الجمعة: 27/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

حريات: الظروف الاعتقالية للأسرى سيءً والاضراب يهدف لإنهاء العزل

نشر بتاريخ: 06/04/2011 ( آخر تحديث: 06/04/2011 الساعة: 19:38 )
رام الله – معا - حذر مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات" من انفجار وشيك داخل السجون الاسرائيلية بفعل الظروف الاعتقالية التي يعيشها الأسرى، والتي تزداد سوءاً أكثر من أي وقت مضى، على خلفية السياسة الرسمية التحريضية التي تمارسها الحكومة والكنيست الإسرائيلي في أوساط المجتمع الإسرائيلي والدولي على الأسرى، وبفعل السياسة التي تنتهجها مديرية مصلحة السجون تجاههم.

وأفادت محامية حريات ابتسام عناتي، التي زارت أحد عشر سجناً خلال شهر آذار، حيث التقت خلالها مع عدد من الأسرى وممثليهم، الذين أكدوا أن الحركة الأسيرة قطعت شوطاً مهما على صعيد التحضير لخطوة إستراتيجية بإجماع كافة القوى المتواجدة على الساحة الاعتقالية، لكسر هذه السياسة التي تنتهك حقوق الأسرى الأساسية، وفي مقدمتها سياسة العزل الانفرادي والجماعي، والمعاملة المذلة والحاطة بالكرامة التي يتلقاها ذوي الأسرى على الحواجز العسكرية وبوابات السجون، وسياسة الإهمال الطبي وتفاقم الأوضاع الصحية للأسرى، في ظل مماطلة مصلحة السجون في تقديم العلاج اللازم لهم، خاصة الحالات المرضية الصعبة ومنها حالة الأسير أكرم منصور، خالد الشاويش، هيثم أبو صالحية، أحمد النجار، زهران أبو عصبه، جهاد أبو هنية، منصور موقدة، وجميع الأسرى المقيمين في مستشفى سجن الرملة.

كما انتقدت حريات سياسة التفتيش الليلي والتفتيش العاري للأسرى وفرض العقوبات الجماعية، الأمر الذي دفع خمسة سجون لإعلان يوم 28/3 يوم إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجاً على هذه السياسات، وتضامناً مع الأسير عباس السيد، الذي دخل إضراباً مفتوحاً عن الطعام، مطالباً بإنهاء عزله الانفرادي، وعزل زملائه معتز حجازي، أحمد سعدات، عاهد أبو غلمة، محمد جابر، أحمد المغربي، جمال أبو الهيجا، حسن سلامة، محمود عيسى، إبراهيم حامد، وعبد الله البرغوثي.

وأضافت حريات أن إمعان مصلحة السجون في سياسة العزل الانفرادي والإهمال الطبي ستكون عنوان المعركة القادمة التي ستخوضها الحركة الأسيرة دفاعاً عن حقوقها وكرامتها الإنسانية والوطنية.

وكانت محامية حريات التقت مع ممثلي سجن شطة وجدي جودة، مسلمة ثابت، مصطفى مسلماني، برهان صبيح، مصطفى بدارنة، ناصر الشاويش، وبكر أبو عبيد الذين أفادوا أن الحركة الأسيرة بصدد خوض إضراب مفتوح عن الطعام بمشاركة جميع الفصائل، على أن يأخذ الطابع التدريجي في الاتساع ليشمل كافة السجون، وعنوانه إنهاء العزل الانفرادي وسياسة الإهمال الطبي والمعاملة اللاانسانية للأهل أثناء الزيارة ومنع الأهل من زيارة أبنائهم خاصة أسرى قطاع غزة، وأشار الأسرى للتقصير في تقديم العناية اللازمة لمرضى الأسنان وإلى وجود عدد من الحالات المرضية التي وصلت إلى 120 أسيراً.

وفي سجن جلبوع التقت كل من جمال أبو صالح، حمزة درباس، وليد نمر دقة، سامر عليان، سامر طارق، جهاد أبو هنية، إبراهيم عليان، علي مسلماني، ومنصور شريم، وذكر أبو صالح أنه يعاني من ضغط وزيادة في الكولسترول وأوجاع في المعدة وبواسير، مطالباً بالوقوف بشكل جدي على ملف الأسرى المرضى، فيما ذكر حمزة درباس أن عيادة السجن لا تتعامل مع الحالات المرضية كما يجب، وأن الإدارة منعت الأسرى من الخروج لتصوير الأسنان، فيما أكد وليد دقة أن سياسة الإهمال تكمن في سجن مستشفى الرملة وليس في السجون، وأضاف أن هناك العديد من القضايا التي تخص الأسرى بحاجة لدراسة فمثلاً تقسيم السجون إلى مناطق، وضع الكاميرات في السجون التي تعتبر من أدوات التعذيب، وأن مصلحة السجون والحكومة الإسرائيلية تحاولان تحويل الأسرى إلى مشروع ربحي في ظل اعتماد الأسرى في حياتهم ومأكلهم على حسابهم الخاص، وقال جهاد أبو هنية أنه يعاني من آلام في صدره، وأنه تم إخراجه للمستشفى وإرجاعه دون معاينة، وطالب علي مسلماني الإدارة بإدخال الطبيب محمد أبو طير.

