أكاديميون وتربويون يطالبون بتفعيل دور المجلس الأعلى للأمومة والطفولة
نشر بتاريخ: 07/04/2011 ( آخر تحديث: 07/04/2011 الساعة: 21:20 )
غزة-معا- طالب أكاديميون وتربويون شاركوا في يوم دراسي نظمته كليتا التربية والعلوم بالجامعة الإسلامية بتفعيل دور المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في الحفاظ على حقوق الطفل الفلسطيني.
ودعوا إلى تظافر جهود المؤسسات الأكاديمية ومؤسسات المجتمع المحلي والمؤسسات الحكومية في العمل على تحصين الأطفال ومن يرعاهم لمواجهة الآثار المترتبة على الأوضاع غير الطبيعية التي يحياها الطفل الفلسطيني، ووصفوا حياة الطفل الفلسطيني بأنه محاصر في حريته، ومهدد في معيشته، وملاحق في أحلامه، ومطارد في أمانيه، ولفتوا إلى العيوب الإبصارية وكسل العين عند الأطفال، والمشاكل النفسية والاجتماعية التي يعانون منها.
جاء ذلك خلال اليوم الدراسي الذي نظمته كلية التربية بالتعاون مع قسم البصريات بكلية العلوم بالجامعة الإسلامية تحت عنوان: "أطفالنا والرعاية الصحية والتربوية.
عقد اليوم الدراسي في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى طيبة للقاعات الدراسية بحضور الأستاذ الدكتور عليان الحولي –عميد كلية التربية، والدكتور نظام الأشقر –عميد كلية العلوم، وجمع من أعضاء العمل التربوي في قطاع غزة، وأعضاء هيئة التدريس بكليتي التربية والعلوم، وطلبة من الكليتين.
الجلسة الافتتاحية
وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لليوم الدراسي، لفت الأستاذ الدكتور الحولي إلى أن مرحلة الطفولة تعد من أخطر مراحل العمر في مجال تكوين الشخصية، وبناء الإنسان، وتحديد أبعاد نموه اللاحقة، مبيناً أن الاجتياز السليم لتلك المرحلة يودي في الغالب إلى تنمية الشخصية السوية لديه، وأوضح الأستاذ الدكتور الحولي أن الهموم والتحديات التي تواجه الطفل الفلسطيني في مرحلة الطفولة تجبره أن يعيش كبيراً منذ صغره، ووقف الأستاذ الدكتور الحولي على مقتطفات من قانون الطفل الفلسطيني رقم (7) لسنة 2004م، ومنها: أن الطفل هو كل إنسان لم يتم الثامنة عشرة من عمره، ووجوب الأخذ بين الاعتبار مصلحة الطفل الفضلى في جميع الإجراءات التي تتخذ بشأنه سواء قامت بها الهيئات التشريعية أو المحاكم أو السلطات الإدارية أو مؤسسات الرعاية الاجتماعية العامة أو الخاصة، واستعرض الأستاذ الدكتور الحولي تقرير الطفل الفلسطيني السنوي "إبريل/2011م" الصادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني والذي يبين أن المجتمع الفلسطيني مجتمع فتي.
معايشة القضايا المجتمعية والوطنية
من جانبه، بين الدكتور الأشقر أن عقد اليوم الدراسي يأتي احتفاءً بيوم الطفل الفلسطيني الذي يصادف الخامس من نيسان/ أبريل من كل عام، واهتماماً من الجامعة بمعايشة القضايا المجتمعية والوطنية، وتحدث الدكتور الأشقر عن المعاناة التي يعيشها أطفال فلسطين، ومنها: الحرمان من الآباء، والحرمان من الرعاية الصحية والتعليم، والغذاء السليم، وتقييد حرية التنقل، والحرمان من النوم الهانئ، والاستمتاع بالطفولة، وأشار الدكتور الأشقر إلى علاج الآثار السيئة التي ولدها عنف الاحتلال على الأطفال الفلسطينيين من خلال عقد برامج تربوية وثقافية وصحية، مبيناً دور الآباء والأمهات في تربية وتنشئة أبنائهم باعتبارها أمانة ومسئولية ملقاة على عاتقهم، ولفت الدكتور الأشقر إلى الحقوق التي أوجبتها الشريعة الإسلامية للأطفال والتي تدل في مجملها على اهتمام الإسلام بالطفل.
الجلسة الأولى
وبخصوص الجلسات العلمية لليوم الدراسي، فقد انعقد اليوم الدراسي على مدار جلستين علميتين حيث ترأس الجلسة العلمية الأولى الدكتور أسامة المزيني –عضو هيئة التدريس بكلية التربية، وقدم الدكتور جميل الطهراوي –رئيس قسم التعليم الأساسي، ورقة عمل حول تنمية حس الإبداع لدى الأطفال، وأجمل الدكتور الطهراوي عناصر الإبداع في: الطلاقة، والمرونة، والحساسية للمشكلات، والأصالة، والاحتفاظ بالاتجاه ومواصلته، وتحدث الدكتور الطهراوي عن أهمية التفكير الإبداعي للطفل، وسمات شخصية المبدع، وعوامل تنمية الإبداع في مرحلة الطفولة، وتناول الدكتور الطهراوي الأخطاء الشائعة عن الإبداع، ومنها: ربط الإبداع بالفن والموسيقى والاختراعات واعتبار الإبداع قدرة داخلية غامضة، وأن الإبداع لا يوجد إلا لدى فئة غير عادية، وأوصى الدكتور الطهراوي بالتركيز على التغيير النوعي في المناهج الدراسية وطرق التدريس، وتوسيع دوائر الاهتمام بحاجات الطفل الفلسطيني.
