حسب تقرير سري امريكي: الحرب على لبنان تتسبب في زيادة اتساع الصدع في العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة واسرائيل
نشر بتاريخ: 05/09/2006 ( آخر تحديث: 05/09/2006 الساعة: 22:45 )
بيت لحم -معا- ذكرت مصادر اسرائيلية ان الرئيس الامريكي جورج بوش امر اجهزة الاستخبارات الامريكية على اختلاف انواعها وتخصصاتها بواسطة امر رئاسي سري اصدره منتصف شهر اب الماضي في اوج الحرب الاسرائيلية على لبنان ،بالتحقيق واعادة تقيم الوضع الداخلي الاسرائيلي ومدى حصانته الامر الذي تعتبره واشنطن من اهم عوامل اتخاذ قرار اقامة علاقات استراتيجية مع اي دولة في العالم .
وشملت جوانب الدراسة الامريكية مدى قوة الوضع الاسرائيلي الداخلي ومدى قدرتها على اداء وظائفها وقت الحرب اضافة الى قدرات الجيش الاسرائيلي التنفيذية .
واضافت المصادر ان الرئيس الامريكي طلب من اجهزته الانتهاء من وضع نتائج الدراسة خلال شهر ايلول مشيرة الى انها المرة الاولى منذ اقامة اسرائيل قبل" 58 "عاما التي يطلب فيها رئيس امريكي اجراء مثل هذه الدراسة الاستراتيجية .
واكدت المصادر انتهاء الاجهزة الامنية من اعداد الدراسة المطلوبة هذه الايام مؤكدة وضع نتائج قاسية جدا بالنسبة لاسرائيل امام الرئيس الامريكي .
وحدد الرئيس الامريكي حسب المصادر الاسرائيلية اهداف الدراسة بمعرفة فيما اذا نتج الفشل الاسرائيلي في لبنان عن اخطاء يمكن اصلاحها في استخدام القوة المتوفرة ام نتيجة عوامل عميقة التأثير تتفاعل داخل المجتمع الاسرائيلي .
وعزت المصادر الاسرائيلية سفر رئيس مكتب اولمرت "يورام ترويتش" ومستشاره السياسي يوم 5/9 الى واشنطن بصورة مستعجلة الى رغبتهما في الاطلاع على نتائج الدراسة الامريكية شديدة السرية ومحاولة طمأنة الرئيس بوش باستقرار حكومة اولمرت وانها غير معرضة للسقوط .
وشككت المصادر الاسرائيلية في قدرة رئيس الوزراء الاسرائيلي على الاحتفاظ بمنصبه لاربع سنوات قادمة او لثماني سنوات كما صرح اولمرت وقالت " اي رئيس وزراء اسرائيلي يفقد الثقة الامريكية الاستراتيجية لا يمكنه الاستمرار في منصبه مشيرة الى اتساع الصدع في العلاقات الامريكية الاسرائيلية الاستراتيجية مما يعني نهاية اولمرت كرئيس وزراء ".
وقال مصدر امريكي كبير عمل في اتمام الدراسة طلب عدم ذكر اسمه للمصادر الاسرائيلية التي سربت النبأ ان الرئيس الامريكي رغب في اجراء دراسة حقيقية تقدم اجوبة دقيقة على التساؤل" هل لا زالت اسرائيل حليفا سياسيا وعسكريا استراتيجيا قويا ومستقرا في منطقة الشرق الاوسط ؟ ام ان اسرائيل وجيشها فقدوا القدرة على لعب هذا الدور وان الولايات المتحدة لا تستطيع الاعتماد عليهما اكثر؟" .
ورفض المصدر الامريكي الكبير الافصاح عن اسماء الساسة وضباط الجيش الاسرائيليين الذين تسبب اداؤهم وقراراتهم اثناء الحرب باتخاذ الرئيس الامريكي لهذا القرار وكذلك رفض تحديد النقطة او النقاط التي اثارت شكوك الولايات المتحدة حول القدرة العملية للحكومة والجيش الاسرائيليين اثناء الحرب على لبنان.
واشارت المصادر الاسرائيلية الى ان الايام الثلاثة الاولى من الحرب كانت كفيلة في ان تتوقف وزيرة الخارجية الامريكية عن الاعتماد على اسرائيل والتعاون معها واخذت تبحث منفردة عن مخرج من الحرب واتخذت قرارها بالعمل مع الاوروبيين بهدف مساعدة واشنطن على ايجاد المخرج المطلوب .
واشعلت ايام الحرب الثلاثة الاولى حسب المصادر الاسرائيلية الضوء الاحمر في البيت الابيض واخذ صدع ثقة القيادة الامريكية في اداء الحكومة والجيش الاسرائيليين ووزير الدفاع ورئيس الاركان في الاتساع وشكلت الايام الثلاثة الاولى للحرب مفصلا حاسما في علاقات اسرائيل الاستراتيجية بالولايات المتحدة حيث استدعى الرئيس الامريكي وزيرة خاجيته وقال لها " تعالي نوقف هذه الحرب اذ لا يمكن لنا تحقيق الاهداف التي وضعناها لانفسنا بداية الحرب اي توجيه ضربة عسكرية غير مباشرة لايران مضيفا بان هؤلاء الاسرائيليين ليسوا كما كنا نعتقد ".