عيسى: تقرير غولدستون واقعة قانونية لا تخضع للتغيير أو المساومة
نشر بتاريخ: 04/04/2011 ( آخر تحديث: 04/04/2011 الساعة: 10:36 )
بيت لحم- معا- اعتبر الدكتور حنا عيسى خبير القانون الدولي بأن مقال القاضي غولدستون في صحيفة الواشنطن بوست والذي فيه يتراجع عن مواقفه السابقة بخصوص تقريره جاء تحت ضغط كبير مارسه يهود جنوب افريقيا من جهة وان هذا التغيير الحاصل في موقفه لن يغير في الواقع القانوني شيئا لان التقرير صدر عن لجنة متخصصة ولم يصدر عنه من جهة اخرى.
وقال عيسى في بيان وصل "معا"، إن تقرير غولدستون وبغض النظر عن الاقوال التي أدلى بها القاضي غولدستون لصحيفة الواشنطن بوست لا تغير من الامور شيئاً على اعتبار ان تقرير غولدستون حول حرب غزة وثيقة تاريخية هامة ونقلة كبيرة في سياق التقارير التي تدين اسرائيل التي قاطعت كل لجانه، مما أضعف موقفه أكثر وأكد مصداقيته وقوة معلوماته. ويضيف الدكتور عيسى قائلاً بأن تقرير غولدستون يكتسب أهمية خاصة لأن من أعده لجنة فنية دولية متخصصة بمشاركة ثلاث من أبرز خبراء التحقيقات الدولية من جهة وإن إعداد التقرير استمر شهوراً واطلع على أماكن العمليات والاف الوثائق واستمع لإفادات الشهود من جهة اخرى.
واضاف عيسى بأن أهم الملاحظات التي وردت في التقرير تفند خيبة الآمل الذي تحدث عنها غولدستون في مقاله الذي حاول أن يتهم مجلس حقوق الانسان بإنحيازه ضد اسرائيل، حيث أكد التقرير ارتكاب اسرائيل جرائم حرب، واسقاطه ذرائعها في هدم المساجد وقصفها بزعم استخدامها في المقاومة، وتسجيله تأكيدات واضحة أنها تعمدت قتل المدنيين ومهاجمة المستشفيات ومراكز الاغاثة، وتقديمه رصداً واضحاً لكافة الاسلحة الاسرائيلية المحرمة دولياُ.
وتابع عيسى قائلاً رغم الضغوطات النفسية التي مورست على القاضي غولدستون من قبل اسرائيل وبعض المنظمات الصهيونية العالمية إلا أنه يمكن استخدام التقرير لمقاضاة المسؤولين الاسرائيليين أمام القضاء الدولي لأن التقرير دقق بأرقام وتفاصيل ما يمكن تكييفه قانوناً كجرائم ضد الانسانية أولاً ولا ننسى دعوة غولدستون كرئيس لبعثة الامم المتحدة لتقصي الحقائق في الحرب الاخيرة على قطاع غزة الدول الاعضاء بمجلس حقوق الانسان الى تبني تقرير لجنته الذي خلص الى ارتكاب جيش الاحتلال الاسرائيلي جرائم حرب وربما جرائم ضد الانسانية خلال الصراع ثانياً ونفى غولدستون – الجنوب الافريقي والمدعي العام السابق لمحاكم جرائم الحرب في رواندا ويوغسلافيا السابقة – لدى تقديم تقريره أمام مجلس حقوق الانسان أن تكون للجنته اي دوافع سياسية، مشيراً الى أن بعثته المكونة من أربعة أعضاء تعرضت لوابل من الانتقاد بسبب النتائج التي خلصت اليها.
واختتم عيسى قائلا إن تقرير غولدستون يعد ضربة موجعة لاسرائيل وحاولت جاهدة لمنع تمريره، حيث أنه أكد في أكثر من فقرة انتهاك جيشها للقانون الدولي الانساني وارتكاب جرائم حرب أثناء العدوان على قطاع غزة.
لذا، فإن المقال الذي كتبه غولدستون في الواشنطن بوست لا يعتبر مرجعاً قانونياً، بل رأياً سياسياً عبر عنه بإرادته الشخصية تحت ضغوطات نفسيه تعرض لها في الفترة السابقة وسيتعرض لها مستقبلاً لتقديم المزيد من التنازلات الشخصية دون المساس بموضوعية وشفافية وحياوية التقرير نفسه.