الأحد: 06/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

البرغوثي: لا قيمة لموقف غولدستون الشخصي واسرائيل ارتكبت جرائم حرب

نشر بتاريخ: 04/04/2011 ( آخر تحديث: 04/04/2011 الساعة: 17:04 )
رام الله -معا- اكد النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، انه لا قيمة للمواقف الشخصية التي صدرت عن غولدستون مؤخرا وانه كان عندما صدر التقرير عضوا في لجنة رسمية، وان الادلاء بمثل تلك الاقوال بعد عامين من صدور التقرير ليراجع نفسه لا يؤثر من الناحية الموضوعية على قيمة التقرير الذي لم يعد ملكا شخصيا له بل هو ملك لمجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة التي اقرت التقرير الذي يشكل اساسا لادانة اسرائيل فيما ارتكبته من جرائم حرب.

واضاف البرغوثي خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع الدكتور ممدوح العكر المفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الانسان ورندة سنيورة مدير عام الهيئة وشعوان الجبارين مدير عام مؤسسة الحق ان مقال غولدستون يجب الا يؤثر على المتابعة السياسية والقانونية لتقرير غولدستون بل انه يستدعي الاسراع في تلك المتابعة واللجوء الى المؤسسات الدولية في هذا المجال.

وقال النائب مصطفى البرغوثي ان ما حدث مع غولدستون يظهر ضخامة تاثير اللوبي "الصهيوني" وخطورة تاثير اللوبي الذي لم يتورع عن شن حملة ترهيب وابتزاز وتخويف ضد غولدستون وعائلته واصدقائه في مكان عيشه في جنوب افريقيا والعالم.

واوضح البرغوثي ان ما جرى شيء مخز ومحزن لان غولدستون تورط في خطأ وتراجع عن اشياء احترم عليها حيث وجه طعنة لنفسه مما يظهر انه كان ضحية للارهاب الصهيوني وللحملة التي شنت ضده لكنه تورط في خطا فادح وفتح الباب على نفسه لممارسة الابتزاز ضده.

واضاف البرغوثي ان الهدف السياسي لاسرائيل هو احداث تاثير نفسي لاعاقة المتابعة السياسية والقانونية للتقرير رغم معرفتهم انه لا قيمة قانونية لتصريحات غولدستون، مشيرا الى ان احد اهم اهداف هذا الضغط الاسرائيلي هو التمهيد لحرب جديدة ضد قطاع غزة.

واكد البرغوثي ان اسرائيل ارتكبت سبع جرائم حرب في غزة منها الاستخدام المفرط للقوة والاعتداء على المدنيين والقتل المتعمد للمدنيين الذي ادى الى استشهاد 1410 منهم 412 طفلا واستخدام اسلحة محرمة دولية مثل الفسفور الابيض وتخريب البيئة بشكل متعمد وتدمير المصانع ومنع الفرق الطبية من الوصول الى المصابين والاعتداء على الطواقم الطبية والصحفيين واستخدام المدنيين دروعا بشرية.

واكد النائب مصطفى البرغوثي ان ما جرى امرا خطيرا يتطلب استنهاض حملة فلسطينية للاستفادة ليس فقط من تقرير غولدستون بل ايضا من قرار لاهاي الذي اهمل لاكثر من 6 سنوات من اجل حملة لفرض العقوبات والمقاطعة على اسرائيل عبر استراتيجية فلسطينية واضحة.

من جانبه قال العكر ان غولدستون هو ضحية مرتين باصداره التقرير حول العدوان على غزة وما تعرض له من ابتزاز على خلفية ذلك وتشكيك بيهوديته ثم مرة اخرى برضوخه للارهاب والابتزاز من اللوبي الصهيوني.

واشار العكر الى ان غولدستون اشبه بمن يعطي الافادة تحت الاكراه وان اي افادة تحت الاكراه لا يؤخذ بها وفق القانون .

واوضح العكر ان غولدستون مرتبك ويناقض نفسه بين ما ورد في التقرير وما حمله مقاله لا سيما حديثه عن التحقيقات الاسرائيلية الداخلية والاخذ بها بشكل يناقض نفسه .

وقال العكر ان كل ما قامت به اسرائيل من تحقيقات لا تتعدى جلسات استماع لجنودها ولا يمكن اخذها على انها تحقيقات يكون لها استنتاجاتها.

