الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حركة حماس ضحلة سياسيا ولا تهتم بمسألة الحرام والحلال في سياستها وهناك مخاوف حقيقية من بروز ظواهر طالبانية

نشر بتاريخ: 16/07/2005 ( آخر تحديث: 16/07/2005 الساعة: 12:41 )
غزة - معاً - في لقاء أجري مع عبد الله الإفرنجي عضو مركزية فتح ورئيس مكتب التعبئة والتنظيم في غزة كان الحوار التالي :

معاً : ما هي أبرز النتائج التي تمخض عنها اجتماع اللجنة المركزية الأخير لحركة فتح في العاصمة الأردنية عمان ، وما هو تقييمكم الشخصي لهذه النتائج ؟

عبد الله الإفرنجي :
جاء هذا الاجتماع بعد نحو عشرة أعوام كاملة لم تتمكن فيها اللجنة المركزية من الانعقاد الكامل لأعضائها ، ولهذا كانت التوقعات المتعلقة بنتائج الاجتماع كبيرة ، ونستطيع أن نقول بأن هذا الاجتماع يمثل نقطة تحول هامة في اتجاه إعادة ترميم البنية الداخلية لحركة فتح ، ففي مسألة انعقاد الاجتماع لم يكن هناك غضاضة في أن يرأس الاجتماع الأخ أبو اللطف ، ولم يكن هناك حرج من جانب الأخ الرئيس أبو مازن ، وهذه بالفعل خطوة سليمة لبناء المؤسسة .
أما بشأن القضايا والنقاط التي طرحت على جدول الأعمال فكانت على النحو التالي :
الصعيد السياسي : حيث تم الاتفاق على توحيد الخطاب الفتحاوي الداخلي والخارجي للقضاء على حالة الإرباك والتخبط في التصريحات ، وفي المواقف الخاصة بحركة فتح ، لأن وجود أراء متعددة داخل اللجنة المركزية خلف حالة من الإرباك والتخبط في الفترة الماضية ، ومسألة الاتفاق على توحيد الخطاب إنجاز كبير .

الصعيد العربي :
تم الاتفاق على تطوير العلاقات مع الدول العربية وخاصة مصر والأردن وسوريا ولبنان ، لما فيه صالح القضية الفلسطينية ، وتطوير العلاقات مع باقي الدول العربية على أرضية مبادرة ولي العهد السعودي التي أقرتها جامعة الدول العربية ، وتطوير العلاقات مع الأشقاء في دول الخليج العربي وأفريقيا .

كما تم الاتفاق على تطوير وتوثيق العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي وكذلك مع الجانب الإسرائيلي وذلك في اتجاهين :
الاتجاه الرسمي : ويشمل رئيس الوزراء شارون وأعضاء الحكومة الإسرائيلية للتعامل مع المطالب الفلسطينية بلغة واحدة موحدة .
الاتجاه غير الرسمي : أي مع القوى المحبة للسلام في إسرائيل ، ذلك لأن تطوير العلاقة مع هذه القوى يخلق حالة مساعدة في تحركنا مع المجتمع الدولي .


معاً : ماذا عن الشأن التنظيمي الداخلي لحركة فتح ، وكيف تعاطت اللجنة المركزية مع هذه الملف الشائك والمعقد ؟

عبد الله الإفرنجي :

فيما يتعلق بالشق التنظيمي ، فقد تم تسجيل كل نقاط الخلل والضعف داخل أطر الحركة حتى نستطيع أن نضع إصبعنا على الجرح ، والتعامل مع حالة الترهل التي تعاني منها مؤسسات الحركة من أجل النهوض بواقعها بأداء مشترك وبهمة عالية . واتفقت اللجنة المركزية على تأجيل المؤتمر السادس الذي كان من المقرر انعقاده في الرابع من آب أغسطس القادم ، والكثيرون يقولون أن هذا التأجيل هو هروب ، لكنني أقول بأن الجسم الفتحاوي بكافة مؤسساته غير مهيأ لعقد المؤتمر السادس ، لأنه في الخارج لم يهيأ الجسم الفتحاوي وفي الضفة والقطاع لم يهيأ الجسم كذلك لانعقاد المؤتمر ، إضافة إلى تزامن الموعد الذي كان مقترحاً مع موعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وشمال الضفة الفلسطينية ، وهذا أمر يتطلب استعدادات عالية ومكثفة من كل هياكل وأطر الحركة ، وأقول بأنه يتوجب علينا أن نقوم بعملية تهيئة للجسم الفتحاوي قبل انعقاد المؤتمر من خلال تجديد الدورة الدموية لأعضائه الذاهبون للمؤتمر من أجل أن يكون مؤتمراً ناجحاً ومميزاً .

