الهروات والاعتقال في شطري الوطن هما السمة الابرز ليوم الارض
نشر بتاريخ: 30/03/2011 ( آخر تحديث: 30/03/2011 الساعة: 21:16 )
الوطن-معا- تقرير لمراسلينا في رام الله وغزة- احيت الاراضي الفلسطينية (قطاع غزة والضفة الغربية) اليوم الذكرى الخامسة والثلاثين ليوم الارض الخالد، ولكن هذه المرة على واقع مختلف عندما قمعت ومنعت الاجهزة الامنية في شطري الوطن المتظاهرين الفلسطينيين من الخروج في مسيرات وقامت بالاعتداء عليهم واعتقال عدد من المتظاهرين.
في غزة
فرقت مجموعة تابعة للشرطة المقالة بالهراوات ومواد رشوها بالأعين تظاهرة انطلقت من جامعة الأزهر ظهر اليوم الاربعاء نحو ميدان الجندي المجهول وسط مدينة غزة منددة بالانقسام وفي ذكرى يوم الأرض.
وقال إحسان أبو شرخ أحد نشطاء حملة "الخامس عشر من آذار لإنهاء الانقسام" إن قرابة 500 طالب وطالبة نظموا أنفسهم بشكل تلقائي في جامعة الأزهر وخرجوا إلى الشارع رافعين شعارات تطالب بالوحدة في يوم الأرض وتندد بالانقسام إلى جانب العلم الفلسطيني .
واضاف ابوشرخ لـ"معا" أن جيبات تابعة لشرطة المقالة لاحقت الشباب وقامت بالاعتداء عليهم بالضرب بالقرب من مفترق الطيران بشارع الثلاثيني بغزة وقامت برش مادة " بخاخ بالعيون" مما أصاب بعض الشباب بينهم الشاب إياد طه.
وكانت شرطة المقالة قد أكدت أنه لا ترخيص لأي تظاهرة اليوم الأربعاء بمناسبة يوم الأرض، سوى تظاهرة واحدة تشمل الفصائل والقوى الفلسطينية.
وقال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني خلال حديثه لنشرة أخبار شبكة "معا" الإذاعية أن مسيرة شبابية إنطلقت من أمام جامعة الأزهر في مدينة غزة، مرددة هتافات تطالب بإنهاء الانقسام وتدين الاعتداءات الإسرائيلية في غزه وتواصل الاستيطان في الضفة، وعند تقاطع منطقة الطيران أعترضت قوات من أمن المقالة المسيرة وانهالت على منظميها والمشاركين فيها بالهراوات، وقامت باعتقال عدد من الناشطات عرف منهم، كلارا العوض ونهى وجيه وسماح الريفي، واقتادتهم إلى معتقل أنصار غرب غزة.
من جهتها دانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين الاعتداءات المستمرة على الصحفيين الفلسطينيين من قبل أجهزة أمن المقالة بغزة في تعد صارخ وواضح على حرية الصحافة.
واستنكرت نقابة الصحفيين قيام امن المقالة بغزة الاعتداء على الزميلة الصحفية وسام ياسين مراسلة قناة الحرة ومصادرة جهاز المحمول الخاص بها وتكسيره، واحتجاز الزميل ممدوح السيد مصور قناة العربية ومنعه من التصوير أثناء تغطيتهم لمسيرة للحراك الشعبي في ذكرى يوم الأرض.
ودعت نقابة الصحفيين منظمات حقوق الإنسان والاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب للضغط على الحكومة المقالة بوقف الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون بغزة.
في رام الله
وعلى ذات الصعيد قامت قوى الأمن الفلسطينية باعتقال شابين حاولا رفع علم فلسطيني على مقربة من مستوطنة "بيت ايل" شمال رام الله، وذلك خلال المسيرة التي شارك فيها العشرات عند مدخل رام الله الشمالي، في حين حالت قوى الأمن دون وصول عشرات المتظاهرين غالبيتهم من طلبة مدرسة الفرندز من الوصول إلى مكان المسيرة، التي نظمت في إطار إحياء الذكرى الخامسة والثلاثين ليوم الأرض.
