الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

نصر الله: لا خوف من فتنة مع السنّة ولا مشكلة مع السنيورة والاتصال مع الحريري لم ينقطع أما جنبلاط فهو من قطع معنا

نشر بتاريخ: 05/09/2006 ( آخر تحديث: 06/09/2006 الساعة: 00:09 )
بيت لحم- معا- شدد أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، على أولوية حماية إنجاز المقاومة، محذرا من وجود نية مسبقة لتشويه صورة النصر تدريجيا ودفع الآخرين الى الانفعال واحيانا الاستفزاز من اجل اضاعته نهائيا.

وقال في حوار سياسي أجرته معه صحيفة السفير اللبناني ان مسؤولية لبنان واللبنانيين الذين يعتبرون انفسهم شركاء في صنع هذا النصر من المسلمين والمسيحيين من كل الاتجاهات والطوائف والمذاهب والتيارات السياسية ان يعملوا على حفظ هذا النصر وعدم السماح بتضييعه في الازقة والزواريب المذهبية والسياسية والطائفية، معتبرا ان الحفاظ على النصر في اي مكان في العالم هو أصعب من صنعه لكنه في لبنان أصعب بكثير.

وإذ عرض نصرالله لنتائج وتداعيات النصر على الصعيد الاسرائيلي في المرحلة المقبلة، قال ان الجيش الاسرائيلي الذي كان أسطورة صار مثالا للفشل والضياع والارتباك، واشار الى ان الجيش الاسرائيلي استخدم في هذه المعركة كل شيء الا السلاح النووي ولم يتمكن من تحقيق أهدافه المعلنة بالقضاء على وبنيته العسكرية والصاروخية وبالافراج عن الجنديين الاسيرين .

وردا على سؤال حول إمكان أن تذهب اسرائيل الى حرب جديدة في المنطقة، قال نصرالله <هذا الامر يحتاج الى وقت طويل حتى لا أنفي الذهاب الى حرب جديدة، لكن باتجاه لبنان سيحتاج الاسرائيلي إذا أراد الذهاب الى حرب جديدة الى آلاف الحسابات وخصوصا إذا انتهينا في الوضع اللبناني بعد انتشار الجيش اللبناني و<اليونيفيل> الى وضع داخلي معقول ولم يمس سلاح المقاومة الذي هزم اسرائيل. وتحدث عن مؤشرات حول محاولة الاسرائيليين تفادي الاحتكاك بالسوريين وقال ان الاسرائيلي يحتاج الى وقت طويل للتفكير ليس بحرب جديدة مع لبنان بل حتى مع سوريا.

وقال نصرالله ان سياسة المقاومة تجنب المظاهر المسلحة جنوب الليطاني وسيكون الجيش اللبناني من خلال وجوده المباشر عند الحدود هو المسؤول عن التصدي لاي خروقات اسرائيلية وسوف يصبح دور المقاومة السرية مساندة الجيش. واعرب عن اعتقاده بانه لن تكون هناك اية مشكلة مع الجيش الوطني او اليونيفيل لان المقاومة صادقة في التزامها وانضباطها والقرار الصادر عن مجلس الوزراء حدد مهمة الجيش بالدفاع عن الوطن وليس نزع سلاح المقاومة او التجسس عليها ومداهمة الاماكن التي قد تحتفظ فيها بسلاحها.

وتوقع نصرالله ان يعود الوضع الداخلي الى حالة الاستقرار التي كان عليها خلال السنوات الست الماضية، ودعا الى استئناف النقاش حول الاستراتيجية الدفاعية بالاستفادة من التجربة الاخيرة، وقال ان المقاومة كانت بديلا لفراغ الدولة واذا اوجدوا الدولة القوية القادرة المقاومة التي تطمئن الناس وتحميهم يمكن ان يشكل ذلك مدخلا لحسم مصير سلاح المقاومة، واكد ان الحزب سيحتفظ بصواريخه كما احتفظ بها منذ العام 1996 حتى العام 2006 ولن تستخدم الا في حال حصول عدوان عسكري واسع على لبنان.