كما ناقشت اللجنة المركزية مسألة ملء الشواغر فيها ، وكان هناك وجهتي نظر الأولى هي أن تملأ الشواغر من خلال التوافق بين أعضاء اللجنة المركزية .
والثانية هي الذهاب إلى المؤتمر وأجراء الانتخابات ، لأن المؤتمر يمكنه أن يأتي بقيادات جديدة وذات فعالية ، وهذا ما تم الاتفاق عليه بين أعضاء اللجنة ، وفي هذا الصدد تم تشكيل لجنة تحضيرية من سبعة أعضاء برئاسة الأخ (أبو ماهر غنيم ) مفوض التعبئة والتنظيم في الحركة ، وقد بدأت اللجنة اجتماعها بعد انتهاء عملنا في عمان وسيكون اجتماعها الثاني في الـ 25 من يوليو الجاري ، وسوف تأخذ بعين الاعتبار كل القرارات التي تم اتخاذها من قبل اللجان المتعلقة بعقد المؤتمر ، والإيجابية في نقل موضوع ملء الشواغر في الجنة المركزية إلى المؤتمر تتمثل في أن بعض الاخوة الذين يمكن أن لا يكونوا جزء من دائرة التوافق يمكن أن يحرموا من عضوية اللجنة المركزية وبالتالي فإن الأصوب أن يتمتع الجميع بنفس الفرصة داخل المؤتمر العام .


معاً : ماذا عن العلاقة بين السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية وبالتحديد الخلاف بين أبو مازن وأبو اللطف بشأن العلاقة بين وزارة الخارجية في السلطة والدائرة السياسية في م. ت. ف ؟

عبد الله الإفرنجي :

تم في الاجتماع بحث العلاقة بين مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية ، وتحديداً بين وزارة الخارجية والدائرة السياسية بمنظمة التحرير حيث تم حسم الموضوع لصالح تشكيل لجنة من كلا الجهتين بالتنسيق مع الصندوق القومي لدراسة حالات وأوضاع السفارات الفلسطينية في الخارج لوضع الحلول للمشاكل القائمة ، وإحالة من بلغ سن التقاعد من العاملين بالسلك الدبلوماسي إلى المعاش ، وتأمين وضعهم المادي بشكل جيد ، ثم ترفع القرارات للأخ أبو مازن والأخ أبو اللطف ، وهم أصحاب القرار في الحسم في هذا الموضوع .
وللأسف ، كان هناك مواقف سلبية أعلنها بعض الاخوة من المراتب المسؤولة في حركة فتح بشأن مقررات الاجتماع ، وبتقديري أن هؤلاء الأخوة لم يتمكنوا من قراءة نتائج الاجتماع ، ولم يمعنوا في القضايا والنقاط الإيجابية التي تم الاتفاق عليها ، وأقول أن الاجتماع كان نقطة تحول إيجابي وأتمنى على إخواني جميعاً في الحركة أن نقف ونتحاور داخل البيت الفتحاوي قبل أن نذهب للفضائيات ووسائل الإعلام ، وأختم بالقول بأننا استطعنا في هذا الاجتماع أن نضع أيدينا على الطريق الصحيح وفي الاتجاه الصحيح .
ومن النقاط الإيجابية الهامة لهذا الاجتماع هو حضور الملك عبد الله الثاني ورئيس وزرائه وعدد من الوزراء الأردنيين ، حيث كانت لفتة كريمة أكد فيها جلالة الملك على الدعم الأردني غير المحدود وفي كل المجالات للشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية .


