السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

صحفيون يطلعون على مخاطر تلويث البيئة وينابيع المياه برام الله وسلفيت

نشر بتاريخ: 06/04/2011 ( آخر تحديث: 06/04/2011 الساعة: 10:51 )
رام الله- معا- نظمت شبكة المنظمات الأهلية البيئية وجمعية مركز الاعلام البيئي اليوم جولة ميدانية لعدد من الصحفيين والإعلاميين، شملت منطقة شمال غرب رام الله وقرى محافظة سلفيت.

وهدفت الجولة إلى الاطلاع على الواقع البيئي في هذه المناطق، والمخاطر البيئية الناتجة عن مجاري المستوطنات ومخلفات مصانعها الكيماوية التي أقامتها إسرائيل في المنطقة؛ ومنعتها في المدن الإسرائيلية بسبب تلويثها العالي للبيئة، وباتت تلوث الأرض والوديان وينابيع المياه وتسمم الأجواء الفلسطينية وتلحق الضر الفادح بالبشر والشجر.

وشرح مدير معهد المياه صالح الرابي للصحفيين الواقع المائي. وقال إن فلسطين تقع على ثلاثة أحواض مائية رئيسية هي الحوض الشرقي في منطقة الوسط والجنوب، والحوض الغربي الذي يمتد من منطقة وسط فلسطين إلى حدود أراضي 1948، والحوض الشمالي الشرقي في شمال فلسطين التاريخية، مشيرا إلى أنه بموجب الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الإسرائيلي، يمنع الفلسطينيون من استغلال مياه الحوض الغربي، وخصصت لهم فقط مياه الحوض الشرقي التي تشاركهم فيها المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية.

وأشار الرابي إلى أن إسرائيل زرعت مستوطناتها حول الحوض الغربي، الأكبر في فلسطين، قبل أن تمتد للسيطرة على الحوض الشرقي. وشاهد الصحفيون مصنعا للجلود أقيم في مستوطنة «حلميش» الواقعة على مفترق الطرق المؤدي إلى قرى بني زيد الغربية، وهو مصنع رفضت سلطة جودة البيئة الإسرائيلية إقامته في مدن إسرائيلية، لكنها صادقت على إقامته في هذه المنطقة.

وأوضح الرابي استغلال «حلميش» لمياه قرى بني زيد الغربية، إذ يستهلك المستوطن تسعة أضعاف ما يستهلكه المواطن الفلسطيني، وخط المياه الذي يغذي مستوطنتي «حلميش» و«عطيرت» اللتين تضمّان مئات المستوطنين، قطره عشرة إنشات مفتوح على مدار الساعة، فيما لا يتجاوز قطر أنبوب المياه الذي يغذي 15 ألف شخص في المنطقة، ثلاثة إنشات.

وزار الصحفيون وادي الفوارة بين دير غسانة وكفر الديك، الذي اختلطت مياهه الصافية بمياه المستوطنات العادمة، لدرجة أن أهالي دير غسانة لم يعودوا يشربون من مياهه بسبب تلوثها.

والتقوا رئيس بلدية بروقين عكرمة سمارة، الذي شرح معاناة بلدته من مشكلة تدفق المياه العادمة من الجهة الشمالية الشرقية، وهي الجهة التي صودر جزء منها لصالح مستوطنة ارئيل. وأشار إلى انعدام الثروة الحيوانية، وتأثر أربعة ينابيع مياه رئيسية في البلدة بالتلوث واختلاطها بالمياه العادمة، عدا عن المخلفات الصلبة من مصانع منطقة بركان الصناعية في أراضي البلدة، أكثر أشكال التلوث التي تعاني منها بروقين.

وبدا مشهد نبع المياه في بلدة بروقين يأخذ الأبصار، لكن جيفة خنزير بري تتوسط قناته، بعد أن سحبتها المياه من مستوطنة قريبة افسد المشهد. وشاهدوا ينبوعا آخر تحول لون المياه فيه إلى بني أو أخضر، بسبب اختلاطه بالمياه العادمة، حيث لا يتورع المستوطنون عن طرح نفاياتهم في مناطق زراعية في القرى الفلسطينية.

وقال سمارة إن إسرائيل اقترحت مشروعا اعتبرت أنه سيشكل حلا لقضية المياه العادمة في سلفيت عبر إنشاء محطة تنقية، لكنها اشترطت أن تبنى المحطة في مستوطنة أرئيل، وتربط بها القرى الفلسطينية، على أن يباع «الماء المنقى» إلى الفلسطينيين؛ بمعنى أن إسرائيل عدا عن استيلائها على الماء النقي، فإنها ستصادر المياه العادمة الفلسطينية وستنقيها ثم تعيد بيعها للفلسطينيين.

وفي بروقين، شاهد الصحفيون كيف تحول واد المطوي إلى نهر للمياه العادمة، وهذا الوادي يستمر في جريانه وصولا إلى وادي الفوارة بين قريتي دير غسانة وكفر الديك جنوب بروقين. وعلى الطريق المحاذية للوادي تختلط مياه الأمطار بمياه المجاري، لتذهب ليس سدى فقط، وإنما تتحول إلى ملوّث للبيئة في المنطقة، كما تخلط بسموم المصانع الكيماوية ومخلفاتها الضارة. وعلى طول الطريق بين بروقين وقراوة بني حسان، يمينا ويسارا، شاهدوا مياها سوداء تجري في وديان وينابيع صغيرة، تغذيها المستوطنات باستمرار، وزادت من سرعة جريانها مياه الأمطار خلال اليومين الماضيين.

وفي قراوة بني حسان أخذت الاعتداءات الإسرائيلية على البيئة الفلسطينية شكلا آخر؛ تدميراً وتخريباً لما يعمره الفلسطينيون. وخلال السير في «طريق الحرية» في بلدة قراوة بني حسان الذي يربط القرية بالنبع الرئيسي، أمكن ملاحظة حجم التخريب الإسرائيلي الذي لحق في الشارع، مؤخرا، وهي المرة الثانية التي تدمر فيها قوات الاحتلال هذه الطريق التي افتتحها د. سلام فياض رئيس الوزراء مرتين.

ويقابل طريق الحرية على الجهة الأخرى «بئر أبو عمار» وهو منطقة تقع في واد آخر في قراوة بني حسان، يتغذى من مجموعة من الينابيع؛ في طريق وعرة شديدة الانحدار. وقريبا من البئر أقام المواطن نادر مرعي مشروعا زراعيا، حيث استصلح أرضه القريبة من البئر، وزرع أنواعا مختلفة من النباتات، إضافة لمشروع لتربية السمك، وهو مشروع نادر لم يرق لقوات الاحتلال، إذ دمّرت قبل أيام الدفيئة الزراعية، وحقول البازيلاء والسبانخ والفجل.

واعتبر مدير مركز الاعلام البيئي علاء حنتش ان هذه الجولة باكورة التعاون بين المركز وشبكة المنظمات الاهلية البيئية وتأتي لإتاحة المجال امام وسائل الاعلام والاعلاميين للوقوف على الانتهاكات الاسرائيلية للبيئة.

واشار حنتش الى ضرورة تكاتف الجهود بين المؤسسات العاملة في المجال البيئي والاعلاميين للضغط على صناع القرار من جهة والمواطنين من جهة اخرى لتبني مواقف صديقة للبيئة الفلسطينية التي تُستهدف وفق مخطط اسرائيلي ممنهج.