الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل وفر رجال الشرطة الأمن للمعتصمين على دوار المنارة؟

نشر بتاريخ: 24/03/2011 ( آخر تحديث: 24/03/2011 الساعة: 20:09 )
رام الله- معا- أثنا عشر يوماً مضت، ولا يزال الحراك الشبابي المستقل يواصل اعتصامه على دوار المنارة، مطالبين بإنهاء حالة الانقسام بين شقي الوطن، ولكن قليلون انتبهوا لحجم التواجد الشرطي المدني في المكان، لتوفير الحماية للمعتصمين، وتنظيم حركة السير في وسط رام الله المكتظ دوماً.

قبل الاعتصام، كانت أعداد الشرطة المتواجدة على دوار المنارة متوسطة، وكانت تتباين في فترات اليوم، فكانت تكاد تكون غير متواجدة في ساعات الليل متأخرة، ولكن بعد بدء الاعتصام، بدا المشهد مختلفاً تماماً، فالتواجد الشرطي بات مهولاً، لا سيما في ساعات الليل، حيث الفعاليات المتنوعة للشباب المعتصم.

مدير شرطة محافظة رام الله والبيرة، المقدم عبد اللطيف القدومي أكد لمراسل "معا" أن الشرطة تقوم بدورها في توفير الأمن للشباب المعتصم على دوار المنارة منذ 15 آذار وبشكل مستمر ودائم وعلى مدار الساعة، وهذا ما يتطلب بذل المزيد من الجهد، ونشر القوة المناسبة بما يتناسب مع طبيعة الحدث، وبما يضمن توفير وتأمين الخدمة المطلوبة لقيام الشرطة بواجباتها على أكمل وجه تجاه جميع فئات أبناء الشعب الفلسطيني.

وقال إنه مكلف من مدير عام الشرطة اللواء حازم عطا الله بالإشراف المباشر على ما يحدث على دوار المنارة والاعتصام، والمتابعة المستمرة على مدار الساعة لتقديم الخدمة للشعب الفلسطيني وحماية الشباب، وأكد رضى الشباب عن أدوار الشرطة، ورأى أن الشباب هم أصحاب الحكم على هذا الموضوع.

وأكد المقدم القدومي أن طبيعة عمل رجل الشرطة تقوم على الواجب في تقديم الخدمة الملائمة للشعب الفلسطيني، فاقم من الإعباء الملقاة على كاهل الشرطة، وهو ما يتطلب بذل مزيد من الجهد وزيادة العبء على ضباط وأفراد الشرطة، من خلال فرز عدد أكبر من الضباط والأفراد لتسيير حركة المرور بما لا يعيق حركة المواطن، وبما لا يؤثر على الحركة التجارية في محيط دوار المنارة.

وأضاف أن هذا الوضع يتطلب أعباءً أكبر على الشرطة، من حيث زيادة عدد رجال الشرطة في المكان.

وقال المقدم القدومي أن تعليمات مدير عام الشرطة اللواء حازم عطا الله تؤكد دوماً على ضرورة تأمين وتقديم الخدمة الكاملة للمعتصمين بشكل دائم ومستمر بما يضمن أن تقوم الشرطة بواجباتها على أكمل وجه.

وحول التعاون مع الشباب المعتصم، أكد القدومي وجود تعاون مع رجالات الشرطة بشكل عام، وأكد وجود تفهم واضح لطبيعة عمل الشرطة، والإرهاق من الوضع، إلا أنه أكد أن هذا الأمر يعطي صورة إيجابية وحقيقية لطبيعة ثقافة الشعب الفلسطيني.

وشدد القدومي على أن الشباب المعتصم يقدر ويقيم الأدوار المتزايدة على كاهل رجال الشرطة في تقديم الخدمات على مدار الساعة لاستمرارية الاعتصام، إلا أنه اعتبر أن كل هذه الجهود هي واجب وطني على رجال الشرطة، الذين يوصلون الليل بالنهار لحماية المواطن وتوفير الأمن له.

وقال القدومي أن هدف الشرطة الأول والأخير هو نيل رضى المواطن والشعب عن دور وأداء الشرطة، وشدد في الإطار ذاته على أن الشرطة معنية بتطوير وتحسين آداءها بما يخدم مصلحة المواطن.

وأكد وجود مستوى رضى كبير من الشارع لأداء رجال الشرطة، مدللاً على ذلك بهتافات الشباب المعتصم التي تحيي جهود رجال الشرطة، والتي تعبر عن ارتياح الشباب للمعاملة التي تقدمها الشرطة في توفير الأمن والحماية للمعتصمين، وفي الوقت ذاته استمرار عجلة الحياة وحركة السير وسط المدينة.

وحول مدى تأثير زيادة عدد الضباط وأفراد الشرطة على دوار المنارة على تواجدهم في أماكن أخرى، قال المقدم القدومي: حين بدأت الاعتصامات عقدنا اجتماعنا الأول مع جميع مدراء الإدارات والضباط، وهم مسؤولون جميعاً في مواقعهم، فكان هناك تأكيد بأنه لا يجوز أن يؤثر ما يحدث في دوار المنارة على أداء الشرطة تجاه أبناء الشعب الفلسطيني، وعلى عمل الشرطة الاعتيادي.

وكونه مواطن فلسطيني، قبل أن يكون مديراً لشرطة المحافظة، أكد المقدم القدومي أن الشعب الفلسطيني يسعى إلى إنهاء الانقسام، والعودة إلى الوحدة الوطنية، كون الوحدة تصب في صالح القضية الفلسطينية، وتمنى أن تكون رسالة الشباب قد وصلت إلى جميع المعنيين.

وأكد أن مبادرة الرئيس واستعداده بالتوجه إلى غزة لم تكن استجابة فقط لمطالب الشباب، بل تأكيدا على حرص القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس على وحدة الشعب والقضية والمشروع الوطني.

على الجانب الآخر، يبدو شباب ما بات يعرف بالحراك الشبابي المستقل مرتاحين للتواجد الشرطي في المكان لتوفير الحماية لهم، ومساعدتهم.

حسن كراجة، أحد أبرز النشطاء في الحراك الشبابي أكد أن رجال الشرطة يقومون بدور كبير في توفير الحماية للمعتصمين، واثنى على التعاون الكبير مع الشباب المعتصم، وشدد على أن تواجد الشرطة في المكان يشعر الجميع بالأمان.

وطالب كراجة رجال الشرطة بضرورة التواجد الدائم بلباس عسكري مما يسهل تعرف المعتصمين عليهم، لا سيما في ظل تواجد أعداد كبيرة من رجال الشرطة باللباس المدني، ولكنه شدد على أن التعاون بين الجانبين مميز جداً.

ولكن كراجة أكد أن الشباب لا يفهمون أسباب تواجد أعداد كبيرة من سيارات الشرطة وتوقفها أمام الاعتصام مباشرة، وطالب بأن لا تتواجد هذه السيارات أمام المعتصمين.

وحول الأعباء التي بات يتحملها رجال الشرطة، في أعقاب الإعلان عن الاعتصام المتواصل، أكد حسن كراجة أن الشعب الفلسطيني في مجمله يريد أن يوصل رسيائل للعالم مفادها أن الشعب الفلسطيني يجب أن يتعاون مع بعضه، وكون الشرطة هي جزء من الشعب فبالتالي فهي مطالبة بتوفير الحماية والأمان لكل الشعب.