معاً : تعاني حركة فتح من تعدد الأذرع العسكرية المسلحة ، كيف ستتعاملون مع هذه القضية في ضوء الانفلات الأمني وفوضى السلاح في المجتمع الفلسطيني ؟

عبد الله الإفرنجي :

بالتأكيد يوجد في قطاع غزة عدد كبير من الأذرع العسكرية المسلحة التابعة لحركة فتح ، والعمل جاري الآن على استيعاب جميع الحالات المقاومة ووضع قيادة عسكرية موحدة لهذه الأذرع ، وكل الأشخاص والكوادر التي لها علاقة بالأجهزة الأمنية والسلطة الفلسطينية يجب أن تعود للعمل في أجهزتها ، وتم اتخاذ قرار بهذا الخصوص مع مراعاة كل الجهود التي بذلوها على مدار السنوات الماضية . ولكن الأهم من ذلك هو ضرورة الانتهاء من حالة الفوضى الموجودة ، ويجب أن يكون هناك انضباط عسكري واضح ، ولابد من إعادة تأهيل وتدريب الكوادر العاملة في تلك الأذرع من أجل أخذ دورهم في حماية أبناء شعبهم ، ونحن بصدد إنهاء هذا الموضوع بالكامل ، والتقينا بالأخ الرئيس محمود عباس ونصر يوسف وزير الداخلية والأمن الوطني وتم الاتفاق حول هذه المسألة ، ونحن الآن بحاجة إلى التسريع بوضع الآليات لتنفيذ القرارات التي اتخذت على الأرض .
وفي السياق أشار إلى أن السنوات الماضية شهدت عملية تدمير كامل للمؤسسات الفلسطينية المختلفة ومقرات الشرطة والأمن .. مما أدي إلى غياب التدريب والتأهيل والانضباط في قوى الأمن .. هذا الأمر أدى إلى ضرورة أن تتكاتف كل الجهود من اجل محاربة كافة أشكال الجريمة التي ازدادت بشكل ملحوظ ووصلت إلى أرقام لا يمكن أن نتخيلها في المجتمع الفلسطيني ، علاوة على الفوضى الأمنية وانتشار السلاح وطغيان قوة العشيرة والعائلة على الساحة الفلسطينية والتي من شأنها تدمير النسيج الاجتماعي الفلسطيني .

وقال الإفرنجي إن هناك عدد كبير من القضايا والموضوعات الملحة على مكتب الأخ أبو مازن لاتخاذ قرارات حازمة فيها ، وذلك لأن التجاوب أو التساهل معها وعدم محاربتها بشكل سريع وفوري سوف يخلق حالة من الفوضى العارمة في الشارع الفلسطيني ، ولذلك يجب أن تتكاتف كل الجهود داخل الحركة من أجل القضاء على الجريمة ومحاربة كل الظواهر السلبية التي تسيئ لنضالنا الفلسطيني .


* معاً : أبدى العديد من المثقفين وبالأخص الشاعر الفلسطيني محمود درويش خشيته من بروز ظواهر طالبانية .. كيف تنظرون إلى تلك المخاوف ؟

* عبد الله الإفرنجي :

هذه المخاوف حقيقيةو مشروعة ، وتستحق أن يقف عندها الإنسان الفلسطيني خصوصاً ونحن نراها على الأرض مع ازدياد حالات القتل والجرائم التي ارتكبت مؤخراً في ظل فوضى السلاح والانفلات الأمني في الشارع الفلسطيني ،ومع الأسف لا يوجد برامج توعية لمحاربة تلك الظاهرة سواء من السلطة او من الفصائل القوى الوطنية وعلى سبيل المثال :ما يسمى "لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "، التي قامت بقتل الفتاة الفلسطينية (يسرى العزامي) والاعتداء على خطيبها بالضرب المبرح ، وقيام العديد من المجموعات والأشخاص بالاعتداء على النساء على شاطئ بحر غزة ، والاعتداء على التراث الفلسطيني وغيرها من المشكلات والتعقيدات التي تولد لدى المثقف الفلسطيني خشية من بروز بوادر طالبانية في غزة !! وهذا ما لا نريده ولن نسمح به ... لأننا نطمح لبناء مجتمع ديمقراطي حر قائم على التعددية السياسية والفكرية ، وهذا يتطلب أن نتحرك جميعاً وبشكل مدروس لكي لا نسمح بوجود تلك الحالات والظواهر في الأوساط الفلسطينية ، لأنها تهدد التركيبة الاجتماعية من خلال ممارسة الإرهاب ضد المواطنين وأصحاب الفكر والرأي ، ويكفينا ما عاناه شعبنا من ظلم واضطهاد وتعسف من قبل الاحتلال .


