"أبو مازن" أطلع قادة حماس على مبادرته والرد عليها في غضون أيام
نشر بتاريخ: 26/03/2011 ( آخر تحديث: 27/03/2011 الساعة: 08:34 )
رام الله- معا- شدد الرئيس محمود عباس خلال لقاء جمعه مع وفد من حركة حماس في الضفة الغربية، اليوم السبت، أنه "لن يكون هناك سلام يحقق طموحات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وإجراء انتخابات دون إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية".
وبحث الرئيس خلال اللقاء مع وفد حماس المبادرة التي كان اعلنها قبل 10 أيام بالتوجه إلى غزة من أجل إنهاء الانقسام الداخلي وتشكيل حكومة وحدة من شخصيات مستقلة.
واطلع "أبو مازن" وفد حماس على تفاصيل مبادرته لإنهاء الانقسام بالتوجه إلى قطاع غزة فور موافقة حماس على المبادرة، وتشكيل حكومة من شخصيات وطنية مهنية مستقلة، تقوم بالبدء بالإعداد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني فلسطيني.
ودعا الرئيس إلى ضرورة التعامل مع المتغيرات التي تجري في المنطقة والتصدي بشكل موحد للتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني "في مقدمتها استمرار العدوان الإسرائيلي وتهديده بضرب قطاع غزة مجددا".
وحث بهذا الصدد على ضرورة التمسك بالتهدئة مع إسرائيل في غزة "من أجل قطع الطريق أمام الجانب الإسرائيلي للاستمرار في تهديداته، ومن اجل مواجهة الأوضاع الصعبة التي تواجه القضية الفلسطينية".
وفي لقاء خاص أجراء الزميل كريم عساكرة مع د. وصفي قبها وزير شؤون الاسرى الاسبق وعضو وفد حماس الذي التقى مع الرئيس، أكد قبها أن اعضاء الوفد خرجوا بانطباع يبعث على طمأنة حماس بشأن التصريح الذي ادلى به الرئيس أمام اللجنة المركزية لحركة فتح والذي قال فيه إنه ذاهب الى غزة لتشكيل حكومة مستقلة وليس للحوار.
وقال قبها إن الرئيس وضّح الأمر وأكد انه قصد من كلامه أن الحوار لن يبدأ من الصفر، وإنما سيبدأ من حيث وصل وسيتم البناء على ما تم الاتفاق والوفاق عليه بدءا من حوار القاهرة عام 2005 وكل ما اتفق عليه سواء باتفاقيات مكتوبة أو شفوية.
وبشأن الرسالة التي سلّمها رئيس المجلس التشريعي د. عبد العزيز الدويك للرئيس، أوضح قبها أن الرسالة التي سُلّمت للرئيس باسم الوفد الذي يمثل الشعب الفلسطيني، وليس المكتب السياسي لحركة حماس.
وعن مضمون الرسالة أكد أنها اشتملت على رؤية الوفد لبناء الثقة بين حماس وفتح، مشيراً إلى أنها تضمّنت جملة من القضايا التي اذا تم الاتفاق عليها فمن الممكن أن تحدث المصالحة.
ومن بين القضايا التي رأى قبها أنها هامة ونوقشت على مدار الساعتين اللتين أمضاهما المجتمعون، سبل تعزيز الديمقراطية واطلاق الحريات ووقف كافة المظاهر التي تسبب التوتر، مثل: الاعتقالات السياسية والمسح الامني وغيرها من القضايا التي من شأنها أن تزعزع الثقة بين الأطراف.
ورأى قبها أن الانطباعات الايجابية للوفد تمثل رسالة طمأنة لحماس، قائلا: إن ممثلي الشعب (يقصد الوفد الذي ضم اعضاء تشريعي ووزراء سابقين) يرسلون رسالة طمأنة لقيادة حماس بأن هناك نوعا من التوجه الايجابي، ونأمل من الجميع إعْمالُ حُسن النية للتوافق على الزيارة بما يكفل تحقيق المصالحة.
وتوقع قبها أن يكون رد حماس ايجابيا على دعوة الرئيس، منطلقا من الاجواء الايجابية التي خلّفا لقاء الوفد مع الرئيس، والمواقف السابقة لرئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية وحكومته وكذلك حركة حماس الذين رحبوا بمبادرة الرئيس وزيارته الى قطاع غزة.
من جهته، وصف عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي والقيادي في حماس الذي ترأس وفد الحركة للصحفيين اللقاء بأنه "إيجابي ومعمق"، موضحا أن حركته ستعلن خلال أيام موقفها من مبادرة عباس.
وذكر دويك أنه سلم الرئيس عباس رسالة من الوفد تناولت قضايا المباحثات التي تناولها اللقاء، من دون الكشف عن مضمونها.
ودعا إلى تذليل العقبات أمام جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية وإتمام زيارة الرئيس إلى غزة "لأن هذه الزيارة أصبحت مطلبا شعبيا وجماهيريا ويجب أن يستجاب لها".
من جانبه، قال رئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد إن الاجتماع كان ايجابيا ومعمقا، وأضاف "حتى الآن لا توجد خطوات عملية من قبل حماس باتجاه تنفيذ رغبة الرئيس بالتوجه إلى غزة".
وأعرب في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية عن أمله بأن تزول كل العقبات والتصريحات السلبية التي صدرت حول مبادرة الرئيس، مؤكدا أن المهم الوصول إلى نتيجة عملية والتي لن تكون إلا بوصول الرئيس إلى غزة.
وأشار الأحمد إلى أنه رغم كل التصريحات السلبية لبعض الناطقين على لسان حماس حول مبادرة الرئيس، إلا أننا لم نيأس، وسنبذل كل الجهود بشكل مباشر وغير مباشر، حتى لو استعنا بأشقائنا العرب من أجل خلق الأجواء المناسبة لإنجاح المبادرة وإنهاء حالة الانقسام.
وشدد على أن الشعب الفلسطيني بأمس الحاجة لإنهاء آلامه نتيجة استمرار الاحتلال ونتيجة الانقسام في غزة، مؤكدا موصلة الجهود لوضع حد لهذه المعاناة وتذليل كل العقبات التي تقف أمام تنفيذ مبادرة الرئيس محمود عباس.
وأعرب الأحمد عن اعتقاده أن الحوار الذي جرى بين وفد حركة حماس والرئيس، يؤكد إصرار سيادته على المضي قدماً للوقوف على أرضية واحدة لمناقشة كافة الأمور بشكل واضح، من أجل إنهاء الانقسام.
وضم وفد حماس كلا من د. عزيز الدويك، وناصر الدين الشاعر، وسمير أبو عيشة، وعبد الرحمن زيدان، وأيمن دراغمة، ومحمد أبو طير، ووصفي قبها.