السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

محللون سياسيون: الثورات أتاحت للفلسطينيين طرح قضاياهم بجرأة أكبر

نشر بتاريخ: 02/04/2011 ( آخر تحديث: 02/04/2011 الساعة: 15:46 )
غزة- معا- قال محللون سياسيون فلسطينيون إن التغيرات الحادثة في الواقع العربي هذه الآونة، هي فرصة تاريخية يجب أن لا يضيعها الشعب الفلسطيني، مشيرين إلى أنها تستدعي أن يغير الفلسطينيون واقع سلوكهم وأدواتهم في إدارة الصراع مع الاحتلال.

جاء ذلك خلال ندوة سياسية نظمتها رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين أول أمس الخميس تحت عنوان "التحولات التاريخية في المنطقة العربية وانعكاساتها على القضية الفلسطينية"، وذلك في مقرها بمدينة غزة بحضور عدد من المثقفين والأكاديميين وممثلي الفعاليات الشعبية والفصائلية.

وقال المحلل السياسي أمين دبور "إن ما حصل في المنطقة العربية سيكون له تداعيات على العديد من الملفات الهامة مثل، ملف النظام العربي الإقليمي، ملف الصراع العربي الصهيوني، وملف المصالحة، وكذلك ملف منظمة التحرير وملفات الحصار والمقاومة والسلطة وتبادل الأسرى واللاجئين بشكل عام".

وأشار دبور إلى أن أهم ما حدث في الواقع العربي هو الثورة في مصر، وذلك بسبب ثقلها ودورها الإقليمي العربي والإسلامي الذي غاب لفترة طويلة ما أدى إلى تردي النظام الإقليمي العربي حسب رأي المحلل، ولكنه استدرك بالقول "إن الفلسطينيين والعرب بحاجة إلى رسائل تطمين وتهدئة من قبل مصر مثل، فتح معبر رفح بشكل دائم، وإيقاف ضخ الغاز المصري لدولة الاحتلال، وتصفية المشروع المشترك للإنتاج الصناعي".

وأوضح المحلل السياسي أن هذه التغيرات ستؤدي إلى تراجع التأثير الأمريكي في المنطقة وسقوط حل الدولتين نظراً لاهتزاز محور "الاعتدال" العربي، منوها بالقول "هذا يستدعي إعادة الاعتبار للحل الأساسي وهو الدولة الفلسطينية، والبدء بحل الأمور الفلسطينية الداخلية من منظور قائم على إعادة بناء منظمة التحرير على أساس المقاومة والتحرير والعودة".

عن السيناريوهات المتوقعة قال المحلل السياسي "إننا أمام واحد من خمس سيناريوهات مستقبلية هي أن تتجه إسرائيل نحو حسم القضايا النهائية المرتبطة بعملية التسوية بمنطق القوة، والثاني أن تقدم إسرائيل تنازلات من أجل تحصيل مكاسب، أو أن تنغلق على ذاتها، أو تقوم بضربات استباقية سواء في غزة أو لبنان، إما السيناريو الخامس فهو أن تنتهج مزيجا من السيناريوهات السابقة".

من ناحيته، أشار الكاتب والمحلل السياسي عصام عدوان أنه من المبكر أن ننتظر مواقف راديكالية تجاه إسرائيل من الأنظمة الثورية المقبلة، قائلا "من المتوقع أن تأخذ العلاقة مع إسرائيل منحى تدريجياً قد يستغرق فترة انتخابية من 4-5 سنوات، حتى نشهد تصعيداً حاداً تجاه إسرائيل".

مصرياً، أكد عدوان أن مصر تمسك الآن بملفات "خطيرة" مثل الحصار والورقة المصرية وتبادل الأسرى، موضحاً أن الثورة المصرية تقف اليوم إلى جانب مطالب الشعب الفلسطيني وترفض الانحياز في عملية الوساطة بين الأطراف الفلسطينية.

وعن الثورة في ليبيا، قائلا "إن نجاح الثورة في ليبيا سيفتح الطريق أمام مشاريع وحدة في الشمال الإفريقي يما يعزز دور مصر في مواجهة إسرائيل وحماية الفلسطينيين، ويعجل بالتنمية العربية التي تؤدي لامتلاك العرب قرارهم، وانعتاقهم من الهيمنة الأمريكية".

ونوه عدوان إلى أن أي إصلاحات سياسية في الأردن ستؤدي إلى إلغاء اتفاقية "وادي عربة"، مؤكداً أن هذا سيجعل من الأردن بلداً مسانداً للمقاومة الفلسطينية وداعما لقضاياه، إضافة إلى تفكك محور الاعتدال العربي لصالح محور الممانعة، حسب تعبيره.

أما على الصعيد اليمني، فقد علق بالقول "إن نجاح الثورة اليمنية سيجعل البحر الأحمر في أيدي ثورية وهو ما يشكل إزعاجا لإسرائيل".

وانتهى عدوان بالتأكيد على أن الأنظمة العربية أصبحت أكثر "تحسساً" لمزاج شعوبها، وأصبح لزاماً على الفلسطينيين طرح قضاياهم على الطاولة بجرأة استناداً إلى هذا المزاج "المتوثب".