* معاً : ما مدى جدية العرض الذي تقدمت به حركة فتح لتشكيل حكومة وحدة وطنية ، وما هو تعليقكم على ردود الفعل الفصائلية وتحديداً حركة حماس على هذا العرض ؟

* عبد الله الإفرنجي :

الفصائل الفلسطينية لها الحق في الرفض أو القبول بالمشاركة في الحكومة ، ونحن كحركة فتح عرضنا بكل أمانة وصدق هذا العرض على الفصائل ، وكنا جادين في طرح هذه المبادرة الإيجابية لكي تتحمل كافة القوى المسؤولية في هذا الظرف ، هناك بعض الفصائل التي تقوم بالتعامل مع الانسحاب الإسرائيلي بإجراءات على الأرض ، وهذا الأمر يسبب مخاطر كبيرة جداً ، وكان موقفنا أن التعامل مع هذا الأمر بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية لتتعامل مع حالة الانسحاب الإسرائيلي المرتقب من قطاع غزة ، ويمكن لها أن تكون محطة للتحضير للانتخابات القادمة المحلية والتشريعية ، وتكون محطة للقاءات والتلاقي في الأفكار ، طبعاً سمع الجميع برفض حماس وبعض الفصائل الأخرى لهذا الموضوع ، وكان موقفنا أن نستمر في طرح الأمر للنقاش ، لكن رفض الإخوان لم يخدم توجهنا الذي هو توجه وحدوي يساعد على إعطاء الجميع حقهم في المشاركة السياسية والمساهمة في تحمل المسؤولية في مرحلة ما بعد الانسحاب الإسرائيلي .
وهناك موقفان عرضتهما حركة حماس ، الأول : أن هذا الأمر تم دون التنسيق ، وأنه هروب من أزمة فتح الداخلية ، ونحن نقول أن هذا الأمر ليس صحيحاً ، نحن نعترف بوجود مشاكل تنظيمية داخلية ولكن اجتماع اللجنة المركزية جاء لحل تلك المشاكل الداخلية ، ونجحنا في حل جزء كبير منها وعندما طرحنا حكومة الوحدة الوطنية اقترحناها لمناقشة مشاكل الشعب الفلسطيني خصوصاً في ظل هذه المرحلة الصعبة التي تتطلب من الجميع بذل أقصى الجهود من أجل العمل على حلها خدمة لمصالح شعبنا الوطنية .
وقال الإفرنجي أن هناك إدعاء غير صحيح هو أننا طلبنا تأجيل انتخابات المجلس التشريعي إلى شهر يناير ، وهو إدعاء باطل حيث أن طلب تأجيل الانتخابات جاء من اللجنة المركزية للانتخابات ، وهي لجنة محايدة وذات مصداقية ، وقامت برفع توصيتها للرئيس ، وهو بدوره وفي ضوء المعطيات المتوفرة يملك الحق في اتخاذ قرار بهذا الشأن دون الرجوع لأحد ، وهناك فصائل سياسية وأسماء من حماس أيدت هذا القرار علناً .


* معاً : ما هو موقفكم من التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الدكتور محمود الزهار القيادي في حماس ، والتي عبر فيها عن عدم ثقته بالرئيس محمود عباس وبتوجهات الحكومة الفلسطينية ؟

* عبد الله الإفرنجي :

حركة حماس لديها برنامج واضح وخط سياسي واضح وأداء عسكري يخدم هذا الاتجاه ، فحماس تريد أن تكون البديل عن السلطة الوطنية وحركة فتح ، وهم يعملوا بكل جهد ممكن من أجل أن يحققوا هذا الهدف ، سواء بالطرق الشرعية التي ننادي بها ونقبلها ، أو بالطرق غير الشرعية التي يدأبون عليها ، وهذه نقطة مهمة .. فحماس لم تعد تهتم بالحلال والحرام ، حيث جاء على لسان سعيد صيام القيادي فيها بأن (السياسة لا يوجد بها حلال وحرام) ، وهم بالفعل يطبقون ذلك على أرض الواقع .

وأوضح الإفرنجي أن حماس تواصل العمل بشكل مبرمج من أجل الوصول إلى رأس السلطة الوطنية الفلسطينية ، فإذا نجحوا فهذا الأمر جيد لهم ، وإذا لم ينجحوا سيعملون على تشكيل تكتل ائتلافي بديل ، وهذا البرنامج واضح وجلي للجميع ، وحماس اختزلت تحولها السياسي في فترة زمنية قصيرة ولم تصارح أبناءها بهذا الموضوع ، فما زالت تخاطبهم بنفس الخطاب داخل المؤسسة (الحمساوية)!! ، أي بنفس الخطاب الذي تخاطبهم فيه وهم خارج إطار الانتخابات وإطار السلطة والبلديات ، وتصور نفسها لهم على إنها الحركة المؤمنة والمناضلة والمجاهدة .. المؤمنة بتحرير كامل التراب الفلسطيني ولن تقوم بالتفريط على أرضية التفريط الذي تقدمه فتح - بوجهة نظرهم - !! .


