الأربعاء: 25/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

جنين:الطلاق ومحاولات الانتحار سببه الاكتئاب وسوء الوضع الاقتصادي

نشر بتاريخ: 28/03/2011 ( آخر تحديث: 28/03/2011 الساعة: 19:46 )
جنين:الطلاق ومحاولات الانتحار سببه الاكتئاب وسوء الوضع الاقتصادي
جنين - معا - اوضح الرائد كامل علاونة مدير المباحث في محافظة جنين ان عدد محاولات الانتحار في المحافظة في العام الجاري وصلت الى 18 محاولة 4 منها أدت الى الوفاة، بينما بلغت في العام الماضي 53 محاولة انتحار، خمس منها ادت الى الوفاة، مشيرا الى اسباب الانتحار تعود الى الاكتئاب النفسي والمرضي العميق والظروف الاقتصادية والاجتماعية.

جاء ذلك خلال ورشة عمل حملت عنوان "الضغوطات النفسية واثارها السلبية على الفرد والمجتمع" نظمتها نقابة الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين بالتعاون مع دائرة العلاقات العامة والإعلام في محافظة جنين تحت رعاية محافظ جنين قدوره موسى.

شارك في الورشة محافظ جنين قدوره موسى ورئيس النقابة محمود أبوزيد وأمين سر النقابة ناصر صبيحات والأخصائية النفسية في النقابة وليلي حرز الله، ومدير المباحث الرائد كامل علاونة، وممثلين عن قسم حماية الأسرة في الشرطة وعدد من الأخصائيين النفسيين والمشرفين والمرشدين التربويين وجعفر نبهان من الشؤون الاجتماعية ومدراء العلاقات العامة في الاستخبارات العسكرية والأمن الوقائي.

وأكد المشاركون في الورشة على ضرورة الاستمرار في الأبحاث ونشر التوعية حول أسباب وطرق العلاج من الضغوطات النفسية التي يتعرض لها جميع أفراد المجتمع الفلسطيني.

بينما أكد محافظ جنين قدوره موسى على أهمية دور الأخصائيين التربويين والمرشدين في المجتمع على تقريب التواصل بين الأفراد، خاصة وان الشعب الفلسطيني يعيش وضعا خاصا بسبب وجود الاحتلال الإسرائيلي وما يمارسه من ضغوطات متعمدة على أبناء الشعب الفلسطيني لإثارة المشاكل الاجتماعية مشيرا الى ارتفاع في نسبة الطلاق من 3% إلى 18 % خاصة في السن المبكرة وارتفاع في نسبة الانتحار، داعيا نقابة الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين إلى تكثيف ورشات العمل التي تعمل على نشر الوعي بضرورة التعامل مع الضغوطات النفسية وحلها قبل تأزمها.

وقال رئيس النقابة أبو زيد أننا في فلسطين عامة وفي محافظة جنين تحديدا نتعرض لضغوط يومية ومن مصادر مختلفة، كما ان الضغوط الخارجية تلاحقنا في البيت والشارع أو العمل أو الدراسة أو التعاملات المالية وتسبب لنا بعض الأزمات تقف عاجزين أمام حلها ، وربما تتعقد هذه الضغوطات وخاصة الاجتماعية منها .

وتساءل أبوزيد هل الضغوطات النفسية هي سبب ازدياد حالات الانتحار التي تشهدها المحافظة في الآونة الأخيرة أم ماذا؟ مبينا أهمية عقد مثل هذه الورشة لاستعراض الضغوط الحياتية بأنواعها النفسية والاجتماعية والاقتصادية والأسرية وآثرها المتوقعة في حالة عدم وجود وسيلة أو آلية للتخفيف منها .

ومن جانبها قدمت الأخصائية النفسية ليلى حرز الله عرضا للشرائح تمحورت حول التعريف بالضغط النفسي والذي هو عبارة عن تحفيز للنفس أو إثارة أو قلق يدفع بالإنسان للتفاعل إيجابيا وسلبيا والتي تتحول إلى مرض نفسي إذا لم يتم علاجه .

وتطرقت إلى أسباب الضغوطات النفسية والمتمثلة في كبت الحرية في اتخاذ القرار والقلق من الحاضر والمستقبل وعدم تحفيز الآخرين والتشجيع لهم والتقليل من قدرة الفرد على العمل والعجز والكسل.

وأشارت حرز الله إلى أنواع الضغط النفسي بشقيه الإيجابي والسلبي واستيراتيجية التعامل مع الضغوط النفسية من خلال أهمية المعرفة الصحية عن الضغوط والكيفية الملائمة للعلاج .

من جهته استعرض مدير المباحث الرائد كامل علاونه دور الشرطة في التعامل مع الأفراد للتخفيف من الضغوط النفسية مشيرا إلى قيام الشرطة الفلسطينية بفتح أقسام تقوم بدور رئيسي في التعامل مع المواطن وأبرزها قسم التحقيقات الجنائية وقسم البحث الجنائي وقسم حماية الأسرة وقسم مكافحة المخدرات، مبينا أهداف هذه الأقسام الاعتناء بمشاكل المواطنين وتقديم الحلول.

وقد تميزت الورشة بحضور لافت لقسم الإرشاد في مديريتي التربية والتعليم في جنين وقباطية حيث أشار رئيس قسم الإرشاد صالح نعامنه من تربية جنين الى ما تقوم به المديرية من نشاطات للتخفيف عن التلاميذ من صعوبات قد تنعكس على الأداء خاصة القول بصعوبة المنهاج وغيرها من الضغوطات التي يتعرض لها الطالب كالقلق خاصة فترة الامتحانات والشعور بفقدان الأمن وأحلام اليقظة، وأشار الى سبل تعاون التربية في حل مشاكل التلاميذ في حالات الكآبة.

وأوصى المشاركون في نهاية الورشة بضرورة إيجاد خطة عمل متكاملة مع جميع المؤسسات المعنية بهذا الاتجاه للتخفيف من الضغوطات ضرورة التوعية مع أولياء الأمور ،وعقد ورشات عمل لهم عن آليات التعامل مع الضغوطات.

وأكدوا على الجلوس مع الجناة في أقسام التحقيق من قبل الأخصائيين النفسيين وفتح عيادات نفسية خاصة لمعالجة الحالات.

كما دعا المشاركون السلطة الوطنية تقديم منح للطلبة للتخفيف أعباء دراستهم خاصة الطب النفسي ، ونشر الوعي بين الأهالي للتوجه للعيادات والمراكز النفسية لكي يتخلصوا من المخاوف، عمل جلسات تفريغ للمرشدين التربويين والتركيز على دور الأسرة والتربية للتخفيف من الضغوطات وتحسين دور الإعلام للتعامل مع هذا الموضوع.