وفي سجن عسقلان التقت مع أكرم منصور وأحمد أبو السعود وياسر أبو بكر وممثل المعتقل ناصر أبو حميد، وأوضح أكرم منصور أنه يعاني من ورم في مركز الأعصاب، وهو يعاني منذ 8 سنوات من وجع دائم في الرأس ودوار وكان العلاج الوحيد الذي يحصل عليه هو المسكنات، وأثناء تواجده في سجن النقب أصيب بحالة غيبوبة، وأثر تفاقم حالته الصحية سمح له بإجراء تصوير للرأس لمعرفة السبب وراء وجع الرأس والدوار الدائمين، وأجريت له الصورة وتبين أنه يعاني من ورم حميد، وأخبره طبيب السجن أنه لا يمكن إجراء عملية له لأن في ذلك خطورة على حياته أكثر من وجود الورم، وأعطي علاج له مضاعفات يؤدي إلى ارتخاء الأعصاب ما يشعره بوجود تيار كهربائي يسري في رأسه عند تناوله للدواء، كما أنه يعاني في الفترة الأخيرة من عدم وضوح في الرؤيا، ويعاني من حالة النسيان وأنه طلب من إدارة السجون.

وأكد أحمد أبو السعود إجماع الحركة الأسيرة على الدخول في الإضراب المفتوح عن الطعام تصاعدي الإضراب ويتسع تدريجياً ليشمل كافة السجون، وأنه تم تشكيل اللجان القيادية للإضراب من جميع فصائل العمل الوطني والإسلامي والاتفاق على آلية اتخاذ القرار ولم يتبقى سوى تحديد ساعة الصفر للإعلان عن الإضراب، إلا إذا وافقت مديرية السجون على مطالب الأسرى المتمثلة بإنهاء العزل الانفرادي، ووقف الانتهاكات لحقوق الأسرى وكرامتهم وكرامة ذويهم أثناء الزيارة، والسماح لجميع الأسرى بزيارة عائلتهم، وفي مقدمتهم أسرى قطاع غزة.

وأكد ياسر أبو بكر أن الأسرى في سجن عسقلان يعانون من انقطاع المياه الساخنة لفترات طويلة تصل من 6-10 ساعات يومياً ويتعرضون لتفتيشات استفزازية، وقد يمتد تفتيش الغرفة يوماً كاملاً ويرافق ذلك عبث وإتلاف لمحتويات الأسرى.

وأكد ناصر أبو حميد نقل 23 أسيراً إلى سجون أوهلي كيدار وايشل وريمون وشطة ونفحة، وكد وجود نسبة عالية من المرضى، الذين يفتقودون العناية والمتابعة، رغم تطية تكاليف علاج الأسرى من الصليب الأحمر، وأوضح أن إدارة السجن تماطل في علاج مرضى الامراض الجلدية، لأن تكاليف الأدوية باهظة، وطالب بتواجد الحالات المرضية الصعبة في مستشفيات لمراقبة حالتها والعناية بها، وبين أن شادي موسى مريض في القلب ولديه إصابة في الجمجمة وأصيب بجلطة وهو في سجن ريمون فتم إرسال فاتورة له من قبل نجمة داوود الحمراء تطالبه بقيمة فاتورة سيارة الإسعاف التي نقلته للمستشفى.

وفي سجن هداريم التقت الأسرى معتصم ياسين وناصر عويص ووضاح البزرة، الذين أكدوا أن عدداً من الأسرى عانوا في الفترة الأخيرة من حرقة في الحلق من الجهة اليسرى وأنه تمت معاينتهم وإجراء صور أشعة لهم ولم تتم معرفة أسباب المرض الأمر الذي يثير قلقا في أوساط الأسرى، ومنهم: ناصر موسى عبد ربه، حسين عوني طاهر، محمد حسن عرمان، خالد أبو محسن، ناصر حسن أبو سرور، محمود عبد العزيز السويطي، إبراهيم خضر جابر، أشرف خضر إبراهيم جابر، زياد سليمان السعدي، عبد الخالق النتشة.

