الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

معهد فان لير بالقدس يختتم سلسلة لقاءات حول الكتابة النسويّة العربيّة

نشر بتاريخ: 02/04/2011 ( آخر تحديث: 02/04/2011 الساعة: 01:10 )
القدس -معا- اختتم معهد فان لير في القدس سلسلة لقاءات امتدّت على مدار شهري شباط وآذار تحت عنوان "الكتابة النسويّة العربيّة". وفي لقائه الأخير الذي تمحور حول الكتابة النسويّة من وجهة نظر ناقدة، استضاف المعهد نخبة من النّاقدين والباحثين الذين تناولوا موضوع الأدب النّسائي العربي ووضعوه في مرآة النّقد والبحث، وهم: النّاقد والمحاضر د حبيب بولس، النّاقد والمحاضر د. نبيه القاسم والباحثة والمحاضرة هيفاء مجادلة.

وافتتحت اللقاء الدكتورة دوريت جوتسفلد، مركّزة هذه اللقاءات والنّدوات التي طُرحت باللغة العبريّة لدارسي الأدب العربيّ والمتخصّصين بالأدب النّسائي من المجتمعين العربي واليهودي.

وبعد التّرحيب بضيوفها، أشارت في كلمتها إلى أن بدايات الكتابة النّسائية العربيّة كانت مهمّشة ولم تحظَ باهتمام النقّاد الكافي؛ ومع مرور السّنوات، تحديدًا في الخمسينات من القرن العشرين، اختلفت نظرة النقّاد لهذه الكتابة على نحو كبير، فبتنا نجد اهتمامًا متزايدًا وجادًا أكثر بالإنتاج الأدبي النّسائي. ومع ذلك، فإننا ما زلنا نجد آراء مسبقة وصعوبات وقيودًا كان على المرأة أن تواجهها، حتى لو كانت الكاتبة مبدعة قد أثبتت جدارتها في الكتابة.

النّاقد حبيب بولس قدّم محاضرة بعنوان "تهشيم المرآة: الكاتبة رجاء بكريّة بنظر النّقد"، تطرّق فيها إلى رواية "امرأة الرّسالة" متعرّضًا لها أسلوبًا ومضمونًا.

وأكّد النّاقد مدى الجرأة التي تتحلّى بها الكاتبة، ومدى حرفيّتها الرّاقية في تناول موضوعاتها ومضامينها. وأشار إلى أن مثل هذا النصّ الذي يستوجب حرفيّة كبيرة من مبدعة، يستوجب أيضًا قارئًا متمرّسًا ماهرًا يجيد تمييز المفاتيح الأساسية للنصّ، بغية فهم طروحاته وأبعاده. كما أشار إلى أن نصوص رجاء بكريّة تغوص في عالم المرأة كاشفةً عن معالمها وأدقّ تفاصيلها.

أما النّاقد نبيه القاسم فقد تمحورت محاضرته حول "صرخة الجسد والرغبة في الحريّة: كسر العادات والتقاليد في الأدب النّسائي"، وفيها أكّد على التحوّلات الكبيرة التي طرأت على كتابة المرأة العربيّة، بدءًا من إصدار ليلى بعلبكي روايتها "أنا أحيا"، مرورًا بالأحداث المختلفة مثل حرب حزيران وهزيمة الجيوش العربيّة، والحرب الأهليّة في لبنان، هذه الأحداث التي كشفت عن العجز في المجتمع العربي وهزيمة الرجل العربي، وخروج المرأة لتحدّي القيود والعادات والتقاليد، لتكشف المستور من خلل في مبنى الأسرة والمجتمع وتتحرّر من كل القيود. وأشار في ورقته أن المرأة التي كسرت كل القيود والموانع وانطلقت نحو تحقيق الحريّة،لم تعرف أنها اختارت من الحرية فقط حريّة الجسد، هذه الحرية التي لا يوفّرها لها إلا الرجل الذي طالما ظلمها وعرف كيف يوقعها ويستعبد جسدها ويعيدها ذليلة إلى حظيرته من جديد.

الباحثة هيفاء مجادلة تطرّقت في محاضرتها المعَنْوَنَة بـ"هموم المرأة العربيّة كما تراها كاتبة كويتيّة" إلى الكتابة النسائيّة التي أثارت هموم المرأة وقضاياها، وعبّرت عن معاناتها، وذلك انطلاقًا، كما يبدو، من كونها تعيش في مجتمع ذكوري، فباتت تدرك أن القلم هو وسيلتها في إزالة الستار عن عالمها الداخلي، ونقل معاناته، محاولة البحث عن ذاتها، ونقل وجودها من حالة الصمت إلى حالة الكلام. واتّخذت الباحثة من الأديبة الكويتيّة ليلى العثمان نموذجًا، متطرّقة إلى أعمالها الأدبيّة الحديثة مضمونًا وأسلوبًا.

واختتمت المحاضرات بفتح باب النّقاش مع الحضور الذي أبدى اهتمامًا كبيرًا بما طُرح من محاضرات، وتنوّعت الاستفسارات والمداخلات التي أضفت ثراءً على جوّ اللقاء.