وزير التربية بالوكالة يبعث برسالة الى وزراء التربية العرب بمناسبة انعقاد المؤتمر الخامس لوزراء التربية والتعليم العرب
نشر بتاريخ: 09/09/2006 ( آخر تحديث: 09/09/2006 الساعة: 16:08 )
رام الله - معا - ارسل وزير التربية والتعليم بالوكالة، وزير الاسرى وصفي قبها، برسالة الى وزراء التربية والتعليم العرب، بمناسبة انعقاد المؤتمر الخامس لوزراء التربية والتعليم العرب، الذي تستضيفه جامعة الدول العربية بالقاهرة في العاشر من الشهر الجاري، والذي يقام بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ووزارة التربية والتعليم فى جمهورية مصر العربية .
وقد جاء نص الرسالة على النحو التالي:
أصحاب المعالي الإخوة وزراء التربية والتعليم العرب المحترمون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
اسمحوا لي بدايةً، أن أوجّه إليكم هذه الرسالة والمناشدة، بمناسبة انعقاد المؤتمر الخامس لوزراء التربية والتعليم العرب، في قاهرة المعزّ لدين الله، لأضعكم في صورة الأوضاع التعليمية والتربوية في فلسطين، والتي تمرّ بوضعٍ مأساويٍ صعبٍ، غاية في السوء والقسوة، تئنّ تحت وطأة الحصار الظالم، الذي مسّ التعليم الفلسطيني، ووضعه في دائرة الاستهداف الخطرة، بما يعني حاجتنا الماسّة لتدخّل معاليكم لإنقاذه من شبح الدمار الذي يتهدّده.
واسمحوا لي أن أهديكم تحيات أكثر من 1.2 مليون طالب فلسطيني، باتوا محرومين من تلقّي العلم، ونحو خمسين ألف معلم، محرومين من أبسط مقومات الحياة، نتيجة منع وصول رواتبهم جراء الحصار الظالم المفروض على أبناء شعبنا الفلسطيني، مما يشكّل عامل ضغط عليهم وعلى أبنائهم، ويهدّدهم في قوت يومهم. وأهديكم تحياتي بمناسبة انعقاد مؤتمركم الخامس هذا، الذي تحتضنه الجامعة العربية، والذي تمثّلون فيه الجماهير العربية. آملاً لمؤتمركم النجاح والتوفيق.
إن عيون أطفال فلسطين - الذين يعيشون ظروفاً كارثيّةً، طالت آمالهم وأحلامهم وحوّلتها إلى آلام وأوهام - باتت مصوّبةً وموجّهةً إليكم في هذه اللحظات الحاسمة والصعبة التي يعيشها شعبنا، مقدّرين مواقفكم الداعمة والمساندة لشعبنا وقضيتنا العادلة.
إننا نؤكد لمعاليكم أن فلسطين ستبقى - كما عهدتموها - منارةً للعلم، وموئلاً للمعرفة، ومركزَ إشعاعٍ، وموطنَ حضارةٍ وعراقةٍ، ونموذجَ صمودٍ وتحدٍ، رغم كل الظروف التي تتكالب عليها. وسنظلّ نبذل جهوداً كبيرةً ومضنيةً للحفاظ على مكتسباتنا الوطنية، التي نصونها بأهداب العيون، ونبذل الغالي والنفيس لحمايتها، وأهمها العملية التعليمية التي نفتخر بالمحافظة عليها على مدار سنين مضت، رغم كل الظروف، وسنظل نسعى لتوفير التعليم لأطفالنا، رغم الاعتداءات الإسرائيلية، والخروقات الفظّة، والانتهاكات السافرة، التي تمارسها سلطات الاحتلال، باستهداف الطلبة بالقتل والاعتقال والترويع، سواءً كانوا في بيوتهم، أو كانوا على مقاعد دراستهم، أو في طريقهم إلى مدارسهم وجامعاتهم وكلياتهم.
لقد شكّل اختطاف الوزراء والنواب والمسؤولين، اعتداءً سافراً وانتهاكاً لجميع الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية، وكان على رأس هؤلاء المختطفين، معالي الأخ د. ناصر الدين الشاعر نائب رئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم العالي، الذي بذل جهوداً كبيرة في سبيل المحافظة على التعليم الفلسطيني لكي لا يصاب أو يمس بسوء، وظلّ رجلاً مهنياً وتربوياً وأكاديمياً. وقد كان اختطافه استهدافاً مباشراً ومسّاً كبيراً للعملية التربوية في فلسطين سيّما وأنه جاء على أبواب افتتاح العام الدراسي الجديد، إننا نطالبكم بالتدخل عبر المنظمات الدولية والمؤسسات الحقوقية، للإفراج عن الأسرى والمعتقلين وخصوصاً د. الشاعر الذي يقبع في ظروف اعتقال سيئة، تحت وطأة التهديد والوعيد، في سياق محاولة كسر الإرادات التي تمارسها سلطات الاحتلال معه ومع إخوانه الأسرى.
كما أن مصادرة حق شعبنا في تلقّي أمواله، واحتجازها دون وجه حق، يشكّل أمراً بالغ الخطورة، ويؤدي إلى إطباق الحصار السياسي والاقتصادي على مختلف القطاعات، ويحرم المعلمين من أبسط حقوقهم، ألا وهي رواتبهم، للشهر السادس على التوالي، فيما تحاول الحكومة بكل ما أوتيت من قوة، بذل كل الجهود من أجل توفير هذه الرواتب.
إننا ننتهز هذه الفرصة، لمطالبتكم كوزراء للتربية والتعليم، بالتحرك الفوري والعاجل للعمل على حماية المؤسسات التربوية والتعليمية في فلسطين، التي تتعرض لأبشع صور الاعتداء من قبل الاحتلال، ونتطلع إلى دعمكم المتواصل لهذه المؤسسات وتحرككم على الصعيد الدولي لنصرتها، ورفع الحصار والظلم عنها، وعن برامجها التطويرية التي أصابها الشلل بفعل قطع المساعدات، وضمان حق التربويين والعلماء الفلسطينيين بالمشاركة بحرية وأمان وسلام، في الفعاليات العربية، والإطلال على المنتج العربي، وفتح آفاق التعاون مع المؤسسات العربية، وتوفير الدعم المادي والمعنوي للمؤسسات التعليمية والجامعات للقيام بنشاطاتها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
أخوكـم المهندس وصـفي قبـهـا
القائم بأعمال وزير التربية والتعليم العالي