لذلك فإن برنامجهم خطير ونحن مطالبون في حركة فتح والقوى الوطنية بحماية مشوارنا النضالي الطويل على مدار 40 عام . وحماية مشروعنا الوطني ، وأقول أن حماس إذا ما نجحت في الانتخابات فهي ستتحرك على أرضية أوسلو ، لأنهم شاركونا الانتخابات البلدية تحت هذا السقف ، وسيشاركون في الانتخابات التشريعية تحت نفس السقف ، ويقومون بالتنسيق مع الأوروبيين والأمريكيين تحت نفس السقف ، وأقول أن لهم كل الحق في التحرك وقتما شاؤوا وكيفما شاؤوا ولكن المرفوض هو الشتم والتكفير والاتهام الباطل لحركة فتح وقياداتها ، ونحن حينما تم التطاول على الأخ أبو مازن وقيادات في اللجنة المركزية قمنا بإصدار بيان من طرفنا برد موضوعي يميل إلى عدم الدخول في مهاترات حزبية .


لكننا سمعنا مؤخراً بهجوم آخر على الأخ أبو مازن حول قضية التجنيس ، ومع الأسف تم ربطه بموضوع حق العودة ، الحقيقة أن عدم الوعي والإدراك لدى المتحدث باسم حماس مشير المصري هو سبب هذا الهجوم ، فأبو مازن لم يتطرق إلى حق العودة ، وإنما إلى حق الفلسطيني في أن يتجنس في الدول التي يقيم بها ، وهناك الآلاف من الحالات ممن تجنسوا في دول العالم ولم يتخلوا عن جنسيتهم الفلسطينية خاصة في أمريكا اللاتينية ، والذين قدموا نموذجاً رائعاً في دعم القضية الفلسطينية ماديا ومعنوياً ، والتجنس في الدول العربية يسهل عمل الفلسطينيين ، وهذا لا ينتقص من حق العودة في شئ ، وربط هذا الموضوع بحق العودة هو ( مزاودة لا معنى لها وينم عن ضحالة سياسية كبيرة ) ، فحق العودة طرحه الأخ أبو مازن في الثوابت الفلسطينية وفي برنامجه الانتخابي ، وأنصح المصري وغيره من قيادات حماس أن يقرءوا مضمونه جيدا ليعرفوا أننا متمسكون أكثر منهم بهذا الحق ونناضل بكل قوتنا من أجل ذلك .


* معاً : هل لديك أزمة شخصية مع الدكتور الزهار ؟
* عبد الله الإفرنجي :

منذ أن أتيت إلى أرض الوطن ، التقيت مع العديد من قيادات حماس ، فأنا أتيت بعقل وبقلب مفتوحين ، ومن طباعي أنني أحاور الجميع بشكل ديمقراطي ومهذب !! وليس لدي أية مشكلة شخصية مع أحد سواء كان الزهار أو غيره ، والخلاف مع الزهار وقع حينما هاجم حركة فتح بطريقة فظة ، واتهمها باتهامات باطلة وبكل أنواع الفساد وذلك في اجتماع لرجال الإصلاح والعشائر من أجل فرض سيادة القانون والمحافظة على الأمن العام ، لكن مع الأسف استغل الزهار هذا الموقف وقام بالتشهير بحركة فتح ، وأنا من طبعي لا أستطيع أن أسكت حينما يتم التطاول على الحركة خصوصاً إذا كانت هذه التهجمات باطلة ولا أساس لها من السلطة ، ولا تخدم الحوار والوحدة الوطنية ، وأنا كنت صريحاً جداً ولا أخفي مواقفي ، وقمت بالرد على التهجمات و الافتراءات مباشرة في ذلك الحين .. فأنا من دعاة الحوار البناء والأخوي الذي يخدم المصلحة الفلسطينية .. لكن حوار حماس عبارة عن تهجمات وشتائم ليس لها علاقة بالديمقراطية أو بالحوار.