الجمعة: 27/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

نادي الأسير يدعو لجنة تقصي الحقائق الدولية معاينة ظروف الاسرى

نشر بتاريخ: 31/03/2011 ( آخر تحديث: 31/03/2011 الساعة: 14:42 )
رام الله- معا- دعا نادي الأسير الفلسطيني اليوم الخميس لجنة تقصي الحقائق الدولية الإسراع في معاينة ظروف الأسرى والاطلاع عن كثب على حقيقة الجريمة المُقترفة بحقهم.

وقد اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلية خلال شهر آذار المنصرم من العام الجاري 220 مواطنا في مختلف المحافظات و تركزت تلك الاعتقالات في محافظة الخليل التي اعتقل فيها أكثر من 110 مواطن كما شهدت قرية عورتا القريبة من نابلس اعتقال أكثر من 100 مواطن.

كما جرى في الوقت ذاته تمديد وتوقيف أكثر من 225 معتقل ورفع أحكام بحق أسرى كالأسير اياد عبيات الذي تم رفع حكمه من 21عاما إلى 3مؤبدات وتجديد العزل الإنفرادي بحق الأسير عاهد أبو غلمة لمدة عام .

وبين التقرير الشهري لنادي الأسير الفلسطيني أن قوات الاحتلال الإسرائيلية كثفت في الآونة الأخيرة من استخدام أساليب التعذيب بحق المعتقلين والتي تمثلت في تكسير الأطراف مثلما حدث مع الأسير مصعب الأطرش الذي جرى اعتقاله في قرية بيت أمر، إضافة إلى ضرب المعتقلين بأعقاب البنادق، واستخدام الألفاظ النابية والمشينة بحقهم، واتباع أسلوب جديد بحق الأسرى المعتقلين وهو التقاط صور لهم أثناء تعذيبهم بهدف اذلالهم والاستهزاء بهم.

ولفت التقرير إلى أن حالة الأسرى المرضى وتحديدا في مستشفى سجن الرملة ازدادت سوءا جراء سياسة الإهمال الطبي المتعمدة من قبل مصلحة إدارة السجون، فقضية الأسيرين عباس السيد و أكرم منصور والأسير والأسير خالد الشاويش اكبر شاهد على ما تقوم به سلطات الاحتلال اتجاه أسرانا من قتل بطيء ومتعمد لأسرانا .

وحول وضع الأسير السيد قال خلال لقاء محامية نادي الاسير الفلسطيني" بأن الوضع في عزلي سيء جدا رغم أنهم قاموا بنقلي إلى سحن مستشفى الرملة جراء وضعي الصحي المتدهور إلا أنهم لم يقدموا لي أي مساعدة طبية سوى أن الأطباء يتحدثون معي ويخبرونني أن الاستمرار بالإضراب سيترتب عليه انهيار الكلى والكبد وجسدي في أي وقت موضحين أنه لا يمكن التنبوء بالوقت الذي قد تحصل فيه هذه المضاعفات ولكن في ظل استمراري بالإضراب قد تحقق هذه النتيجة في أي وقت وأن احتمال أن تنهار الكليتين عندي هو 95% كما أبلغوني وهذا يشكل خطورة على حياتي " علما أن الأسير قد قام بانهاء اضرابه مساء الأمس وفقا لمصادر مطلعة .

وفي هذا السياق طالب نادي الأسير المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته اتجاه الأسرى والعمل على تطبيق القوانين والأعراف الدولية التي ينادي بها ، مشيرا بأن هنالك ما يزيد عن 1500 أسير مريض في سجون الاحتلال ، ونحو 135 أسيرا تجاوزت سنوات اعتقالهم في سجون الاحتلال أكثر من عشرين عاما ومنهم أربعة أسرى قضوا أكثر من ثلاثين عاما وهم كل من الأسير نائل البرغوثي، وفخري البرغوثي اللذين يدخلا عامهما الرابع والثلاثين في شهر نيسان من العام الجاري ، إضافة إلى كل من الأسير أكرم منصور والأسير فؤاد الرازم.

وبشأن معانات الأسيرات فقد وقف التقرير عند لقاء الأسيرة أرينا سراحنة مع والدتها وابنتيها حيث سمحت سلطات الاحتلال لوالدة الاسيرة ارينا نيكولاي سراحنة الاوكرانية الاصل وكريمتيها ياسمين وغزالة بزيارتها في سجن تلموند للمرة الاولى معا ، بينما منعت والدي زوجها الاسير ابراهيم سراحنه من الحضور في نفس الزيارة .

وافادت تقارير نادي الأسير ، ان والدة ارينا الاوكرانية وصلت الى تل ابيب مع حفيدتها ياسمين (12 عاما ) كريمة ارينا والتي تعيش معها في اوكرانيا بعد موافقة سلطات الاحتلال على السماح لهما بزيارة ارينا بينما منعتهم من زيارة منزل عائلة زوجها في بيت لحم ، مع العلم ان هذه الزيارة وهي الثانية لوالدة الأسيرة أرينا والتي استمرت 45 دقيقة فقط وفق القوانين التي تنفذها ادارة السجون .

