الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزة -ناشطات نسويات وإعلاميات يدعون لميثاق شرف إعلامي نسوي

نشر بتاريخ: 06/04/2011 ( آخر تحديث: 06/04/2011 الساعة: 11:07 )
غزة- معا- دعت قيادات نسوية وإعلامية إلى ضرورة وجود ميثاق شرف تلتزم به الإعلاميات لتحسين صورة المرأة في وسائط الإعلام المختلفة، والإقرار بدورها كشريك أساسي مع الرجل في بناء المجتمع وتعزيز دور المؤسسات النسوية وعلاقتها مع الإعلاميات، وتنسيق العمل وتنظيم دورات نوعية لتطوير أداء الإعلاميات،المساهمة في صوغ سياسة إعلامية نسوية تقدم المرأة في الإعلام كمواطنة وإنسانة لها حقوق وعليها واجبات.

كما طالبت بإنشاء مرصد إعلامي نسوي، يعمل على متابعة صورة المرأة في وسائل الإعلام المحلية، ويفتح الباب لتدريب وتشغيل الإعلاميات، تعدد وتنوع المنابر الإعلامية النسوية.

جاء ذلك خلال المؤتمر الأول الذي نظمه نادي الإعلاميات الفلسطينيات تحت رعاية منظمة التربية والعلوم " اليونسكو" بالتعاون مع مؤسسة فلسطينيات وملتقى إعلاميات الجنوب بعنوان" العلاقة ما بين الحركة النسوية والإعلاميات 000 تحديات وآفاق " بحضور ممثلين عن وسائل الإعلام المختلفة والمثقفين والأكاديميين والمهتمين من الجنسين وذلك في فندق الكمودور في المدينة .

كما طالبوا برفد الإعلاميات بنماذج إيجابية للمرأة الفلسطينية، تنظيم جهد الإعلاميات حاملات الفكر النسوي في إطلاق حملات إعلامية -كل عبر مؤسستها- في قضايا محددة للمرأة الفلسطينية، وتشجيعهن على إبراز النساء من خلال فنون العمل الصحفي المختلفة، تعزيز التواصل الإنساني والعملي مع الإعلاميات والحرص على تكامل الأدوار تكثيف الدراسات النسوية خاصةًً ذات العلاقة بعمل الإعلامية وبتطوير أوضاعها.

كما أوصوا بدعم أي مبادرات لجمع شمل الإعلاميات وتوحيدهن، وإسناد القيادات الإعلامية النسوية في المحافل والمواقف المختلفة على قاعدة أن الإعلاميات جزء من الحركة النسوية ولسن أدوات واستقطاب الإعلاميات اللاتي أثبتن جدارتهن في العمل الإعلامي ونقل خبراتهم للجيل الناشئ من الإعلاميات والإعلاميين وتكثيف الحضور النسوي بالفعل، الأمر الذي سينعكس إيجابا على الإعلاميات وعلى صورة المرأة في الإعلام.

وشهدت قاعة المؤتمر حراكا ونقاشا احتد حول ماهية وشكل العلاقة بين الإعلاميات والحركة النسوية، وجوانب القصور والتقصير التي تعتري كل من الإعلاميات والحركة النسوية تجاه بعضهن البعض. وسبل الارتقاء بهذه العلاقة بما يفضي إلى تطوير الأداء الإعلامي النسوي والنهوض بقضايا المرأة.
وشهد المؤتمر حضور واسع لوسائل الإعلام وخاصة الفضائية منها في ظل تغيب عدد كبير من الإعلاميات عن المشاركة في فعاليات المؤتمر الأول.

وكانت الباحثة زينب الغنيمي قد قدمت ورقة عمل حول الإعلاميات الفلسطينيات والخطاب النسوي تطرقت فيها إلى دور الإعلام في حياة المجتمعات كونه أداة من أدوات السيطرة والنفوذ وهو أداة السيطرة الرئيسية إذ أصبح معروفاً في العالم أن الدولة ذات الإعلام القوي تعتبر قوية وقادرة ويشكّل عاملاً رئيسيا في نفوذها.

وانتقدت الغنيمي تجاهل وسائل الإعلام في المجتمع التطور الحاصل لدور الإعلامية وموقعها على الخريطة المجتمعية حيث نرى بأن الخطابات والصور والإيحاءات والتوجهات التي تروجها العديد من المواد الإعلامية، تؤثر في صناعة رأي عام وتخلق سلوكيات اجتماعية وأفكارا ومواقف مسيئة للنساء ومهينة لمكانتهن داخل المجتمع.

وقالت الغنيمي أن الساحة الفلسطينية شهدت زيادة مضطردة في عدد النساء الإعلاميات وخصوصاً الشابات منهن حيث تعمل عدد كبير منهن في قنوات الاتصال الإعلامية المكتوبة والمسموعة والمرئية و المواقع الإلكترونية، منهن محررات الأخبار والمراسلات الصحفيات للقنوات الفضائية والمذيعات في محطات الإذاعة المنتشرة، بالإضافة للمدونات.

وتابعت رغم زيادة ولوج النساء المكثّف لمجال الإعلام لكنه لم يؤثر إيجابيا على الصورة المقدمة عن المرأة نظرا لغياب استراتيجيات إعلامية تستحضر مقاربة النوع الاجتماعي، حيث أن مستوى تطور الأدوار الاجتماعية للنساء لم يواكبها تطور في الخطاب الإعلامي النسوي الذي يعتبر في جزء كبير منه مقصرا في متابعة هذه المتغيرات.

