اطفال غزة يواصلون ابداعاتهم بشتى المجالات رافضين الحصار
نشر بتاريخ: 04/04/2011 ( آخر تحديث: 04/04/2011 الساعة: 15:00 )
غزة- معا- كتبوا قصصا عن واقعهم المكلوم وأحلامهم الوردية، غنوا بأصواتهم العذبة للوطن الجريح، صرخوا عبر ألوانهم القاتمة "لا للحصار "، حفروا بأناملهم الصغيرة مدن وقرى فلسطين المسلوبة، إنهم أطفال غزة الذين صنعوا من معاناتهم وظروفهم الصعبة بفعل الاحتلال والانقسام إبداعاً أدهش جموع الحاضرين في حفل توزيع جوائز المسابقة الضخمة " مبدعون على الطريق ".
وكان أكثر من 1000 طفل من 132 مدرسة ابتدائية تابعة للحكومة ووكالة الغوث في المنطقة الجنوبية قد تنافسوا على جوائز المسابقة التي افتتحت فعالياتها في منتصف الشهر الماضي.
وشهدت المسابقة التي يحتضنها نادي الشروق والأمل احد مراكز جمعية الثقافة والفكر الحر للعام الثاني عشر على التوالي ولادة الكثير من المبدعين الصغار، حيث استطاع أكثر من 50 طفلا انتزاع جوائز الإبداع في مجالات الرسم بالحاسوب وكتابة القصة والشعر والخط والتصاميم الابداعيه والمسرح والرسم الحر هذا الموسم.
الطفلة ملك بهلول من مدرسة الخنساء الابتدائية الفائزة بالمرتبة الأولى بالشعر قالت: " لم نأت هنا لنكشف عن مواهبنا أو لنتباهى بأنفسنا بل أتينا حاملين رسالة حياة نوجهها للاحتلال ونقول لهم رغم حصاركم وعدوانكم المستمر لن تقتلوا فينا إرادة الحياة".
في حين أكدت الفائزة بالمرتبة الأولى بمجال الرسم الحر زهراء ابو ضباع من مدرسة دير ياسين الأساسية أن حصولها على الجائزة سيكون حافزا لها على رسم المزيد من اللوحات التي تعبر عن أحلام وآمال وتطلعات جيلها، أما عن طموحها في الحياة والحلم الدراسي الذي تريد أن تكونه فتقول" احلم بأن أكون مدرسة رسم لاهتم بالأطفال الموهوبين وأساعدهم".
وعن تنمية المواهب الثقافية والفنية عند الطفلة أبو ضباع أشارت إلى أن لأسرتها الفضل الأكبر في زرع هذه المواهب الجميلة في نفسها ومدرساتها، وثم نادي الشروق والأمل الذي احتضن موهبتها وقدم لها كافة أنواع الدعم.
القصة القصيرة فن لا يجيده إلا قلة ويحتاج سنينا ودهرا للوصول إلى مرتبة مميزة فيه، فما بالك لو بدأت هذه العملية في سن صغيرة للغاية. "تسنيم الفرا " من نادي الشروق والأمل طفلة في الصف السادس تملك موهبة كتابة "القصة القصيرة" وقد حصلت على المرتبة الثانية في هذا المجال عبرت عن سعادتها بالفوز قائلة "حلمت دائما بان أكون كاتبة أو روائية واليوم أرى أن حلمي يتحقق بعد فوزي بالمرتبة الثانية"، وأضافت " بعد التشجيع الذي وجدته من المدرسة ومن نادي الشروق والأمل سأكتب المزيد من القصص التي تعبر عن احلامى وأحلام الأطفال بغزة.
واثنت الفرا على نادي الشروق والأمل الذي احتضن موهبتها من خلال إشراكها في برامجه المختلفة لتنمية موهبتها.
وعبرت نجوى الفرا مدير نادي الشروق والامل عن سعادتها الشديدة بنجاح المسابقة للعام الثاني عشر على التوالي بتخريج عشرات المبدعين قائلة "إن أطفالنا يملكون العديد من المواهب ولكن الكثير منها يدفن مع صاحبه لأنه لا يجد من يشجعه ويصقل موهبته ويقدم له الدعم المعنوي والمادي لإبرازها بالشكل المطلوب، مؤكدة أن الهدف الاساسى من المسابقة هو الكشف عن المواهب المدفونة.
وأضافت الفرا لايقتصر دورنا في النادي على البحث عن المواهب بل نقوم من خلال برامج متعددة و متطورة ومدروسة بتطوير تلك المواهب واحتوائها وتقديم كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي لإظهارها وتسويقها بالشكل المطلوب بالتكامل مع البيت والمدرسة.
وشكرت مدير نادي الشروق والأمل كل من ساهم في إنجاح المسابقة وخصت بالذكر وزارة التربية والتعليم و وبرنامج التربية والتعليم في وكالة الغوث، وأعضاء لجنة التحكيم وأعضاء مجلس إدارة جمعية الثقافة والفكر ،ومديرها العام أ.مريم زقوت لدعمها المتواصل لهذه الأنشطة.
كما اثنت بشكل خاص على منسقة المسابقة الأستاذة لمياء الفرا لما بذلته من مجهود جبار لإنجاح فعاليات المسابقة.
وأكد الأستاذ بسام صيام موجه اللغة العربية بوزارة التعليم واحد أعضاء لجنة التحكيم " أن انتاجات المشاركين في المسابقة كانت جيدة وبعضها يؤشر على ولادة أدباء وشعراء وفنانين في الرسم والمسرح والغناء إذا ما تم العمل على تنمية مواهبهم وصقلها من خلال برامج مدروسة تتبنى تلك المواهب.
وطالب الحكومة المقالة بمختلف وزاراتها والمؤسسات الأهلية المعنية بتطوير قدرات الأطفال، العمل في اتجاه بناء مدرسة تضم المبدعين وفق منهاج خاص يقوم عليه متخصصين في مختلف المجالات .
هؤلاء الأطفال المميزين يمثلون نواة مستقبل مميز وواعد لفلسطين في حال تم استثمار مواهبهم وقدراتهم المميزة واحتضانها من قبل الأهل والمدارس والمؤسسات الأهلية، وإيجاد برامج خاصة بالتكامل مع الأطراف المعنية لصقل تلك المواهب وإطلاق العنان لها.