واضاف العكر ان تراجع غولدستون وحديثه عن عدم وجود قتل متعمد للمدنيين هو كلام غير دقيق وغير قانوني لان القانون الدولي ينص على انه حتى في حال وجود هدف عسكري وتواجد هناك مدنيون قد يلحق بهم اذى يجب عدم استهداف ذلك الهدف العسكري لمصلحة عدم التعرض للمدنيين.

واكد العكر ان تراجع غولدستون يجب الايشكل رخصة للاحتلال لمواصلة جرائمه دون رادع مؤكدا اننا ندفع الان ثمن التلكؤ في استثمار تقرير غولدستون ومتابعته وكذلك قرار محكمة لاهاي.

واشار الى ان التراجع المهين لغولدستون يستدعي مضاعفة جهودنا لان القيمة القانونية للتقرير ما زالت قائمة وان هذا الرصيد الى جانب العديد من التقارير الخاصة بجرائم الاحتلال الاخرى.

من جهتها قالت سنيورة ان تقرير غولدستون جرى ضمن اجراءات سليمة في تقصي الحقائق عبر تشكيل لجنة خبراء برئاسة غولدستون من قبل مجلس حقوق الانسان خلال جلسة استثنائية له.

واعربت سنيورة عن استغرابها لاقوال غولدستون حول عدائية مجلس حقوق الانسان لاسرائيل وانه حاول تغيير هذا التوجه لدى المجلس، مشددة على ان اقواله تؤكد انه وقف امام حقائق تفضح الاحتلال وتعرض الى هجمة من اسرائيل.

واكدت ان تراجع القاضي غولدستون لا يلغي التقرير لانه ليس ملكه وان ادعائه بحق اسرائيل في الدفاع عن النفس تنطوي عليه خطورة كبيرة لان اسرائيل هي دولة احتلال وان الاحتلال الحربي غير قانوني.

واوضحت ان التقرير فيه توصيات فيها خطوات تدريجية حتى تقديمه الى مدعي عام محكمة الجنايات الدولية، مشيرة الى ان توقيت تصريحات غولدستون جاءت بعد صدور قرار عن مجلس حقوق الانسان قبل اسبوعين يرفع بالتقرير الى لجنة حقوق الانسان ومن ثم الى مجلس الامن لاتخاذ اجراءات.

وقال جبارين انه اذا كان هناك شك في اية معلومة فان فحصه يجب ان يكون من جهة قضائية وتحقيق جنائي قضائي وان هذا منوط فقط بمحكمة الجنايات الدولية.

ودعا جبارين الى رفع التقرير الى محكمة الجنايات، مؤكدا ان غولدستون وضع التقرير بصفته الرسمية والان يتحدث بصفته الشخصية وان التقرير ملك للامم المتحدة وللضحايا وللمطالبين بالعدالة .

واشار جبارين الى ان التركيز يجب ان ينصب على الجرائم التي ارتكبت في غزة وان على العالم ان يقف امام تلك الجرائم وعدم التعامل بازدواجية في اشارة الى قرار مجلس الامن بحق ليبيا الذي اتخذ خلال خمس دقائق.

وقال جبارين ان الجهد الفلسطيني المستقبلي يتوقف بنسبة 80% على الموقف الرسمي الفلسطيني تحديدا لاننا اقوياء بعدالة قضيتنا مما يستدعي المتابعة في الامم المتحدة وان يوضع تقرير غولدستون امام المنظمة الدولية واجتماع الجمعية العامة المقبل.

واوضح جبارين ان خطر مقال غولدستون يكمن في استخدامه سياسيا من قبل اميركا واسرائيل لممارسة الضغوط على مختلف الدول لثنيها عن الوقوف الى جانب عدالة قضيتنا.

وقال ان غولدستون بالغ في تحقيقات الاسرائيليين الداخلية.

ودعا المتحدثون الى التصدي للازدواجية في تطبيق المعايير الدولية وسلوك بعض الجهات الدولية بمنح حصانة لاسرائيل تجاه القانون الدولي بل ووضعها فوق القانون

كما نبهوا الى خطورة التراخي في استخدام القرارات الدولية خاصة فتوى لاهاي وتقرير غولدستون واهمية استخدامها لفرض عقوبات على اسرائيل .

وقال البرغوثي ان استراتيجيتنا يجب ان تستند الى الجمع بين المقاومة الشعبية والحملة لفرض العقوبات الدولية على اسرائيل واستعادة الوحدة الوطنية وتدعيم الصمود الوطني في وجه اجراءات الاحتلال.