وكانت مسيرة انطلقت من دوار المنارة وسط رام الله نحو المدخل الشمالي للمدينة، ونجحت أعداد قليلة فقط من الوصول، وفوجئت بتواجد أمني كثيف للحيلولة دون وصول المسيرة إلى مستوطنة بيت ايل القريبة، في حين منعت القوى الامنية المشاركين في المسيرة الثانية من الوصول إلى المكان، من خلال نصب مجموعة من الحواجز العسكرية.
وأكد أنس البرغوثي، المحامي في مؤسسة الضمير، قيام قوى الأمن الفلسطيني باحتجاز شابين من المنتمين الى الحراك الشبابي المستقل بصورة غير مشروعة، ودون سبب وجيه وبشكل مخالف لأحكام القانون الأساسي وقانون الإجراءات الجزائية.
وبين أن الشبابين هما عثمان نخلة من مخيم الجلزون، وأحمد أبو قش من قرية أبو قش.
وطالب البرغوثي السلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية بضرورة احترام حقوق الانسان، والحريات الاساسية، والتقيد التام بما أوجبه القانون من اجراءات عند اجراءات القبض والتفتيش والاعتقال.
وأوضح :"أن أسباب الاعتقال كانت بسبب محاولة الشابين لرفع علم محاذي لمستوطنة بيت ايل، ولكن الأجهزة الأمنية المنتشرة بكثافة وعلى غير العادة اعترضت طريقهما، واقتادتهما الى جهة مجهولة".
وقال عصام بكر، منسق القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة أن الشعب الفلسطيني يحيي يوم الأرض وهو أكثر تمسكاً بأرضه ووطنه، وأنه منزرع في أرضه، وأن حملات التطهير العرقي والإبادة الجماعية الإسرائيلية لن تفلح في طرده واقتلاعه من أرضه، ويؤكد الشعب أن باق في أرضه ومتمسك بها من أجل انتزاع حقوقه الوطنية في دولة كاملة السيادة، ورفض الحلول الجزئية وأحادية الجانب، ومنها الدولة ذات الحدود المؤقتة.
وقال بكر أن الشعب الفلسطيني يوجه رسالة بضرورة إنهاء الانقسام الكارثي، والوصول إلى وحدة وطنية، تتصدى للمخططات الاسرائيلية الساعية الى تصفية القضية الوطنية، والعودة الى مخاطبة العالم بخطاب سياسي واحد، مفاده أن الكل الفلسطيني موحد من أجل إنهاء الاحتلال والاستيطان.
وأشار بكر إلى أن الانقسام يؤثر في مجرى حياة الشعب الفلسطيني بكل تفاصيلها وتعبيراتها، ومن ضمنها احياء ذكرى يوم الارض وباقي المناسبات الوطنية، لأن وحدة الشعب الفلسطيني هي عنصر هام من اجل خلق ثقافة جماهيرية تلتف حول الشعارات المرفوعة في هذه المناسبات وتحييها في وقت محدد.
وأكد أن القوى الوطنية والاسلامية لها برنامج بعد فشل الوثيقة المصرية والتوقيع عليها، وفشل كل المحاولات السابقة من أجل انجاز صيغة للوحدة الوطنية، والمطلوب العودة إلى صيغة فلسطينية فلسطينية من تجميع كافة الطاقات للوصول إلى وحدة وطنية حقيقية عبر تطبيق وتأمين مبادرة الرئيس بالذهاب الى غزة لتشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة لها مهمتين، الأولى اجراء الانتخابات في غضون ستة اشهر، والوصول الى معالجة الملفات العالقة بما فيها الامن ومنظمة التحرير الفلسطينية.
من جهته، أكد حسن كراجة، الناطق باسم الحراك الشبابي المستقل أن رسالة الشباب أن الطريق الى استعادة الارض تمر عبر تحقيق الوحدة الوطنية، من أجل تجميع القوى الفلسطينية لمواجهة الاحتلال.
وقال أن حالة الانقسام تجعل امكانية استعادة الأرض أمراً بعيد المنال، كون الانقسام يستنزف الحهود الوطنية في الفعاليات.