بركة: حكومة إسرائيل نسيت درس يوم الأرض
نشر بتاريخ: 30/03/2011 ( آخر تحديث: 30/03/2011 الساعة: 12:28 )
القدس- معا- أكد عضو الكنيست محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، اليوم الأربعاء، في الذكرى الـ 35 ليوم الأرض الخالد، على أن حكومة إسرائيل، كما سابقاتها، نسيت درس يوم الأرض، وتعتقد أن بامكانها الاستفراد وتصعيد هجومها الواسع على ما تبقى من ارض عربية، والمستهدف الأكبر في هذه المرحلة أراضي النقب، واستمرار تضييق الخناق على البلدات العربية، وفي المدن الفلسطينية الساحلية.
وقال بركة في بيان وصل"معا" "إننا في هذا اليوم نحيي هذه الذكرى الغالية على قلوبنا، وحيّة تنبض في وجداننا وضميرنا، فهذا اليوم الذي انطلق للدفاع عن الأرض، كان عمليا ذروة جديدة في تلك المرحلة، من معركة البقاء في الوطن وعلى أرضه، هذه المعركة التي نستطيع القول إننا انتصرنا فيها، ولكننا يقظين على الدوام لحقيقة أن هذه المعركة لم ولن تنته، طالما أن عقلية الاقتلاع والحرب والاحتلال تتملك المؤسسة الحاكمة في إسرائيل بكل اذرعها".
وتابع بركة قائلا "إن يوم الأرض لم يكن يوما عفويا، كما يحلوا لبعض المزيفين ومن يسعون لكتابة التاريخ بما يلائم وجودهم اليوم، بل كان ثمرة كفاح ونضال كلفت دماء وتجويع، على مدى أكثر من عقدين من الزمن، مباشرة بعد النكبة، إذ كان بموازاة خوض معركة البقاء في الوطن بكرامة وشموخ، كان ايضا بلورة جيل ما بعد النكبة، هذا الجيل الذي تثقف على شعر وأدب المقاومة والخطاب السياسي واضح المعالم، الذي قاده رفاقنا الأوائل، ووضعوا كل الأسس التي كل مازلنا نسير عليها".
وقال بركة،" إننا اليوم وبعد 35 عاما، مستمرون في المعركة على الأرض، لأننا لم نتوهم في أي يوم أن المعركة قد انتهت، على الرغم من أننا كنا نملك في العام 1948 نسبة 80% من الأراضي، واليوم نملك 3,5%، ورغم ذلك فإن حكومات إسرائيل ا تزال تجد ما يمكن سلبه، وعلى رأس مؤامرات السلطة الحاكمة، سلب مئات آلاف الدونمات في النقب، وحرمان أصحابها منها كليا، ومواصلة تضييق الخناق على البلدات العربية ومنع توسيع مناطق نفوذها، مما يوسع قائمة البلدات التي تواجه اختناقا سكانيا يدفعها إلى اتساع ظاهرة البناء من دون الحصول على التراخيص، وهذا ما يشكل ذريعة هشة مفضوحة لتكثيف سياسة تدمير البيوت العربية".
وأضاف بركة، إننا، وبموازاة توجيه أنظارنا إلى النقب، نركز أنظارنا نحو المدن الفلسطينية التاريخية الساحلية، اللد والرملة ويافا وعكا، بشكل خاص، التي تتصاعد فيها سياسة الاقتلاع وتدمير البيوت، ونقل عصابات المستوطنين العنصرية المتطرفة إلى هذه المدن، بهدف ترهيب أصحابها العرب، إلى جانب سياسية تضييق الخناق التي تمارسها السلطات ضدهم.
ودعا بركة قيادات الجماهير العربية والأطر السياسية الفاعلة في الشارع الفلسطيني في البلاد، إلى أن تبدي نضجا في استيعاب الأخطار المحدقة بنا في هذه المرحلة بالذات، التي نواجه فيها استشراس العنصرية من سن قوانين وحياكة سياسيات خطرة، وهذا ما يتطلب منا أن نتصدى بوحدة صف حقيقية وبمسؤولية تاريخية.
وقال بركة، إننا في هذه المعركة، معنا أيضا قوى ديمقراطية إسرائيلية صادقة، وقفت إلى جانبنا على مدى سنوات طوال وهي تواصل وقوفها إلى جانبنا، وهذا التعاون النضالي الكفاحي، الذي يرتكز على قيم تعاون واضحة المعالم، بات اليوم أكثر إلحاحا، على ضوء تصاعد العنصرية.
وختم بركة قائلا، نحن أطلقنا المعادلة، التي قلناها دائما، وبالذات لمن يجب ان يسمعها من على منصة الكنيست بالذات: أننا هنا أصحاب البلاد، لم نهاجر اليها من اي مكان في العالم، ولن نهاجر إلى اي مكان آخر، وإذا كان من يريد فرض ضرورة هجرة جهة ما، فمن المؤكد أننا لن نكون نحن المهجّرين، والمؤسسة الحاكمة، تعرف تمام المعرفة أن إذا لديها مخططات لتكرار ما حدث في العام 1948، فسنحبطها وندوسها.