وتحدث الدكتور سمير قوتة –رئيس مركز الإرشاد النفسي والتربوي- عن الخبرة الصادمة وتأثيرها على الطفل الفلسطيني، وتطرق الأستاذ مصطفى منصور –عضو هيئة التدريس بكلية التربية- إلى التربية الذوقية للطفل في الإسلام، والتربية الذوقية في التعامل مع الوالدين والمعلمين، وتناول الأستاذ منصور التربية والآداب الإيمانية الواجب توافرها في الأطفال، ومنها: آداب الطعام، وتنمية الذائقة القرآنية لدى الصغار، وتربية الاتجاهات الإيجابية نحو العلم والعلماء، والتربية الذوقية في مجالس العلم، فضلاً عن التربية الذوقية في اللباس، وتربية المشاعر المرهفة لدى الأطفال، وتطرقت الأستاذة ميساء العبويني –من كلية التربية- المشاكل النفسية والاجتماعية للأطفال المصابين بحساسية القمح، وعرفت الأستاذة العبويني حساسية القمح بأنه مرض يصيب الجهاز الهضمي (الأمعاء الدقيقة) ويؤدي إلى حدوث ضمور في خملات الأمعاء، ولخصت أعراض الإصابة بمرض حساسية القمح في حدوث انتفاخ في البطن، وظهور شحوب في الوجه، ونقص في الوزن والطول، والإصابة بإسهال أو إمساك مزمن، وتناولت الأستاذة العبويني الآثار النفسية والاجتماعية لدى الأطفال المصابين بالمرض، وأجملت الآثار النفسية في الاكتئاب، والقلق، وتدني مستوى تقدير الذات، وانخفاض مستوى الرضا عن الحياة، والآثار الاجتماعية في الرحاب الاجتماعي، والخوف من الفشل في الحياة المهنية والأكاديمية والاجتماعية.
الجلسة الثانية
وفيما يتعلق بالجلسة العلمية الثانية لليوم الدراسي، فقد ترأسها الدكتور فاروق الباز –عضو هيئة التدريس بقسم البصريات الطبية بكلية العلوم، وتحدث الدكتور محمد الطرشاوي –رئيس قسم البصريات الطبية- عن العيوب الإنكسارية عند الأطفال، وأنواعها، وهي: قصر النظر، وطول النظر، وحرج البصر، وقوة النظر، وأوضح الدكتور الطرشاوي أن علاج قصر النظر يتم باستخدام نظارات طبية، أو عدسات لاصقة كروية الشكل سالبة القوة، أو بإجراء عملية جراحية، وقدم الدكتور الطرشاوي مجموعة من النصائح للحفاظ على عيون الأطفال، ومنها: فحص عين الطفل لدى طبيب العيون في أول أيامه بعد الولادة مباشرة، وتوفير الإضاءة الجيدة لدى الأطفال خاصة أثناء النوم، ومراعاة المسابقة الفاصلة بين عين الطفل وجهاز الكمبيوتر، وعرف الدكتور خالد عوض –عضو هيئة التدريس بقسم البصريات الطبية- كسل العين عند الأطفال بأنه عبارة عن ضعف في الإبصار في عين لم تتطور فيها الرؤية بشكل طبيعي منذ فترة الطفولة المبكرة، ولفت الدكتور عوض إلى كيفية تكون القدرة الطبيعية على الإبصار، وأسباب حالات كسل العين، وهي: الحول، والتركيز غير المتكافئ أو العيوب الإنكسارية، وإعتام العدسة أو ارتخاء الجفن، وأثار الدكتور عوض إلى مضاعفات إهمال علاج كسل العين، ومنها: ضعف الرؤية بالعين المصابة، وفقدان القدرة على إدراك البعد الثالث للرؤية، وأوضح الأستاذ مروان حمد –عضو هيئة التدريس بكلية التربية- اهتمام الإسلام بالطفل، وأساليب تربية الطفل في الإسلام، ومنها: القدوة الحسنة، ورواية القصة، والترغيب والترهيب، وأسلوب الحوار، والموعظة الحسنة، واستعرض الأستاذ حمد أداء بعض المفكرين المسلمين في تربية الأطفال، وتناولت الأستاذة ليلى المشارفة –عضو هيئة التدريس بقسم القبالة القانونية بكلية التمريض- اليرقان الفسيولوجي لدى حديثي الولادة، وبينت الأستاذة المشارفة أن اليرقان يعد من المشاكل الصحية كثيرة الحدوث لدى الأطفال حديثي الولادة والتي تصيب حوالي (60%) من المواليد ذوي الولادة العادية، وقدم الدكتور عمر أبو عمارة –عضو هيئة التدريس بقسم البصريات بكلية العلوم ورقة عمل حول الحول عند الأطفال.