وردا على سؤال قال نصرالله <نحن خارجون الآن من الحرب ولسنا مستعجلين القيام بعمليات في <المزارع> ولكن يبقى ذلك حقنا ولا يجوز لاحد ان يقدم ضمانات وتطمينات امنية مجانية للاسرائيلي.

واشار نصرالله الى ان التضامن الانساني الذي حصل خلال الحرب لا مثيل له في تاريخ لبنان، ونرى فيه قيمة كبيرة جدا لا تقل اهمية عن التضامن السياسي. واكد انفتاح الحزب على كل الاوساط والبيئات اللبنانية بلا استثناء والحزب لم يقفل الباب في اي يوم بوجه احد وسياسته عدم مقاطعة احد حتى لو بلغ الخلاف السياسي ذروته. ونفى وجود اي مشروع خاص للشيعة. وقال ان من يدعون الانخراط في الدولة اليوم قاطعوا انتخابات العامين 92 و96 عندما شاركنا فيها وهم يزايدون علينا اليوم بالانخراط في مشروع الدولة، وعندما يقول <حزب الله> بوجوب قيام مشروع الدولة القوية انما يستند الى رؤية فكرية وفقهية وايديولوجية.

وردا على سؤال، قال نصرالله ان الحزب منفتح لترميم بعض العلاقات العربية وخاصة مع المملكة العربية السعودية وهناك اتصالات مع اكثر من بلد عربي حاليا وخاصة مع السعوديين عبر اصدقاء مشتركين ونأمل بان تتطور الى الامام، مشيرا ردا على ما قيل بان الايرانيين والسوريين يقفون وراء عدم تلبيته دعوة المملكة، ان الايام ستثبت ان حزب الله هو اكبر حركة استقلالية في تاريخ لبنان.

واذ توقف عند مكانة المقاومة المتأتية من خلال صمودها، قال ان حزب الله لا يطرح نفسه قائدا على مستوى الامة العربية والاسلامية ولا على مستوى لبنان ونريد ان تكون تجربتنا ملك الجميع لتأكيد انتصارهم، مشيدا بدور علماء الدين السنة والحركات الاسلامية السنية في العالمين العربي والاسلامي وخص بالذكر الشيخ يوسف القرضاوي ومفتي سوريا والشيخ محمد سعيد البوطي والمرشد العام للاخوان المسلمين في مصر الشيخ مهدي عاكف والشيخ الدكتور محمد سليم العوا، وقال ان احدى ابرز نتائج او تداعيات الحرب الاخيرة هي تحصين الساحة الاسلامية واضعاف مشروع الفتنة المذهبية.

واشاد امين عام حزب الله بمواقف الرؤساء الثلاثة اميل لحود ونبيه بري وفؤاد السنيورة وقال ان الرئيس بري تولى الادارة السياسية للمعركة وقد حرص الحزب على ان تبقى الحكومة متماسكة اثناء فترة الحرب وان يكون موقع رئاسة الحكومة قويا في مفاوضاته الدولية.

واوضح ان الاتصال غير المباشر لم ينقطع مع النائب سعد الحريري وفي الايام الاولى للحرب اطلق النائب وليد جنبلاط مواقف ايجابية بادلناها بالشكر لكن الامر لم يرق الى مستوى اعادة الاتصال الطبيعي الذي كان قائما قبل سنة بين الجانبين ولا مانع لدينا في اعادة الاتصال لان القطع لم يحصل من جانبنا في الاساس وشدد على متانة العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر.

وشدد نصرالله على متانة العلاقة مع الرئيس سليم الحص والجماعة الاسلامية والوزير السابق سليمان فرنجية واللقاء الوطني النيابي ومعظم القوى السياسية المصنفة في خانة الثامن من آذار ومع الاحزاب والاطر الوطنية التي شارك بعضها في المعركة وسقط لها شهداء.