وفي سجن مستشفى الرملة التقت المحامية الأسيرين معتصم رداد ومحمود محمد سلمان واعتذر عدد منهم عن مقابلة المحامية بسبب أوضاعهم الصحية الصعبة، وأكد رداد أنه يعاني من التهابات مزمنة في الأمعاء الغليظة والرفيعة بنسبة 65%، ورغم أنه يتناول الأدوية منذ سنتين، إلا أنه يشعر بتحسن بطيء، وأنه تقرر إجراء عملية جراحية له لاستئصال الأمعاء الغليظة في شهر 5 أو 6 إلا أنه متردد نوعاً ما في إجرائها.

أما محمود رضوان الذي يقيم في سجن الرملة منذ سنة ونصف ويعاني من انسداد وتضخم في شرايين القلب والضغط والسكري وأزمة صدرية، فهو يتناول 25 حبة دواء يومياً، ومنذ ثمانية أشهر لم تجرى له فحوصات شاملة وأنه يتم قياس الضغط والسكري له مرتين في الأسبوع، وتم إجراء عمليتي قسطرة له بدون فائدة، وقال رغم الأوضاع الصحية الصعبة التي يعانيها الأسرى المرضى في مستشفى سجن الرملة فإن إدارة السجن لا تتوقف عن القيام بتفتيشات استفزازية والعبث في محتويات الغرف.

وفي سجن ريمونيم التقت الأسرى خلف خلف ومحمود خنافسة ويزن دندن وعيسى جفال ومحمد عياد الذين أكدوا أن عدد الأسرى في السجن يصل إلى 75 أسيرا، وجميعهم من الأشبال وذكروا أنهم يحصلون على تعليم أكاديمي مدة ساعتين في اليوم.

ولاحظت المحامية تخوف الاسرى من الحديث عن أوضاعهم الاعتقالية وعن الإشكاليات التي تواجههم مما ينبغي زيادة الاهتمام بهم من المؤسسات الحقوقية، فرغم أنهم محكومين أحكاماً عالية إلا أنهم يعانون من قلة التعليم ومن افتقادهم للكتب.

وفي سجن نفحة التقت الأسرى أسامة أبو العسل ومحمد سكران وفؤاد زهران الذين أكدوا صعوبة الأوضاع خاصة التفتيشات الاستفزازية، وأن هناك مطالبة بالإسراع بإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية لأن الأسرى في السجون أكثر المتضررين من هذا الانقسام.

وفي سجن ريمون التقت الأسرى لؤي نوفل، منذ صنوبر، هيثم عنتري، عمر خرواط، وإبراهيم أبو حجلة، الين ينتظرون بدء الاضراب عن الطعام، خاصة بعد ان احضرت ادارة السجن لونين لزي الأسرى لاختيار واحد منهما بدلاً من الزي البني، التي كانت مصلحة السجون تحاول فرضه على الأسرى.

وفي سجن السبع التقت المحامية بالأسرى نزار تميمي ووسيم مسودة اللذان أكدا وجود تفتيشات يومية ادت لمعاقبة غرفة 85 في قسم 10 بحرمانهم من زيارة الأهل لمدة شهر وسحب الأدوات الكهربائية وفرض غرامة مالية على كل أسير بقيمة 450 شيكل وذلك بحجة وجود ثقوب في الغرفة، ونقلت عددا من الاسرى فنقل توفيق أبو نعيم إلى عسقلان ويحيى السنوار إلى هداريم.

وأكد الأسيران أن السجن يضم عددا كبيرا من الأسرى المرضى الذين يعانون أمراض مزمنة، حيث يوجد قرابة 60 مريضاً، الذين يعانون من التعامل غير الانساني لطبيب العيادة الذي لا يتعاطى مع الحالات المرضية بالشكل المطلوب، وطالب الاسرى ببتشكيل لجنة للتحقيق معه حول تقصيراته وهناك احتمال بنقله.

وتحدث وسيم عن وضعه الصحي كونه مصاب بست رصاصات في البطن و3 في القدم اليمنى وهو يعاني من انتفاخ في البطن، وأنه بحاجة لعلاج طبيعي لقدمه غير أن طبيب السجن قال له لا يوجد علاج طبيعي.

ودعت حريات إلى أوسع التفاف جماهيري حول الأسرى ونضالهم العادل في سبيل تحسين شروط اعتقالهم وانتزاع حريتهم، خاصة وهم يخوضون خطوات نضالية احتجاجاً على ظروفهم الاعتقالية السيئة، والانخراط في الفعاليات التي أعلنتها الهيئة العليا ووزارة شؤون الأسرى ونادي الأسير.

وحملت الحكومة الإسرائيلية ومصلحة السجون المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى خاصة المعزولين والمرضى وفي مقدمتهم الأسير أكرم منصور، وطالب بالإفراج الفوري عنه، وعن جميع الأسرى المرضى من ذوي الحالات المرضية الصعبة وبإنهاء ملف العزل الانفرادي بنقلهم جميعاً للسجون المركزية.