وقدمت الإعلامية سامية الزبيدي ورقة عمل بعنوان"العلاقة بين الإعلاميات والمؤسسات النسوية " والتي أثارت جدلاً كبيراً وسط الحضور كونها انتقدت فيها بشده دور الحركة النسوية وعلاقتها بالإعلاميات، مشككة بطبيعة هذه العلاقة التي تتأرجح ما بين التوظيف والاستخدام الموسمي لجهود الإعلاميات وعدم استمرار هذه العلاقة والهوة بين الإعلاميات والحركة النسوية معتبرة أن القلة من الإعلاميات يرتبطن بعلاقات مهنية مع المؤسسات النسوية.

وتطرقت الزبيدي إلى التحديات التي تعايشها الإعلامية في الحالة الفلسطينية بكل تجلياتها من احتلال، وعدوان مستمر على شعبها، وأسرتها، ومكان عملها، ومن تهديد على حياتها أثناء تأدية عملها، وكذلك تعرضها لويلات الانقسام الداخلي الذي أرخى بظلاله على الكل الصحفي.

واعتبرت الزبيدي أن باب العمل الصحفي مازال موارباً أمام الإعلامية، مقارنة بالإعلامي من حيث فرص العمل، الترقي، والتدريب، والسفر، والمشاركة في صنع القرار داخل المؤسسات الإعلامية، إضافة الى استغلال جهودهن أو بسرقة أعمالهن الصحفية ونسبها لأسماء صحافيين آخرين بحجة التدريب، وهو ما تؤكده نظرة سريعة للمواقع التي تحتلها الإعلاميات في الساحة الصحفية.

وعلى صعيد العلاقة بين الإعلاميات والحركة النسوية أشارت الزبيدي أن هناك نوعاً من التنسيق بين المؤسسات والأطر النسوية ولكنه محدود وموسمي، معتبرة أن مستوى العلاقة بين الطرفين انحسرت تقريباً في إطار المصالح المتبادلة (الإعلامية بحاجة لما تكتب عنه، والمؤسسة بحاجة لمن يكتب عنها) وما شذ عنه كان محدوداً وفردياً.

وتابعت أنه على رغم الدور المتقدم الذي لعبته بعض المؤسسات النسوية على صعيد تدريب واستكتاب الصحافيات خصوصاً الصاعدات منهن، إلا أنهن غبن عن مستويات أعلى للعلاقة مثل المشاركة في صوغ السياسات بشكل عام، والمتعلقة بمهنتهن على وجه التحديد، وعن تولي مهمات إعلامية مركزية في إطار هذه المؤسسات.

وتطرقت إلى عدد من الايجابيات التي لمستها خلال الواقع العملي من قبل المؤسسات مستشهدة بمؤسسة فلسطينيات التي بادرت بفكرة تكوين نادي الإعلاميات الفلسطينيات، وهو جهد يقدر لها، إسهام مهم في خدمة الإعلاميات وتنظيم وتطوير أوضاعهن حرص المؤسسات النسوية على دعوة الإعلاميات لفعالياتهن ونشاطاتهن، خصوصاً ذات الطابع الوطني، والمرتبطة بمناسبات عالمية، وكذلك تكريم بعضهن واستشارة بعضهن الآخر في قضايا محددة.

فيما اعتبرت الزبيدي أن المؤسسات والأطر النسوية غابت عن محطات هامة للمرأة الإعلامية مثل تهميش دورها في نقابة الصحافيين ثم السيطرة عليها بالكامل، والتنكر لحقوق عشرات الصحافيات بالعضوية والترشح والانتخاب، وكذلك عن استمرار استغلالها في المؤسسات الإعلامية المختلفة سواء على بند التطوع أو التدريب، أو العمل في ظل شروط عمل غير قانونية وغير عادلة كما تراجع دور المؤسسات النسوية بعد الحسم العسكري الذي نفذته حركة "حماس"، وتحولها للعمل بصمت في إطار مشاريعها المعتادة مع النساء.

كما انتقدت ضعف رد المؤسسات النسوية على انتهاكات مارستها حكومة غزة بحق النساء مثل "فرض الحجاب على الطالبات والمحاميات وغيرهن، ومنع تدخين النرجيلة للنساء فقط، وأخيرا ضرب النساء في سابقة استثنائية في مجتمعنا الفلسطيني في فعاليات الحراك الشعبي في 15 آذار وما بعده، وبالأخص اتجاه تعرض عدد من الصحافيين لانتهاكات بحقهن من اعتقال أو تطاول أو مصادرة معدات.

وكانت منسقة نادي الإعلاميات مني خضر قد قدمت نبذة عن نشاطات وأهداف نادي الإعلاميات ورسالته ودوره في النهوض بواقع الإعلامية ولم شمل جميع الإعلاميات.

وكانت قد أدارت المؤتمر الباحثة هداية شمعون حيث تطرقت إلى الهدف من المؤتمر هو بداية وضع نواة لتشكيل تحالف إعلامي نسوي قادر على حمل الرسالة وتعزيز العلاقة بين الحركة النسوية والإعلاميات للارتقاء بوضعية الإعلاميات ودورهن الريادي في المجتمع.

وتخلل المؤتمر عرضا لفيلم بعنوان نسايم الاصايل الذي تحدث عن تجارب ثلاثة إعلاميات في الحقل الإعلامي والمعيقات و التحديات التي واجهتهن في عملهن.