والفرق بين الاعتماد على أبناء النادي أو الإفراط في الاستعانة بلاعبي التعزيز، وغيرها من القضايا.

كان الحديث ثنائيا أو في مجموعات، وكان الوقت محدودا، لكن القضايا التي طرحت على عجالة تستحق وقفات متأنية ومعالجات جذرية،وهو ما يستوجب المطالبة بعقد مؤتمر رياضي وطني ينبري لنقاش العديد من الملفات، وأعتقد أن اللجنة الأولمبية قادرة على تنظيم مثل هذا المؤتمر مع حشد أكبر مشاركة نوعية ممكنة ، أما التمويل فقد يكون -بل يجب أن يكون- من مؤسسات القطاع الخاص الواجب عليها معاودة مصالحة إسناد ودعم النشاطات ذات العلاقة بالقضايا التي تهم الشباب والرياضيين .

منتخبنا الوطني ...بالتوفيق
استهلال طيب وفوز بهدفين في باكورة لقاءات التحدي وأمام منتخب بنغلادش،ومشاركة ميمونة للمنتخب عموما ولمراد عليان أو دادو كما يحلو للجماهير مناداته، وقد أحسن مدرب المنتخب إذ استجاب لصوت المنطق وما فرضته حقائق الدوري من بروز نجم لافت كمراد عليان في تجاوز لما أفرضته تراكمات الانطباع من تواجد لاعبين معينيين في التشكيلة بشكل دائم دون تقديم مردود عبّر عن الأحقية في الاستمرار.

بالتوفيق للمنتخب في اللقاء الثاني صبيحة الأربعاء ..وسيكون الفوز أجمل هدية للجماهير التي تساند المنتخب في كل المراحل.

المنتخب بلاعبي الخبرة وبالإضافات الجديدة عاطف أبو بلال ومراد عليان والمصري وغيرهم من اللاعبين قادر على الذهاب بعيدا في هذه التصفيات،وقد بات تحقيق الأماني ممكنا أكثر من أي وقت مضى،فكل دعوات التوفيق للمنتخب في إطلالته الثانية في التصفيات آملين تحقيق فوز يضمن التأهل من المباراة الثانية .

ما يزيد من أهمية الفوز الذي تحقق أنه يعكس حالة من قدرة منتخبنا على مجاراة منتخبات يدرك العارفون بالشأن الكروي والمتابعون له أنها حققت قفزات نوعية في السنوات الأخيرة .

بعيدا عن منطق التشاؤم الذي غالبا ما يحكم نظرتنا لواقعنا الرياضي بما يغلفه من جلد الذات يجب أن تسود نغمة التفاؤل المغلفة بالاعتزاز بالنتيجة التي تحققت، فشكرا للجهازين الإداري والفني وشكرا للاعبين، وألف شكر للاتحاد بقيادة اللواء جبريل الرجوب الذي وفّر كل مقومات النجاح لمنتخباتنا الوطنية التي تسير في الاتجاه الصحيح بإذن الله .