الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

فروش بيت دجن لا تعيش الفصول الأربعة وهي بلا فرش وكهرباء وماء ومجاري

نشر بتاريخ: 03/04/2011 ( آخر تحديث: 03/04/2011 الساعة: 18:45 )
بيت لحم- معا- يعيشون كما أنهم في العصور الوسطى، وتبدو عقارب الزمن وكأنها ثابتة لا تتقدم بالنسبة لسكان قرية "فروش بيت دجن" النائية التي تقع إلى الجنوب الشرقي من نابلس شمالي الضفة الغربية، وتفتقد لأدنى مستويات البنية التحتية خاصة التيار الكهربائي المفقود فيها كليا فلا شبكة ولا حتى أعمده، ويتساءل أهلها ألسنا بشراً وأليس هناك عدالة اجتماعية.

فقرية فروش بيت دجن غريبة ومغتربة في القرن الواحد والعشرين وكأنها ليست منه وتنظر عليه من بعيد او القرن الحالي لا يعترف بها ولا يتعرف عليها، ففصول حياة الإنسان فيها ليست كالفصول الأربعة، فالصيف يزورها في غياب ساكنيها، فالصيف اللاهب لا تملك القرية مقومات إطفاءه.

واقع الحال

يقطن القرية التي بنيت منازلها من الصفيح وتصلها طريق ترابية ضيقة حوالي 1500 نسمة, فيما لم يتم حتى اليوم تزويدها بالتيار الكهربائي أو شبكة المياه او المجاري.

ويعتمد سكان القرية على الزراعة والرعي في حياتهم التي تبدو شديدة البؤس، ويشير مصطفى سلامة أحد القاطنين في القرية خلال مناشدة لبرنامج " على الطاولة " على أثير شبكة معا الإذاعية، إلى أن السلطات الإسرائيلية تمنع أي حركة لإقامة بنية تحتية في القرية، أو إيصال التيار الكهربائي اللازم لها رغم المساعي الكثيفة لسكان القرية، الأمر الذي يجبر سكان القرية على جمع فراشهم وحاجاتهم والرحيل الى الكهوف والمراعي والجبال ومغادرتها في رحلة صيفية يطول وقتها، لتبقى تواجه اشعة الشمس الحارقة بصفائحها غير الساترة من الحر دون قاطنيها.

الخروج من المأزق

محافظ نابلس اللواء جبريل البكري حل ضيفا على برنامج " على الطاولة "، مؤكدا أنه قام شخصيا بمخاطبة سلطة الطاقة لإيجاد ترتيبات يتم من خلالها تزويد هذه المنطقة بالكهرباء حتى يتمكن سكانها من البقاء في أراضيهم المهددة والتي يزحف عليها الاحتلال من كل صوب، مبينا أن كل المحاولات تصطدم بالمنع الإسرائيلي لإقامة مشاريع في المنطقة خاصة أنها تقع بالقرب من حاجز الحمرا، مطالبا كافة الوزارات المختصة بالاستثمار في هذه الأراضي وعدم إبقائها تحت رحمة الاحتلال.

من جانبه كشف مدير عام الحكم المحلي في محافظة نابلس خالد اشتية، أن هناك جهود تبذل لمساعدة السكان في هذه المنطقة، لكن الجهة الفلسطينية تبني والجانب الإسرائيلي يهدم، وعلى ذلك فان المخطط القادم يهدف إلى دمج سكانها في بلدية واحدة بالرغم من قلة عدد السكان في هذه المنطقة، وسيتم ذلك بهدف تعزيز صمودهم والحصول على الخدمات بشكل أفضل لأن المنطقة مصنفة ضمن اتفاقية أوسلو بالمنطقة(سي).

وبين اشتيه أن التمويل لخطوط الكهرباء متوفرة من قبل شركة الكهرباء لكن العائق يتمثل في معارضة مسؤول البنية التحتية الإسرائيلي لإقامة أي مشروع في هذه المنطقة، ولا يمكن تمديد كهرباء إلى فروش بيت دجن من القرى المجاورة خاصة منطقة الجفتلك أو المنطقة القريبة عين شبلي.

ويبقى موضوع بيت دجن ومثيلاتها من القرى الفلسطينية التي تعيش عصور ليست عصورها على طاولة النقاش مع جميع المسؤولين والوزارات، وصولا الى حل قد يحرك المياه الراكدة ويضخ الحياة في شرايين هذه القرى.