جدير ذكر أن سراحنه قد اعتقلت في 22-5-2002 ، عقب اعتقال زوجها الاسير ابراهيم سراحنة الذي يقضي حكما بالسجن المؤبد 6 مرات اضافة ل 45 عاما ، وهي محرومة من زيارته .

وعقب التقرير على التصريحات التي أدلى بها رئيس لجنة الخارجية والأمن الإسرائيلي موفاز أثناء زيارته إلى سجن عوفر مطلع الشهر المنصرم بتحريضه على القيام بإجراءات وسن قوانين تعسفية تهدف للضغط على الأسرى من خلال حرمانهم من رؤية ذويهم ومنعهم من لقاء محاميهم تحت ما يسمى "قانون الإرهاب" الذي يعتبر جريمة تضاف إلى جرائم الاحتلال بحق أسرانا وشعبنا وتنفي السمة الإنسانية والأخلاقية لدولة إسرائيل التي تتغنى بها في المحافل الدولية.

ودعت الحركة الأسير في عدة بينات صحفية وصلت إلى نادي الأسير قيادات الفصائل والقوى جميعها إلى الانخراط فوراً والاستجابةً لنداء الجماهير في حوارٍ مُتواصلٍ ومُستمرٍ حتى يتمَ إنجاز الاتفاق الذي طالما انتظره شعبنا العظيم على أن يتمَ إنجاز المصالحة الوطنية في موعدٍ أقصاه السابع عشر من نيسان 2011 ذكرى يوم الأسير، معتبرين أن إنهاء الانقسام هي الهدية الأكبر والأجلَ التي ينتظرها من قياداتهم .

وفي نفس السياق قام عدد من الأسرى بالإضراب عن الطعام حتى انتهاءالاحتلال فقد أضرب كل من الأسير خالد أبو عجمية والأسير محمد السيد والأسير علاء دنديس من سجن النقب وعلى أثر ذلك قامت إدارة سجن النقب بنقل الأسير السيد إلى ريمون وأبو عجمية إلى نفحة وعلاء دنديس لعوفر . واعتبر نادي الأسير أن ما قامت به إدارة السجن دليل واضح وقاطع بنوايا الاحتلال الذي يعمل جاهدا من أجل إحباط ووأد أي محاولة سواء أتت من قبل الأسرى أو من أي جهة فلسطينية أخرى تسعى لإنهاء الانقسام .

واستذكر الأسرى يوم الأرض خلال بيان صحفي صدر عن الحركة الأسيرة "حيث أكد الأسرى أنهم يواكبون من داخل زنازينهم ما يجري على الأرض من استيطان واحتلال واغتصاب لحرمة هذه الأرض المباركة ليل نهار كذلك صورة الاعتداء الغاشم على روحهم المتمثلة في أرضهم فلسطين وصورة للاعتداء على الروح الساكنة بين أضلعهم من قبل السجان الحاقد و إنهم من هناك قابضون على الجمر لا يقيلون ولا يستقيلون بل دائبو على العقد الذي عقدوه منذ انطلاقتهم الأولى ".

وفي سياق آخر أورد التقرير بأن نادي الأسير الفلسطيني قام خلال هذا الشهر بمجموعة من النشطات والفعاليات الهادفة لمؤزارة ومساندة الأسرى وذويهم تمثلت بالتغطية الإعلامية للمستجدات والتطورات المتعلقة بقضية الأسرى وإصدار تقرير توثيقي شهري حول أعداد وظروف احتجاز الأسرى إضافة إلى تكريم المناضل جوناثان بولاك الذي اعتقل أكثر من40 مرة من قبل دولته لمساندته لشعب الفلسطيني كما كرم النادي أمهات الأسرى يوم 21 آذار .

مشيرا الى المشاركة الفاعلة في مؤتمر فيينا الذي جرى من خلاله نقل معاناة وظروف الأسرى وإيصالها إلى المجتمع الدولي . وفي هذا الجانب أوصى رئيس نادي الأسير قدوره فارس المجتمعون إلى عرض ونقاش قضية الأسرى والظلم الذي يتعرَضون له في جلسةٍ خاصةٍ للجمعية العمومية للأمم المتحدة، وتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية تزور سُجون الاحتلال وتطَلع عن كثب على حقيقة الجريمة المُقترفة بحق الأسرى والأسيرات، إضافة إلى تشكيل لجنة طبية للاطلاع على ملفات الأسرى والأسيرات ومُعاينتهم والكشف عنهم وإلزام إسرائيل بتقديم العلاج الطبي اللازم لهم، والضغط بكل الوسائل المُمكنة على إسرائيل من أجل إطلاق سراح الأسرى المرضى الذين هم في حالة خطرٍ شديدٍ وحياتهم مُهددةً، ليحظوا بفرصة علاج خارج السجن، وإلزام إسرائيل بتسليم جثامين الشهداء المُحتجزة منذ عشرات السنين إلى عائلاتهم وذويهم.

وأوضح التقرير في نهايته بأن نادي الأسير الفلسطيني وبالتعاون مع الجهات ذات العلاقة يعكف على تنظيم الفعاليات الخاصة لإحياء يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف يوم 17 نيسان في كافة محافظات الوطن .