الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

التخطيط والاصلاح * بقلم : مؤيد شريم

نشر بتاريخ: 31/03/2011 ( آخر تحديث: 31/03/2011 الساعة: 21:32 )
استكمالا ً لموضوع الحلقة السابقة والتي تطرقنا فيها عن دور التخطيط في صناعة المستقبل وفي ايجاد منظومة واعية لاحداث ثورة ايجابية في جميع مناحي الحياة ومنها الحركة الرياضية وما تتبؤ به بعض مؤسساتنا الرياضية من عجز واضح في صنع القرار بسبب احتكار الرأي وبطلان حق الاخرين في قول كلمتهم .

اننا نعرف جميعا ً دور التخطيط في صنع مستقبل بعيدا ً عن براكين وخزعبلات العشوائية والارتجالية التي تغوص في اعماق بعض النظم السائدة في مؤسساتنا .... فالتخطيط وسيلة علمية وعملية منظمة ومستمرة تحقق الغايات والاهداف سواء كانت بعيدة او قصيرة المدى في اقصر وقت باقل تكلفة وأقل قدر من الضياع .

التخطيط سلوك موجه يهدف الى احداث تغيرات ضمن نظم منظمة وواعية لاختيار احسن الحلول الممكنة للوصول الى اهداف معينة وغايات تحقق في ضوء امكانيات الحاضر والنظر الى المستقبل ضمن عملية ترتيب الاولويات تحت سقف الامكانيات المادية والقدرات البشرية المتاحة عندنا .

اننا نعيش في عالم سريع التغير ويواكب مظاهر التطور ويتمرد على الجمود والتقليد وهذا يتطلب منا وجود رغبة اصيلة لدى الجميع من رأس الهرم حتى اسفل القاعدة في تغيير الواقع واحداث نقلة نوعية في عملية الاصلاح والتخطيط والتغيير والتطوير والتحديث ضمن عملية متدرجة قابلة للتطبيق الميداني بالدرجة الاولى بعيدة كل البعد عن العفوية والعشوائية التي طالما ألتصقت بظهرانينا مداً من الزمن .

من هنا نقول انه ليس هناك غد أكثر اشراقا ًبلا تخطيط وليس هناك مستقبل أفضل بلا خطة وليس هناك تغيير منظم دون استراتيجيات وخطط قابلة للتنفيذ ويعتمد نجاح الخطة على مدى مشاركة الناس في وضعها وفي نقدها وفي تنفيذها مع وجود افراد على قدر عالٍ من المهارة والثقافة المهنية التي بأستطاعتها قيادة النهج التخطيطي الى سكة الانتصار .

الاصلاح ليس عملية عفوية بل هي عملية منظمة في المقام الاول ومن هنا تحتاج عملية الاصلاح الى التخطيط الاستراتيجي الواعي البناء الذي ينطبق من الواقع ويحلل اتجاهات الماضي وعدم القفز عنه ويهيء نفسه للمستقبل عن طريق دراسة سيناريوهاته واتجاهاته المحتملة .

ان الايمان المتزايد بالتخطيط والاهتمام العالمي به انما يدل على النظرة البعيدة المتفحصة لمستقبل زاهر وايصال حدودها عنان السماء وهذا يرشدنا الى ضرورة الاسراع في عملية الاصلاح الشاملة ولنبدأ بهذه الخطوات :

1- تشخيص الاوضاع القائمة : - وهذا يتطلب من حكماء الرياضة إعداد دراسة مستفيظة في تشخيص الاوضاع القائمة وتوظيف هذه الدارسة من أجل تصحيح المسير نحو استفاقة رياضية شاملة من خلال وضع ملف ساخن يتناول مواطن القوة ونقاط الضعف في جميع مناحي الحياة الرياضية .

2- رسم السياسة العامة جملة وتفصيلا ً : - وهذا الامر حتما ً سينقذ رقابنا من الذبح وسينقذ الوضع الرياضي والمؤسساتي في حدود سلتطنا من الغوص في مستنقع التواهن الذي نعيشه .... فلا غرابة ان ننفق الاموال ونجتربنا الايام والازمان دون ان نعلم الى ما ستؤول اليه الامور .

3- التحسين النوعي والاصلاح الفني : - يقال ان رجلا ً ذا همة قد أحيا أمة ولكن الغثائية التي تعيش في هذا الوقت قل لملمت جراحها وانتصرت فكم من مسؤول ينطق وكم من رئيس دائرة يفتي ولكن ليس في جعبتهم شيء لقد نصّبوا على امر لم يحكم التصرف فيه وآسوا فغشي عوم الناس الران بسبب تصرفعلية القوم.

فهل لآمست آذان القوم تلك الكلمات ؟ !